أطلقت الملكة رانيا العبد الله اليوم الاثنين، أول منصة عربية غير ربحية للمساقات الإلكترونية الجماعية مفتوحة المصادر تحت مسمي 'إدراك' وذلك إدراكا منها لأهمية التعليم وأثره في توفير أفضل الفرص للشباب العربي. وأكدت الملكة رانيا – في كلمتها خلال حفل الإطلاق الذي حضره وزراء العمل والسياحة والآثار الدكتور نضال القطامين والتربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أمين محمود وعدد من الإعلاميين الأردنيين والعرب – علي أن المساقات التعليمية عالية الجودة والمجانية تعد فرصة لأن محتواها متقدم ومواكب لتطورات العالم، ولأنها تساعد علي نشر العلوم والآداب والمهارات التي توصلت إليها العقول العربية والعالمية. وقالت 'إن إطلاق 'إدراك' يحمل رسالة تحثنا علي إدراك ما فاتنا والمستقبل الذي يليق بنا وبتاريخنا وبرسالة بعثت لنا بدأت باقرأ'، موضحة أنه سيتم من خلال منصة 'إدراك' انتقاء الأفضل من الوطن العربي وترجمة وتعريب الأفضل عالميا. وأعربت عن أسفها لأن العالم بات ينطلق بسرعة فائقة نحو مستقبل فيه الفكرة والمعلومة المتخصصة والمهارات لبنات أساسية للعمار والازدهار، وفي المقابل أصبح العالم العربي في الصفوف الخلفية وهو ما أثر علي الأوضاع الاقتصادية.. كما تطرقت إلي حقائق صادمة يعيشها الوطن العربي بدءا من تدني نوعية التعليم وعدم مواكبة خبرات وقدرات الخريجين لمتطلبات سوق العمل والتغيب عن النشر العلمي العالمي، بالإضافة إلي عدم وجود صادرات عربية من التقنية العالية والنقص الحاد في المهارات بكل أشكالها. وبدوره.. قال المدير التنفيذي لمؤسسة 'أدكس' أنانت أجاروال 'إننا عندما أطلقنا 'إدكس' قبل عامين كنا نتطلع لدعم فرص التعليم حول العالم وبالشراكة مع مؤسسة 'الملكة رانيا للتعليم والتنمية' أصبح هذا الحلم حقيقة'، مضيفا 'لقد حققنا اليوم رؤيتنا المشتركة في زيادة وصول ملايين الطلبة العرب حول العالم للتعلم مع 'إدراك' مما سيجلب القوة التغيرية للتعليم للعالم العربي والشباب المتعطش للفكر والتعلم'. وأشار أجاروال إلي أن مؤسسته أتاحت فرص التعلم لنحو 3ر2 مليون متعلم علي مستوي العالم من بينهم 130 ألفا في الشرق الأوسط. ومن جانبها.. أكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة الملكةرانيا هيفاء عطية علي أن مبادرة 'إدراك' التي تعد الأولي للمؤسسة جاءت لتخدم العالم العربي، معربة عن سرورها إزاء التجاوب الإيجابي مع المبادرة من قبل الأساتذة الجامعيين العرب العاملين في أشهر وأرقي الجامعات حول العالم وتهافت الشباب علي التسجيل في أول عشرة مساقات سيتم البدء بتدريسها خلال شهر يونيو المقبل، منوهة بأن أكثر من 35 ألف طالب وطالبة التحقوا بهذه المواد خلال الأسبوعين الماضيين. وقد تم خلال الإطلاق عرض فيلم قصير يتحدث عن 'إدراك' وكيفية عملها وما ستقدمه للمشتركين في مساقاتها. كما حضرت الملكة رانيا العبد الله جلسة نقاشية شارك فيها رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية المهندس سعيد دروزة، مستشارة وزير العمل السعودي مها طيبة، والأستاذة الممارسة والمساعدة بمركز التعلم والتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مها بالي، والأستاذ الزائر في جامعة هارفارد لربيع 2014 وأستاذ الاقتصاد والسياسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور محمد العسعس. وناقشت الجلسة الفوائد العديدة المرجوة للتعليم عن بعد خصوصا لمثل ما ستقدمه هذه المنصة في الأردن والوطن العربي حسب وجهات نظر المتعلم والمعلم والقطاعين الحكومي والخاص حيث تم التركيز علي الإمكانيات التي ستفتحها مبادرات مثل 'إدراك' للشباب وللوطن العربي. وستشكل 'إدراك' فرصة للمتعلمين العرب للالتحاق مجانا عبر الإنترنت بمساقات متميزة تدرس في جامعات عالمية مثل هارفرد، ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا وجامعة كاليفورنيا في بركلي وغيرها، مع إمكانية حصول الملتحقين في بعض هذه المساقات علي شهادات تبرهن استكمالهم للمتطلبات المعرفية المطلوبة. ولا تكتفي 'إدراك' بنشر مساقات أكاديمية مترجمة بل تعمل علي إثراء التعليم عربيا من خلال تطوير مساقات جديدة باللغة العربية خصيصا لهذا الغرض وتغطي هذه المساقات مجالات عديدة ومتنوعة، ويتم تطويرها بالتعاون مع عدد من أفضل الأكاديميين العرب وبالشراكة مع أفضل الجامعات الإقليمية.. ويبدأ التسجيل للمساقات التي تطلقها المبادرة في يونيو القادم من خلال الموقع الإلكتروني www.edraak.org. وتعمل 'إدراك' علي إطلاق مساقات جديدة في أواخر شهر أغسطس القادم 'مدخل إلي علم الإحصاء، البرمجيات كخدمة، الصحة الإنسانية والتغير المناخي العالمي، آداب العمل والمكتب، مدخل إلي حقوق العمل والعمال، المدينة العربية المعاصرة، إدارة المنتجات الرقمية، مدخل إلي الريادة، التواصل في عالم الأعمال، الصحة والقلب'.