تدفق المئات علي منتجع أغادير الساحلي المغربي، لمشاهدة الدورة الحادية عشرة لمهرجان تيميتار، الذي يحتفل بثقافة الأمازيغ، السكان الأصليين لشمال إفريقيا ومنطقة الصحراء. شارك في المهرجان الذي استمرت أنشطته أربعة أيام فنانون عرب وعالميون بعثوا رسالة سلام وحوار من خلال العروض التي قدموها. ويعرض المهرجان- الذي ينظم سنويا- موسيقي الأمازيغ الذين سكنوا شمال إفريقيا لآلاف السنين قبل أن يفتح العرب المنطقة ويدخلوا لها الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي. وعلي الرغم من كونها واحدة من أقدم الأشكال الموسيقية وأكثرها تنوعًا في شمال إفريقيا فان موسيقي الأمازيغ لم تنل حتي الآن التقدير الذي تستحقه مع شعبيتها الكبيرة وريادتها في المنطقة. فكثير من الناطقين بالعربية المنتمين للطبقة الوسطي التي قادت المغرب الي الاستقلال في عام 1956 اعتبروا أن محاولات نشر اللغة والثقافة الأمازيغيةتمثل تهديدًا لوحدتهم الوطنية. لكن الدستور المغربي المعدل الذي أُقر في يونيو 2012 يعترف بهوية البلاد المتعددة عرقيًا ويعتبر اللغة الأمازيغية 'تمازيغت' لغة رسمية إلي جانب العربية. ومثل كثير من الفنانين والفرق الموسيقية الموسيقي الأمازيغية في مهرجان تيميتار السنوي بينهم جمعية إمدوكان لفن أحيدوس من عين عرمة في ولاية مكناس. واحيدوس رقصة بطقوس معينة يمارسها متطوعون في القري في أثناء احتفالات مختلفة بينها الأعراس. وقال حميد بن بأسواق، رئيس جمعية امدوكان لفن احيدوس، إنه من الضروري نشر هذا الفن بين الأجيال الأصغر للمساعدة في الحفاظ علي الموروث الثقافي. وأضاف لتلفزيون رويترز 'هذا الفن المعروف باحيدوس فن تراثي علينا أن نحافظ عليه لأننا ورثناه عن أجدادنا والذين من قبلنا ومن الواجب علينا أن نحافظ عليه. كما أتمني من الأجيال التي ستأتي بعدنا أن تحافظ علي هذا الفن الموروث الذي هو فن شعبي.' ومن بين من قدموا عروضًا في أنشطة المهرجان هذا العام، الفنانة الشابة الرايسة نعيمة تيسلاتين وهي من أغادير، وقد حمست الحضور بإنشادها أغنيات تراثية. وقالت الرايسة نعيمة تيسلاتين 'تعلم هذا الفن يتم عبر الفنانين حيث نعمل معهم في الاستديوهات وفي الكورال، تعلمنا هذا الفن من الفنانين الذين سبقونا ونحاول الحفاظ علي هذا التراث الأمازيغي كما نحاول أن نوصله إلي الشباب الذي هو في عمرنا وكذلك للذين سبقونا لأن لدينا معجبين من الجيل السابق لأننا نجدد هذا التراث القديم'. وشارك في المهرجان أيضا فنانون من كولومبيا والولايات المتحدةالأمريكية والجزائر وفرنسا واسبانيا. ومن بين النجوم العالميين الكبار الذين شاركوا في الدورة الحالية لمهرجان تيميتار هذا العام الفنان ألفا بلوندي وهو من ساحل العاج. وقال بلوندي 'أتوجه إلي كل العائلة السياسية الإفريقية، المغرب مثال رائع للاستقرار السياسي الذي يجلب الاستقرار الاقتصادي، السلام هو كنز الدول الإفريقية، علي هذه الدول أن تتجنب الحروب، نحن هنا لنشجع السلام وكل ما يمشي في هذا الاتجاه ونحن علي استعداد تام لنسلك هذا الطريق، إذا تمت دعوتنا فإننا نلبي هذه الدعوة بسرعة فائقة.' ومن بين الفنانين العرب المشاهير الذين حضروا مهرجان تيميتار هذا العام المطرب المصري هاني شاكر المعروف بأغنياته العاطفية، وقال شاكر إنه يأمل أن يري الدول العربية متحدة في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط. وأضاف لتلفزيون رويترز 'نحن في أَمَس الحاجة إلي أن نتحد أكثر مما نفترق في هذا الوقت، توحيد الصفوف والجهود لاحتواء كم من المشاكل الكبيرة التي يعانيها العالم العربي هو ما نحتاجه الآن.' وأقيم مهرجان تيميتار بين يومي 18 و21 يونيو الجاري.