خيمت أجواء قاتمة علي الجولة الثالثة من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن تبدأ في القدس بسبب الشروط الإسرائيلية التي جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد عليها في تصريحات له قبل أيام. واعتبر نتنياهو قبل بدء الجولة الثانية من المفاوضات اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية بأنه 'مفتاح للسلام'، وهو ما يصر الفلسطينيون علي رفضه لأن ذلك يعني إغلاق ملف اللاجئين وعدم المطالبة بعودتهم إلي أراضيهم. وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفي البرغوثي في بيان أصدره اليوم تعليقاً علي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أن 'إصرار نتنياهو علي الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية هو بمثابة حكم بالإعدام علي ما يسمي بعملية السلام'. وقال البرغوثي إن 'ما يجري يؤكد صحة ما حذرنا منه وهو العودة إلي المفاوضات دون وقف الاستيطان بشكل كامل ودون مرجعيات للمفاوضات'، مشدداً علي أن 'الرد الصحيح هو رفض السير في هذه العملية المختلة من أساسها والإصرار علي ربط أي مفاوضات بتجميد شامل ومرجعيات واضحة تؤكد حقوق الشعب الفلسطيني'. من جهته قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي: 'لا مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان'، مضيفاً أن 'الرئيس عباس متمسك بالثوابت الفلسطينية والقيادة لن تقدم أي تنازل'. وعلي صعيد متصل جاء في صحيفة 'يديعوت أحرنوت' أن 'الولاياتالمتحدة ضاعفت من الضغط علي نتنياهو للاستمرار في تجميد الاستيطان كما تضاعف الضغط الداخلي علي رئيس وزراء إسرائيل، إذ يعتزم الليكود تنظيم مسيرات في إسرائيل بالتزامن مع موعد انتهاء فترة التجميد'. وكشفت صحيفة 'هارتس' أن أبرز القضايا التي تثير الشكوك حول جدوي المفاوضات هو عدم الاتفاق علي تحديد جدول المفاوضات إذ تطالب إسرائيل ببحث قضية الأمن أولاً، فيما يطالب الجانب الفلسطيني ببحث قضية الحدود وترسيم حدود الدولة بما يعني حل قضايا المياه والمستوطنات والقدس ما يقود بالتالي إلي تحقيق الأمن. ويعد ملف الاستيطان الأبرز في الجولة الثانية للمفاوضات خاصة مع إعلان نتنياهو استعداده البحث في بدائل أخري مثل العودة إلي البناء في المستوطنات الكبري وتجميد بناء المستوطنات الأخري، الأمر الذي يرفضه الجانب الفلسطيني لأن الموافقة علي ذلك تعني الاعتراف بشرعية الاستيطان. علي صعيد آخر أعلن مسؤول أمريكي أن المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل سيزور سوريا قريبا في علامة علي احتمال أن جهود الولاياتالمتحدة للتوصل إلي سلام شامل بين العرب وإسرائيل ربما بدأت تتسارع. وأضاف المسؤول 'سيبقي في المنطقة ويزور سوريا بعد عودة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلي الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن تغادر كلينتون المنطقة بعد غد الخميس بعد محادثات في القدس ورام الله وعمان وكانت كلينتون قد التقت مع الزعيمين الإسرائيلي والفلسطيني الثلاثاء.