استضاف بنك التنمية الأفريقي اليوم جلسةً نقاشية عُقدت في فندق 'فورسيزنز' – فرست ريزيدانس -في إطار سلسلة من جلسات النقاش التي بادر إليها بنك التنمية الإفريقي في مصر لتبادل المعلومات والمعرفة. حضر جلسة النقاش أكثر من 50 خبيراً ومتخصصاً في مجال المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، هذا وقد تناولت الجلسة وضع المرأة في دول شمال إفريقيا فيما يتعلق بالالتحاق بسوق العمل، مع التركيز بشكل خاص علي قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنمية العمل الحر. وفي كلمتها الافتتاحية، شدّدت د/'ليلي مقدم' – الممثل المقيم الجديد في مصر لبنك التنمية الإفريقي- علي أهمية التغلب علي العراقيل التي تعوق انخراط المرأة في سوق العمل، للاستفادة من الطاقات الكامنة غير المستغلة للمرأة، والعمل علي إشراكها في سوق العمل لما فيه من فائدة تعود مباشرة علي اقتصاديات دول شمال أفريقيا، وقالت 'إن التمكين الاقتصادي للمرأة يعد بمثابة فرصة خافية تعمل علي التمكين الاقتصادي للمرأة وهو ما نسميه ب 'الاقتصاد الذكي' – حيث استغلال انخراط الرجال والنساء في العمل علي حدٍ سواء يأتي بنتائج أفضل للأسرة بأكملها، ولذلك نشعر بنمو اقتصادي يصلَ إلي وضعٍ تكون فيه كل الأطراف فائزة.'. هذا وقد شارك أساتذة وخبراء ومديرون بارزون في مجال التنمية، وأثروا جلسة النقاش، ومن بينهم: هناء الهلالي – القائم بأعمال مدير عام الصندوق الاجتماعي للتنمية، د/ 'عاليا المهدي' – كلية لاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة، ود/ 'هبه حندوسة' – الشبكة المصرية للتنمية المتكاملة. وحضر جلسة النقاش أيضاً 'جان بيير مارسِلي ' – رئيس الوكالة الفرنسية للتنمية في مصر، و د/ 'أماني عصفور' – رئيسة الجمعية المصرية لسيدات الأعمال، و 'فاطيما خفاجي' من المجلس القومي للمرأة. إن إلحاق النساء في سوق العمل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ليست بالفكرة المستجدة سواءٌ في مصر أو في منطقة شمال أفريقيا، ويتسم قطاع التمويل المتناهي الصغير بشكل خاص بالتركيز علي السيدات اللائي تمتلكن أعمالاً تدر عليهن دخلاً للخروج من دائرة الفقر. وعلي الرغم من ذلك، فإن تغييرات التركيبة السكانية في دول شمال إفريقيا – والتي يشّكل فيها قطاع الشباب العدد الأكبر من تعداد السكان – ومع التوّجه المتزايد للالتحاق بالتعليم خلال الأعوام الثلاثين الماضية، مكّن شباب اليوم من الجنسين في دول شمال أفريقيا أن يصبحوا رواد أعمال في عدد كبير من المجالات. وحتي يحدث ذلك صرحت د/مقدم 'إن مفهوم الشمولية المالية يحتاج إلي التوّسع في تطبيقه، ليصبح اتجاهاً عاماً متّبعاً في كل دول شمال أفريقيا، مع التركيز بشكل خاص علي إيجاد البيئة المناسبة لتمكين المرأة اقتصادياً.' وقد تحدّث أيضاً د/ هادي أصفهاني -أستاذ الاقتصاد بجامعة شيكاجو والاستشاري لدي بنك التنمية الإفريقي- خلال جلسة النقاش عن العوامل الاجتماعية والثقافية ودورها في أن يكون عائقاً دون تحقيق التمكين للمرأة في دول شمال أفريقيا، وقال 'إن المرأة تميل نحو الاعتماد علي مصادر تمويل خاصة وغير رسمية، وهو ما يؤدي إلي تقييدها، خاصةً إذا كانت دائرة معارفها محدودة.' ويُعد بنك التنمية الإفريقي واحداً من أهم شركاء مصر الرئيسيين في التنمية وخاصة في مجال دعم قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، حيث منح بنك التنمية الإفريقي الصندوق الاجتماعي للتنمية، والبنك الأهلي المصري بخطوط ائتمان تصل إلي 400 مليون دولار لإعادة إقراضها للمستفيدين النهائيين. وحقق دعم بنك التنمية الإفريقي لهذا القطاع 68.500 قرض للمستفيدين النهائيين كان 30% من بينها مشروعات موّجهة للسيدات. وقد نفّذ بنك التنمية الإفريقي 'مشروع تمكين المرأة اقتصادياً ' والذي يستهدف المرأة الريفية في المناطق الجديدة، من خلال إمدادها بقروض صغيرة عبر بنك التنمية والائتمان الزراعي، علاوة علي توفير التدريب علي الحرف، وعلي التسويق وغيرها.ويظل دعم تنمية قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة ومتناهة الصغر في مصر أحد أولويات بنك التنمية الافريقي في الفترة القادمة.