يفتتح هشام زعزوع وزير السياحة والدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار واللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر، النسخة المقلدة لمقبرة توت عنخ آمون في الثلاثين من أبريل الجاري، بحضور السيد جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة وعدد من السفراء وذلك بمدينة الأقصر بمدخل وادي الملوك بالقرب من منزل هوارد كارتر مكتشف المقبرة الأصلية للملك توت عنخ آمون، وذلك في إطار الجهود المبذولة من كافة أجهزة الدولة للحفاظ علي التراث الحضاري الفرعوني. وقد قام بتنفيذ هذه النسخة من المقبرة وأهدتها إلي مصر مؤسسة المتخصصة في هذا الشأن - ومقرها مدريد- وذلك تحت رعاية وزارة السياحة ووزارة الدولة لشئون الآثار والاتحاد الأوروبي. وتعد نسخة مقبرة توت عنخ آمون هي أكبر نسخة قامت المؤسسة بتنفيذها حتي الآن وتمثل حجر الأساس للحفاظ علي التراث الحضاري المصري، كما أنها مثال لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في تنمية السياحة المستدامة، حيث تم استخدام تكنولوجيا الأبعاد الثلاثية المتقدمة. كما تجدر الإشارة إلي أن السبب الرئيسي الذي دعا إلي تنفيذ النسخة المقلدة هو ما تعرضت له النسخة الأصلية من تأثير سلبي وبشكل سريع نتيجة للإقبال الشديد عليها من أعداد كبيرة من الزائرين لمشاهدتها وذلك بدءا من تاريخ اكتشافها عام 1922 بعد أن ظلت مخبأة لأكثر من ثلاثة آلاف عام. وفي عام 2011 أعلن المجلس الأعلي للآثار إغلاق المقبرة الأصلية وذلك لأسباب تتعلق بترميمها وصيانتها، ونظرا لأن المقبرة الأصلية مفتوحة الآن للجمهور فمن الممكن للزائر أن يستمتع بتجربة مقارنة النسخة الأصلية والنسخة المقلدة. وتعد النسخة المقلدة جزءا من مبادرة للحفاظ علي المقابر الفرعونية الموجودة والتي تم إغلاقها إما بسبب أعمال الترميم أو للحفاظ عليها للأجيال القادمة، وسوف تتيح هذه النسخة الفرصة لزائريها للتعرف علي تاريخ المقبرة الأصلية منذ اكتشافها علاوة علي الحفاظ علي المقبرة الأصلية. كما أن هذه النسخة سوف تحقق عددا من الأهداف، أهمها تطوير بlعد إيجابي ومستدام للسياحة، ونشر الوعي بأن السياحة المستدامة من الممكن أن تكون عنصرا مؤثرا وبقوة في الحفاظ علي التراث الحضاري المصري، علاوة علي تيسير نقل التكنولوجيا والمهارات المتعلقة بهذا الشأن بما يتيح إنتاج نسخ مقلدة لمقابر هامة مثل سيتي الأول ومقبرة الملكة نفرتاري حتي يتسني الحفاظ عليها، هذا فضلا عن خلق فرص عمل علي المدي الطويل للمؤهلين في هذا المجال.