شدد مرشح المعارضة الرئيسي لانتخابات الرئاسة في تركيا اليوم الخميس علي ضرورة إبقاء الدين بعيدا عن السياسة ودعا للوحدة الوطنية في تحد واضح لرئيس الوزراء طيب اردوغان الذي يبدو أنه الأوفر حظا للفوز نظرا لشعبيته الكبيرة رغم ما يثيره من انقسام. وكان حزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب الحركة القومية قد رشحا الأسبوع الماضي أكمل الدين احسان أوغلو لخوض انتخابات الرئاسة علي أمل توحيد صفوف المعارضة ضد اردوغان الذي مازال يحظي بشعبية رغم أنه أغضب قطاعات من المجتمع بسياساته المحافظة وأسلوبه التصادمي. وقال احسان أوغلو للصحفيين في أنقرة في أول تصريحات علنية له منذ إعلان ترشيحه 'نحن لا نسعي من أجل تركيا تعاني من الاستقطاب والمواجهة بل من أجل تركيا تنعم بالسلام'. وإحسان أوغلو أكاديمي ودبلوماسي سابق يبلغ من العمر 70 عاما. وأضاف 'نريد أن نشدد علي أن الجميع الذين عاشوا هنا معا علي مدي قرون وأن كل القيم التي جعلتنا علي ما نحن عليه.. تمثل إرثنا الثقافي العام.' وترك احسان أوغلو منصبه كأمين عام لمنظمة التعاون الاسلامي في ديسمبر وينظر إلي ترشيحه علي أنه محاولة لاستمالة المحافظين المتدينين الذين يمثلون القاعدة الانتخابية الرئيسية لاردوغان. وسعي إحسان أوغلو لطمأنة ملايين من العلمانيين الأتراك الذين يتهمون اردوغان بالسعي الحثيث لصبغ الدولة بصبغة إسلامية. وقال إحسان أوغلو 'يتعين الإبقاء علي الدين والسياسة منفصلين. إحدي القضايا المعقدة في العالم الاسلامي تتمثل في الخلط بين الدين والسياسة.' ورغم ذلك فإن قدرة إحسان أوغلو علي هزيمة اردوغان تبقي مسألة أخري. وأظهر استطلاعان للرأي نشرا اليوم الخميس ان رئيس الوزراء يتقدم بفارق 20 نقطة في حالة ما إذا قرر خوض السباق. وتكهن استطلاع أجراه مركز جينار ان اردوغان سيفوز بنسبة 55.2 في المئة من الأصوات في حين سيحصل احسان أوغلو علي 35.8 في المئة. وقالت صحيفة صباح اليومية الموالية للحكومة ان استطلاعا ثانيا أجراه مركز إم.إيه.كيه. للاستشارات أظهر أن اردوغان سيفوز بنسبة 56.1 في المئة وسيحصل منافسه علي 34.2 في المئة.