الخطوة الإيجابية من جانب حركة فتح من راما الله تجاه الذهاب إلي غزة للمصالحة الفلسطينية مع حركة حماس تأتي في توقيت عصيب يمر به الفلسطينيون بسبب الممارسات الإسرائيلية القمعية تجاه الشعب الفلسطيني والاستيلاء علي ما تبقي من أرض لإقامة المستوطنات وتهويد الأراضي وتهديد اليهود المتطرفين ليل نهار للمسجد الأقصي وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية والتحكم فيها وفي زوارها تحت حراسة مشددة من جانب البوليس الإسرائيلي، وعدم احترام الحكومات الإسرائيلية بما فيها حكومة نتنياهو الحالية لتعهداتها تجاه ما اتفق عليه من إبرام الاتفاقات ومنها اتفاقية أسلو وغيرها تجاه وغيرها تجاه إقامة دولتين تحت رعاية أمريكية لم تقدم للفلسطينيين شيئا يذكر خلال تلك السنوات العجاف التي مكنت الإسرائيليين من خلال تسويفهم وتأجيلهم لتنفيذ الاتفاقات للاستيلاء علي الأرض الفلسطينية المتبقية لإقامة المستوطنات واستنزاف الموارد البشرية والطبيعية للشعب الفلسطيني. ورغم الظروف الصعبة والحصار وآلام ممارسات الاحتلال وأمام صراع مازال قائم مع العدو الإسرائيلي لاغتصابه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأمام ما تقوم به حركة فتح بقيادة أبو مازن الممثل والرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني بعد ياسر عرفات، وأمام ما تبذله الدول العربية الراعية والمساندة للشعب الفلسطيني وعلي رأسها مصر التي رغم ما تمر به من أحداث طارئة ورغم ما تتعرض له من تجاوزات خطيرة من جانب بعض الفصائل الفلسطينية في غزة فإنها لم تتأخر يوما عن التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، أمام كل ذلك نجد فصيلا فلسطينيا كحركة حماس وغيرها من الحركات الجهادية التي تنتمي لها تتصارع فيما بينها بل وتتصارع مع حركة فتح الممثل الشرعي للدولة الفلسطينية من خلال قياداتها وعناصرها التي تبحث وقبل استلام الأرض الفلسطينية وقبل توقيع السلام النهائي علي السلطة والجاه والتملك مما خلق خصاما طويلا دام لأكثر من 7 سنوات بذلت فيه مصر مع دول خليجية كبيرة مجهودا كبيرا ولأكثر من مرة من أجل توحيد الشعب الفلسطيني تجاه قضيته، إلا أن حركة حماس بقيادة أبو هنية كانت تخترق الهدنة وتقوم بسجن الفلسطينيين من حركة فتح من راما الله والأغرب في ذلك هو أن حماس تناست المقاومة ضد الاحتلال وراحت تشن العداء للدول العربية وتتعامل مع تيارات الإسلام السياسي وفق خطة ممنهجة للتنظيم الإرهابي الدولي بمساندة صهيونية أمريكية غربية من أجل تكوين خلافة إسلامية تقوم علي أراضي دول ثورات الربيع العربي وغيرها شريطة استيلاء حماس علي سيناء وتسليمها للجانب الإسرائيلي بمساعدة جماعة الإخوان الإرهابية في مصر في فترة حكمها القصير الأمر الذي جعل حركة حماس في تلك الفترة أن تتورط في الكثير من الأعمال الإرهابية في مصر بداية من ثورة يناير واشتراك عناصرها بالاتفاق مع عناصر إخوانية باقتحام السجون المصرية وتهريب السجناء داخل مصر وخارجها عن طريق الأنفاق في سيناء التي استخدموها لتهريب العناصر الإجرامية والأسلحة الخطيرة وعمليات تهريب الأفراد والبضائع الممنوعة وغيرها من الانتهاكات التي مارسوها ضد الشعب المصري عندما استقووا ضدها بمساعدة الإخوان وقاموا معا ومازالوا بالعمليات الإرهابية التي تستهدف جنودنا من رجال الجيش والشرطة في سيناء وغيرها من المدن المصرية وحرق المؤسسات والمباني الحكومية وتدريبهم للعناصر الإجرامية داخل مصر وخارجها بغزة علي استخدام الأسلحة وصناعة المتفجرات بما يزعزع استقرار الأمن القومي المصري وهي أفعال إجرامية من جانب حماس وفصائلها لا يمكن أن تتوافق أبدا مع الخير والجهد والعطاء والتضحية الطويلة التي قدمتها مصر للقضية الفلسطينية وما تكبدته من خسائر. إن الدعوة للمصالحة الآن خطوة جيدة نتمني أن تقوم علي الإخلاص شريطة أن تكون حماس وقياداتها مخلصين لوطنهم وجيرانهم في تلك المصالحة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني الذي يدفع وحده ثمن تلك النزاعات ومدي ما يتعرض له من آلام وانتهاكات من جانب العدو الإسرائيلي مقابل تمتع القيادات الفلسطينية بحياة الترف والبذخ رغم ما يتحملوه من مشقة المفاوضات وتحمل المسئولية، ولكن المصالحة التي نراها الآن وخرجت لنا فجأة بلا مقدمات أو عناوين مقنعة ومبررة لها يدفعنا إلي أخذ الحيطة والحذر منها وبخاصة من عناصر حركة حماس المراوغة التي لم نري فيها وفي تصرفاتها وتوجهاتها الخير يوم وبخاصة أن عناصرها تصر علي تنفذ المصالحة تحت غطاء عربي ولا ندري لماذا تشعر حماس بأهمية هذا الغطاء لأول مرة وهو في رأيي يأتي الآن بعد أن شعرت حماس بتضييق الخناق عليها من جانب مصر بسبب ممارساتها الإجرامية تجاهها مما جعل مصر تغلق الأنفاق غير الشرعية وتشدد حصارها علي حدودها في سيناء مع غزة وتقلل فتح المعبر كخطوة أمنية لحماية أمنها وحدودها هذا من جهة ومن جهة أخري إفشال مصر للمخطط الإخواني وقضائها علي حلم تيار الإسلام السياسي ووضع عناصره مرة أخري بالسجون وإعلان مصر مع دول الخليج بأن تنظيم الإخوان تنظيم إرهابي وهو ما فتح الباب لدول أوروبية أخري للتفكير في أخذ قرارات مماثلة ضد هذا التنظيم وهو ما جعل قيادات حماس تشعر بتضييق الخناق علي رقبتها عندما يقر المجتمع الدولي باعتبارها كما سبق تنظيم إرهابي عن استحقاق وعندها تكون حماس المراوغة خسرت كل شيء، ولهذا علي السلطات المصرية توخي الحرص في الاشتراك في تفعيل تلك المصالحة وتضييق الحصار علي قيادات حماس ما إن زارت مصر لإتمام المصالحة بسبب اتصالهم المستمر مع قيادات التنظيم الدولي في مصر وخارجها شريطة أن تعلن حماس علي الملأ إدانتها للإرهاب وكل العمليات التي مورست ضد مصر واحترام الحدود المصرية ثم اعترافها بأن تنظيم الإخوان في مصر تنظيم إرهابي.