رحب الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون بوفد أندونيسيا ، تكون الوفد من 35 عضواً يمثلون قيادات عليا في السلك التعليمي الحكومي ومركز إعداد القادة وذلك خلال الجولة الأولي للوفد التي يقوم فيها بزيارة مصر واليابان وتشيكوسلوفكيا وتايلاند من أجل تحقيق التعاون الدولي في المجالات المختلفة الثقافية والفنية وغيرها كذلك تفعيل البروتوكول المشترك بين مصر وأندونيسيا الخاص بتبادل الخبرات من أساتذة الأكاديمية والمعاهد الفنية في أندونيسيا. وقد صرح د. مهران رئيس الأكاديمية بأن هذا هو الوفد الثاني الذي يزور أكاديمية الفنون خلال هذا العام من أجل الإطلاع علي أحدث التقنيات في مجال الثقافة وكيفية الاستفادة منها في عملية التنمية البشرية. بعد أن قام د. مهران بالتعريف بمعاهد الأكاديمية المختلفة بالإضافة إلي استعراض الوحدات الإنتاجية ذات الطابع الخاص مثل "أستديوهات أكاديمية الفنون، مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية، المركز الأكاديمي للثقافة والفنون -مسرح سيد درويش-" الذي سيتم افتتاحه قريباً، تناول سيادته المعاهد ذات الإقبال الشديد بالأكاديمية مثل "معهدي السينما والمسرح" رغم وجود معهد مثل "الكونسيرفاتوار" الذي تشارك فرقته في المهرجانات الدولية و"معهد النقد الفني" حيث يوجد به قسم التنشيط الثقافي الذي يعني بتدريس مادة إدارة المؤسسات الثقافية وتسويق المنتج الثقافي وقوانين التنمية الثقافية بالإضافة إلي استعراض حقوق الانسان في الثقافات المختلفة والتراث الإسلامي. وقد صرح د.ديديان رئيس الوفد الأندونيسي بأن لمصر مكانة خاصة ولذلك "فنحن نعول أهمية كبيرة علي التعاون المشترك في كافة المجالات الفنية والثقافية والسياسية وغيرها"مؤكداً علي أن هذا الوفد هو مجموعة تعد لجنة من الحكماء غير الوزارية ترفع توصياتها لرئيس الجمهورية وأن التعاون مع أكاديمية الفنون سيساعد في تنمية القيم القومية والتعاون الدولي. تناول الحوار مع الوفد العديد من القضايا الهامة علي الساحة الثقافية مثل الاستراتيجية التي يتم استخدامها في مجال التنمية الثقافية والتحديات التي تواجه أندونيسيا في المجال الثقافي والفني إضافة إلي ضعف الخبرات الأندونيسيه في مجال السينما. وقد أكد د. مهران أن الاكاديمية ترحب بالتبادل الفني والثقافي مع أندونيسيا ويظهر ذلك في الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة في استضافة بعض فرق الفنون الشعبية الأندونيسية بالأوبرا المصرية كما أضاف أن مصر لديها العديد من الثقافات التي مرت عليها مثل الثقافة الفرعونية والرومانية والفترة القبطية ثم الثقافة الإسلامية وهذه التعددية الثقافية هي التي صنعت الحضارة المصرية وأكدت علي عراقتها مشيراً أن الإنفتاح علي العالم أصبح ضرورة وليس ترفاً وأن الثقافات الخائفة هي التي تنغلق علي نفسها وتعرض نفسها للزوال مثلما تقول أسطورة "نرسيس" وفي مصر نحن نتعامل مع المنجز الحضاري والثقافي ونمتلك القدرة علي استيعاب ثقافة الآخر، وحول السينما في مصر أكد د. مهران علي الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة الآن بإنتاج أفلام ضخمة مثل فيلم "المسافر" وتخطيط الوزارة لإنتاج أكثر من عشرة أفلام خلال الأعوام القادمة للنهوض بصناعة السينما في مصر مرة أخري. وحول الرقابة علي السينما أكد أن الإنترنت أخطر كثيراً من السينما فالثقافة تتعرض لمفهوم يسمي "نهاية الإقليم" أي نهاية الحدود الجغرافية فإذا مارسنا الرقابة علي السينما فماذا سنفعل مع الثقافات المفتوحة وخصوصاً أننا في عصر "الريموت كنترول". حضر اللقاء من الجانب المصري د. هاني مطاوع الرئيس الأسبق للأكاديمية ود. عبد الناصر الجميل وكيل المعهد العالي للفنون المسرحية ود. عبد الرحمن الدسوقي المستشار الفني للأكاديمية.