شهد مؤتمر الوحدة الوطنية الذي عقدته نقابة المحامين مساء أمس الخميس بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر تحت شعار "معاً من أجل مصر" غياب كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب , والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية. وأبدي الحاضرون بالمؤتمر استياء شديد لعدم حضور البابا شنودة فضلا عن عدم إرساله مبعوثاً أو ممثلا عنه من رموز الكنيسة , إلا أن المؤتمر كان بحضور كل من الدكتور أحمد عزب مستشار الإمام الأكبر شيخ الأزهر لحوار الأديان , والدكتور نصر فريد واصل المفتي السابق للديار المصرية ممثلان عن شيخ الأزهر, والدكتور عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية بمجلس الشعب ممثلا عن الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب , والدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري ممثلا عن صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري , بالإضافة إلي عدد من الوزراء وعلي رأسهم المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان , وعدد من السفراء وعلي رأسهم السفير الأمريكي , وعدد من المحافظين وعلي رأسهم السيد عبد العزيز محافظ الجيزة , ونقباء المحامين الفرعيين. وأكد المشاركون بالمؤتمر علي أن المتتبع لتاريخ مصر يعلم جيداً أنها لم تكن تعرف ما يسمي بالفتنة الطائفية , واستدلوا علي ذلك بموقف الأقباط في وجه الاستعمار البريطاني وثورة 1919 , مؤكدين علي أن محاولات الفتنة الطائفية التي تهدد وحدة الوطن ومستقبله تحتاج منا جميعا لوقفة حاسمة , وشددوا علي أن العقيدة الدينية جزأ لا يتجزأ من وحدتها الوطنية. ودعا المشاركون بالمؤتمر الأمة العربية كلها أن توحد جهدها وتحشد طاقاتها لتحيي الوحدة الوطنية من جديد , ولإجهاض كل المحاولات التي تستهدف إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين. وقال حمدي خليفة نقيب المحامين ورئيس إتحاد المحامين العرب :" لن نسمح لعدونا أن يشق صف الوحدة الوطنية" , مستشهداً بمقولة الرئيس محمد حسني مبارك بأن الوحدة الوطنية خط أحمر لا يجوز المساس بها ولا الاقتراب منها , مؤكداً أن ثقافة الشعب المصري دائما ما يرفض أية محاولات للفتنة الطائفية وللتفرقة العنصرية قائلا :" لن نسمح بأحد علي الإطلاق أن يمتص من نيل الوحدة الوطنية". وطالب الدكتور محمد رجب زعيم الأغلبية بمجلس الشوري بإصدار قانون يضمن إعمال مبدأ المواطنة , والسعي إلي الخطاب الموحد بدور العبادة , فضلا عن مواجهة أي محاولات تستهدف النيل من الوحدة الوطنية , ودعا رجال الإعلام ورجال الدين والثقافة والمؤسسات الحزبية أن تلعب دور تجاه ذلك. ومن ناحيته أبدي محمد الدماطي عضو مجلس النقابة ومقرر لحنة الحريات إستياءه لقطع حديثه أثناء إلقاءه كلمته بالمؤتمر , وقال الدماطي :" لا يمكن أن تحل مشكلتنا بمثل هذه المؤتمرات ويجب أن نعي جيداً أن هناك احتقان طائفي , ولا يمكن الإكتفاء بالمؤتمرات ومقابلة الرموز بعضها البعض" , ووصف الدماطي قطع حديثه بمحاولة لوأد الحريات ووأد حرية التعبير. وفي سياق متصل رفض القس بشارة صبحي توفيق الحديث للصحفيين بعد انتهاء المؤتمر , وبرر بعض الأقباط الحاضرين للمؤتمر ومنهم المهندس عادل دانيال مؤسس حزب الاستقامة رفض القس الحديث لعدم إعطاءه الفرصة لإلقائه كلمة بالمؤتمر , وأعرب دانيال عن استياءه الشديد من عدم إلقاء الأقباط كلمة بالمؤتمر. كما أشار دانيال إلي أن وجود القس بشارة كان بدعوة منه وأنه ليس ممثلا عن البابا , وشهد المؤتمر أيضا منذ بدايته انسحاب الناشط القبطي كمال زاخر وحرمه. وقد أبدي عدد من أعضاء مجلس النقابة استياءهم الشديد لعدم حضور البابا شنودة كطرف ثاني في القضية التي يناقشها المؤتمر , وقال مختار العشري عضو مجلس النقابة أن السبب وراء عدم إلقاء القس كلمة بالمؤتمر يرجع إلي الغضب من عدم رد البابا شنودة علي دعوة النقابة لا بالموافقة ولا بالاعتذار , قائلا :" كان علي البابا شنودة أن يرسل ممثلا لكي يقلل من الاحتقان الموجود لأن ما حدث سيؤدي إلي مزيد من الاحتقان " , داعياً الأزهر أن يأخذ موقفاً حاسماً تجاه ذلك , ودعا النقابة ألا تدعو مرة أخري من لا يستجيب لدعواها.