هذه الرسالة أوجهها إلي بعض من رفقاء الدرب للمناضل الشريف المحترم حمدين صباحي الذين تركوه وتخلوا عنه بصورة أخجلتني، وأري أنها انتقصت من رصيدهم، وأضافت لرصيد حمدين. ولمن لا يعرف أن كثيرًا من هؤلاء لولا ظهورهم في الكادر بجوار حمدين صاحب الكاريزما المعروفة والتاريخ النضالي الناصع غير الملوث ما كنا سمعنا عنهم في يومنا هذا، ولا كنا رأيناهم يجوبون الفضائيات، بل لا أكون مغاليًا إذا قلت إنه -أي المناضل حمدين صباحي- صاحب أفضال علي الكثير منهم، وكم كان فارسًا نبيلًا في الوقوف بجانب الكثير من هؤلاء في أفراحهم وأتراحهم، بل كان دائمًا مهمومًا بالبحث لهم عن فرص العمل لبعضهم سواء في الداخل أو الخارج، بل كان له الفضل في مساعدة بعضهم أيضًا في الحصول علي منح دراسية في الخارج، والحصول علي أعلي الدرجات العلمية.. كنا جميعًا نُجمع علي أن 'اللي في جيب حمدين موش له' كما يقول المثل.. كان يعتبرنا جميعًا أهله، وكان يعمل بالمثل القائل 'اللي ما لوش خير في أهله مالوش خير في أي أحد'.. وكنت أتصور أن هؤلاء سوف يتذكرون هذا المثل ويعملون به مع حمدين في معركة الانتخابات الرئاسية التي أري أن فوز أي من المرشحين 'حمدين أو المشير السيسي' هو فوز لمصر والمصريين ودحر للفساد والاستبداد، لكن للاأسف أخذوا يفرون من حوله فرادي ثم تجمعوا وفوجئت بهم في حضرة المشير عبد الفتاح السيسي.. وفوجئت بي وأنا أري صور هؤلاء وقد علت وجوههم نفس الضحكات التي كنت أراها وهم في حضرة المناضل حمدين صباحي 'الذين كانوا ينادونه منذ زمن بالريس'.. أخذت أردد 'فعلًا اللي مالوش خير في.. حمدين ما لوش خير في السيسي'.. ويبدو لي أن المشير السيسي الذي أقدره وأحترمه يدرك هذا أيضًا، ويعي تمامًا أن بعضًا من مؤيديه يدخلون في برواز 'كدابين الزفة' وقد لمست ذلك لدي متابعتي لحواره مع الإعلاميين ورؤساء التحرير عندما قال بالحرف –وهذا نقلا عن اليوم السابع– 'إنه غير محمل بمجاملات من أحد في الداخل والخارج.. وأضاف: أنا محسوب علي اثنين فقط.. الله سبحانه وتعالي والمصريين.. أنا راجل صادق وأمين وليست لديَّ فواتير لأسددها لأحد'. أقول لشعب مصر العظيم القائد المعلم.. فَلتَصُمّ آذانك وتغضض بصرك عن سماع ورؤية المنافقين والمتملقين والمتنطعين، لأنك للأسف سوف تسمع من هؤلاء ما لا يرضيك عن كلا المرشحين، لذلك أدعوك أن ترمي هذا الغثاء من وراء ظهرك، وأن تحرص علي الخروج في يومي التصويت علي الانتخابات في مشهد حضاري يشهد له العالم، وبإرادتك الحرة اختر مَن شئت، وكن علي ثقة ويقين أن مرور هذه المعركة بنزاهة وشفافية سوف يصب في مصلحة الوطن مصر أولًا وأخيرًا.. وعليك أن تدرك أن كلا المرشحين جدير بهذا المنصب الرفيع، فحمدين ناضل ودفع الضريبة في السجن دفاعًا عن فقراء هذا الوطن، وكثيرًا ما تنبأ بالثورة علي نظام مبارك ووقف شامخًا ضد توريث ابنه جمال للحكم، والمشير السيسي هو البطل الذي حمل كفنه علي يديه حينما استجاب لنداء وإرادة الشعب الثائر في إسقاط حكم الاخوان المستبد.