بثت وكالة أنباء 'نوفوستي' الروسية اليوم الإثنين تقريرا عن تطورات الأزمة الأوكرانية واحتمالات المواجهة بين روسيا والغرب قال إن 'روسيا لوحت باحتمال استخدام القوة لوقف تنفيذ الخطط العدائية ضد الروس وروسيا في أوكرانيا'. ولفت التقرير إلي أنه لم يعد لروسيا طاقة علي الصبر علي تمادي حلف شمال الأطلسي 'ناتو' بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية في تنفيذ خططه العدائية. وأشار إلي أن موسكو بادرت في نهاية الثمانينات من القرن العشرين بإنهاء المواجهة مع الغرب وإخماد جذوة الحرب الباردة من خلال حل حلف 'وارسو' وحل اتحاد الجمهوريات السوفيتية الذي قاد حلف وارسو في صراعه مع الناتو، موضحا أن قادة الغرب وعدوا آنذاك بأن الناتو لن يهدد روسيا. وأضاف التقرير: ' لم ينفذ قادة الغرب وعدهم، إذ واصل الناتو زحفه علي روسيا, ولم يتوقف حلف شمال الأطلسي عند ضم دول حلف وارسو السابق وجمهوريات البلطيق السوفيتية السابقة وتدمير دولة أوروبية مثل يوغسلافيا، بل أقدم علي محاولة ضم أوكرانيا, التي هي في الحقيقة أهم أطراف روسيا. وحسب التقرير, أن الغرب حاول في البداية تحقيق هدفه عبر الثورة 'الديمقراطية', إلا أن النظام 'الديمقراطي' لم يطل أمده في أوكرانيا, فنزع الأطلسيون الطامحون لإقامة القواعد العسكرية في أراضي أوكرانيا واستخدام الأوكرانيين في تحقيق خططهم, نزعوا قناع الديمقراطية, وحثوا أنصارهم الأوكرانيين علي قلب نظام الحكم الذي رفض توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي, بمساعدة المتطرفين. ولفت التقرير إلي أن مساعد وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند, أكدت أن الولاياتالمتحدة تساعد الانقلابيين في كييف, حيث قالت أثناء إحدي زياراتها إلي العاصمة الأوكرانية 'إن الولاياتالمتحدة استثمرت أكثر من خمسة ملايين دولار في مساعدة الأوكرانيين علي توفير الأمن لأوكرانيا مزدهرة وديمقراطية'. القوات المسلحة الروسية: وقالت وكالة أنباء 'نوفوستي' الروسية إنه 'إزاء الخطر الجسيم المخيم علي أوكرانياوروسيا قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلبا إلي مجلس الشيوخ الروسي 'لاستخدام القوات المسلحة الروسية في أراضي أوكرانيا إلي أن يعود الوضع الاجتماعي، السياسي في هذا البلد إلي طبيعته', مشيرا إلي 'أن حياة الرعايا الروس المقيمين في أوكرانيا وحياة أفراد القوات المسلحة الروسية الموجودين في شبه جزيرة القرم طبقا لاتفاق روسياوأوكرانيا معرضة للخطر'. وقرر المجلس بعد التصويت بإجماع أعضائه السماح لرئيس الدولة باستخدام القوات المسلحة في أوكرانيا عند الضرورة. ويعيش 1.5 مليون روسي في شبه جزيرة القرم, حسب نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين. وكانت شبه جزيرة القرم إقليماً روسياً حتي خمسينات القرن العشرين عندما قررت قيادة اتحاد الجمهوريات السوفيتية ضمه إلي جمهورية أوكرانيا السوفيتية. ورفضت السلطة المحلية في القرم الاعتراف بشرعية السلطة الجديدة التي فرضت سيطرتها علي المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية, وقررت استفتاء السكان في مستقبل إقليمهم الذي يعتبر الآن منطقة حكم ذاتي تابعة لجمهورية أوكرانيا. كما أعلنت السلطة القرمية تحول غالبية أفراد القوات المسلحة الأوكرانية الموجودين في شبه جزيرة القرم لخدمة العلم القرمي. وأعلن قائد القوات البحرية الأوكرانية الأميرال دينيس بيريزوسكي في مدينة سيفاستوبول حيث قاعدة القوات البحرية الأوكرانية والقاعدة الرئيسية للقوات البحرية الروسية في البحر الأسود, أنه يؤدي يمين الولاء للشعب القرمي ويتعهد بالدفاع عنه. وسارعت سلطة شبه جزيرة القرم بتقديم طلبا إلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأمين السلام في المنطقة.وفي نفس الوقت شهد الشرق والجنوب الأوكراني, وتحديدا مدن لوجانسك ودونيتسك وخاركوف ودنيبروبتروفسك وأوديسا, مظاهرات مناهضة للمعارضة السابقة التي تسيطر الآن علي المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية. وأشار تقرير وكالة 'نوفوستي' إلي أن مجلس مقاطعة لوجانسك يعتبر القيادة الأوكرانية الحالية غير شرعية حيث جرت مظاهرات مؤيدة لروسيا, طالب المشاركون فيها باستفتاء علي 'انفصال الدونباس' - مقاطعة لوجانسك إحدي مقاطعات منطقة الدونباس, وهي أهم منطقة صناعية في أوكرانيا- وبإدخال قوات روسية إلي لوجانسك. وأعلن مجلس مدينة دونيتسك نفسه السلطة الشرعية الوحيدة للمدينة, وتم هناك الإعلان عن إجراء استفتاء عام بشأن مستقبل الدونباس.وتختتم ' نوفوستي ' تقريرها عن الأزمة الأوكرانية بالقول 'إن صبر روسيا قد نفذ'.