حذر الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس من اختفاء 2300 عبوة لفيروسات السارس القاتلة من معهد باستير الفرنسي، مؤكدًا أن لهذا الحدث مخاطر وخيمة، نظرًا لضخامة الكمية، ونوع الفيروس الذي فقد. وقال بدران في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن تلك المخاطر تتضمن إجراء أبحاث وتجارب لاستحداث فيروسات جديدة للحرب البيولوجية، لإهلاك الموارد البشرية للأعداء أو المنافسين من جنود أو مدنيين، لافتًا إلي أن الخوف من سقوط تلك العبوات في أيدي حلفاء الشر وشركات الدواء العالمية التي تستفيد من الميكروبات الجديدة فتحتكر الاختبارات الخاصة بتشخيصها وعلاجها، وبهذا تصبح تجارة الميكروبات تجارة رائدة ربما تتفوق علي تجارة السلاح في المكسب والدمار. وأضاف بدران أن وباء السارس كان قد تفشي في العالم خلال الفترة من 2002 - 2003، موضحًا أنه وباء فريد من نوعه، حيث يصيب جميع أجزاء الجهاز التنفسي ويسبب التهاب المعدة والأمعاء، وقد أدي إلي موت 775 مصابًا من بين 8273 مصابًا، مشيرًا إلي أن معدلات الوفاة بهذا الفيروس في تلك الفترة كانت عالية مقارنة بفيروس الإنفلونزا. وقال بدران إن فيروس الكورونا الجديد يختلف تمامًا عن فيروس السارس ولا يوجد حتي الآن أي دليل لتحوله لوباء، لافتًا إلي أن عدد حالات الإصابة بفيروس الكورونا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية كشفت عن إصابة 238 حالة في 10 دول خلال الفترة من أبريل 2012 حتي أبريل الحالي من بينهم 205 في السعودية وحدها، ومنهم 71 حالة وفاة. وأكد بدران أن أغلب البشر لا توجد مناعة لديهم ضد الإصابة بالفيروسات، وأن التعايش مع هذه الكائنات وحيدة الخلية ذكية التصرف، يجب أن يكون من خلال ثقافة خاصة يعززها الاعتراف بوجود صراع علمي بين البشر والفيروسات، وكذلك الاعتراف بأن الفيروسات أكثر تقدمًا من البشر بدليل مفاجأتهم كل حين بأشكال جديدة لفيروسات قديمة أو فيروسات جديدة وليدة ومتطورة، حيث تجيد الفيروسات مهارة التطور المستمر من أجل التفوق والبقاء. وكشف بدران عن وجود تقارير تزعم وجود رصيد مخزون من فيروسات الجدري محفوظة لدي الولاياتالمتحدة، وروسيا، وعدد من الدول الأخري والخطر المحتمل يتمثل في إعادة ضخ هذه الفيروسات مرة أخري ليظهر مرض الجدري من جديد بعد طول اختفاء. وأشار عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إلي أنه بالرغم من اختفاء مرض الجدري فإن هناك احتمالاً لعودته، حيث يظل التهديد باستخدام فيروسه كسلاح بيولوجي قائم، مؤكدًا أن التغير المناخي يهدد بعودة هذا المرض، حيث تمكن العلماء الروس والفرنسيون من إحياء فيروسات عمرها 30 ألف سنة، تم العثور عليها مجمدة في منطقة سيبريا بروسيا، وتبين أنها مازالت علي قيد الحياة متجمدة علي عمق 30 مترًا، وأن هذا الفيروس هو أكبر فيروس يكتشف حتي الآن ويعرف باسم 'بيثو سايبير يكام'، ومازال يحتفظ بحيويته وقدرته علي العدوي، وبرغم أنه غير مؤذ للبشر، حيث يصيب الأميبا، فإن قدرته علي البقاء لأكثر من 30 ألف سنة تثير المخاوف من أن تؤدي التغيرات المناخية لعودة بعض الفيروسات التي لا نعرفها أو التي اختفت.