بين التقرير الشهري الذي أصدره مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، حول الانتهاكات 'الإسرائيلية' بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر شباط الماضي، أن قوات الاحتلال قتلت ثلاثة فلسطينيين واعتقلت نحو 400. وأوضح التقرير أن الشهداء هم: معتز وشحة '25 عاما' من بلدة بيرزيت شمال رام الله، حيث استشهد بعد محاصرة منزله وقصفه بالقذائف، وإبراهيم سلمان منصور '35 عاما' من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث أصيب بعيار ناري في الرأس من قبل جنود الاحتلال المتمركزين علي طول السياج الفاصل شرق المدينة وذلك أثناء عمله في جمع الحصي، وجهاد الطويل '47 عاما' من سكان مدينة القدس حيث استشهد نتيجة الاعتداء عليه بالضرب الشديد ورشه بالغاز داخل غرفة السجن. وأضاف التقرير أن سلطات الاحتلال سلمت خلال الشهر الماضي رفات خمسة شهداء فلسطينيين، كانت تحتجزها في مقابر الأرقام. وأشار إلي إصابة وجرح نحو 100 مواطن خلال الشهر الماضي، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلي اعتقال نحو 400 مواطن، بينهم 7 نساء في كافة محافظات الوطن. وفيما يتعلق بتهويد القدس، لفت التقرير إلي عدد من المخططات التي تستهدف عروبة وتاريخ المدينة، فقد شرعت قوات الاحتلال بتجريف مساحة 11 دونما في منطقة الصوانة، تمهيدا لإقامة مدرج سياحي ضمن مخطط إنشاء قرية سياحية 'إسرائيلية'. كما صادقت بلدية الاحتلال علي بناء مدرسة يهودية ومركز استيطاني في حي الشيخ جراح علي مساحة 4 دونمات، وأقرت لجنة التخطيط والبناء في البلدية بناء برج لصالح الصندوق القومي اليهودي 'كيرن كييمت' وسط مدينة القدس، لنقل كافة مكاتبه الموجودة في مناطق مختلفة من مدينة القدس وتل أبيب وحيفا إلي البرج المكون من 15 طابقا ويقع بجوار فندق 'شيراتون بلازا' في شارع الملك جورج. وأضاف التقرير أن شركة المياه الإسرائيلية 'جيحون' قامت بتفكيك عدادات المياه عن 50 منزلا من منازل المواطنين في القدس القديمة دون سابق إنذار، بذريعة تراكم الديون. كما قررت الحكومة الإسرائيلية تحويل إدارة الحديقة التوراتية في القدس لجمعية 'العاد' الاستيطانية التي تعمل علي تهويد البلدة القديمة في القدس، حيث ستسيطر 'العاد' علي الجهة الجنوبية لحائط البراق وعلي أماكن تاريخية منذ الفترة الإسلامية. وأشار التقرير إلي انهيار جدار استنادي ضخم في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصي، بسبب الحفريات 'الإسرائيلية' بالمنطقة. وفي إطار العدوان علي المقدسات والجدل الدائر في أروقة 'الكنيست الإسرائيلية' حول أحقية السيادة 'الإسرائيلية' علي المسجد الأقصي وسحب الوصاية الأردنية عنه، تواصل الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحاماتها المتكررة للمسجد الأقصي والقيام بالاعتداء علي المصلين الآمنين، فقد وصل عدد المقتحمين للمسجد الأقصي الشهر الماضي أكثر من 650 مستوطنا وجنديا، وذلك بحماية جيش ومخابرات الاحتلال وبغطاء أعضاء 'كنيست' وسياسيين 'إسرائيليين'. وأكد التقرير أن الحكومة 'الإسرائيلية' وأذرعها المختلفة صادقت الشهر الماضي علي بناء 1112 وحدة سكنية استيطانية في مدينة القدس وباقي الضفة الغربية، حيث أقرت ما تسمي اللجنة المحلية للتنظيم التابعة لبلدية الاحتلال في القدس رخص بناء لإقامة 554 وحدة استيطانية جديدة، حيث تمت المصادقة علي بناء 372 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم 'هارحوماه'، وعلي بناء 136 وحدة استيطانية في مستوطنة النبي يعقوب و46 وحدة استيطانية في مستوطنة بسغات زئيف، وذلك بناء علي مخططات تمت المصادقة عليها قبل سنوات، بالإضافة إلي مصادقة بلدية الاحتلال علي بناء نحو 350 وحدة استيطانية في مستوطنة تلبيوت، كما أصدرت وزارة البناء والإسكان الاستيطانية الشهر الماضي مناقصات لبناء 208 وحده استيطانية جديدة في 'جبعات هتمار' في منطقة بيت لحم قرب مستوطنة 'افرات' التي أقيمت عام 2001. وفي ذات السياق، أحضر مستوطنو 'اريئيل' المزيد من الرافعات الضخمة التي تقوم برفع مواد البناء للعمارات السكنية الشاهقة والضخمة، لبناء المزيد من الشقق والوحدات الاستيطانية الجديدة، كما شرعت آليات الاحتلال بتجريف قرابة 100 دونم من أراضي جبل 'بطن المعصي' ضمن أراضي بلدة الخضر، بهدف توسعة البؤرة الاستيطانية المعروفة ب'تل هتمار'. وأصدرت سلطات الاحتلال أوامر عسكرية بالاستيلاء علي أربعة دونمات من أراضي قريتي تل ومادما جنوب مدينة نابلس، وشرعت بتجريف أراض زراعية في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم في منطقة القسمة جنوب القرية المحاذية لمستوطنة 'تسور هداسا'، والمزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات. وفي سياق نهب ثروات الفلسطينيين، أشار التقرير إلي قيام قوات الاحتلال بالتنقيب عن البترول قرب مستوطنة 'حلميش' المقامة علي أراضي المواطنين في قرية النبي صالح إلي الغرب من مدينة رام الله. كما وافقت الحكومة 'الإسرائيلية' علي منح امتيازات علي نطاق واسع ل35 مستوطنة، خاصة المعزولة منها في منطقة الأغوار والخليل، وذلك ابتداء من العام القادم 2015 ضمن مخطط يهدف إلي تشجيع السكن والاستثمار في المستوطنات. وبين التقرير أن 'إسرائيل' تواصل حربها المعلنة وسياستها القائمة علي التطهير العرقي بحق مواطنينا في الأغوار الفلسطينية والقدس من خلال سياسة هدم المساكن واقتلاع المواطنين من أراضيهم، حيث طالت حملة الهدم خلال الشهر المنصرم ستة منازل في كل من بيت حنينا وجبل المكبر وصور باهر وسلوان في القدس، وبيرزيت بذريعة البناء دون ترخيص، بالإضافة إلي هدم عدد من البركسات في قرية دير دبوان، وبركسات سكنية تعود لعرب الجهالين ومحل لبيع الخضار ومغسلة للسيارات في بلدة العيزرية، تمهيدا لإقامة جدار الضم والتوسع، وسلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدم لنحو 40 مسكنا من مساكن العائلات البدوية من خيام وبركسات في منطقة جبل البابا شرق بلدة العيزرية بمحافظة القدس، كما واصلت جرافات الاحتلال عمليات الهدم لخيام وبركسات المواطنين في خربة يرزا بالأغوار الشمالية، بالإضافة إلي ترحيل 23 عائلة من منطقة الرأس الأحمر في منطقة الأغوار الشمالية لعدة ساعات بحجة إجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، وقد قام عدد من المتطرفين اليهود بإعطاب إطارات حوالي 60 سيارة لمواطنين في حي 'وادي ياصول' من بلدة سلوان وحي شرفات في مدينة القدس وخطوا شعارات معادية للفلسطينيين، ضمن ما يسمي 'دفع الثمن'. ولم تسلم شجرة الزيتون من اعتداءات المستوطنين وسلطات الاحتلال، فقد تم اقتلاع نحو 2800 شجرة زيتون ونخيل الشهر الماضي، من بينها 1600 شتلة زيتون في كل من سنجل وترمسعيا، و600 شتلة في قرية الفخيت جنوب شرق يطا، و120 شجرة نخيل في الزبيدات بمحافظة أريحا، والباقي كانت في كل من يانون ووادي فوكين والخضر ويطا. وفي قطاع غزة، أكد التقرير تواصل الانتهاكات 'الإسرائيلية'، إذ استشهد مواطن وجرح 39 آخرون نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال المتمركزة علي الشريط الحدودي، كذلك من الطائرات الحربية، كما تم اعتقال 11 مواطنا، وتم استهداف صيادي الأسماك سبع مرات من خلال إطلاق النار من الزوارق الحربية 'الإسرائيلية' المتمركزة في المياه الإقليمية، كما توغلت دبابات الاحتلال مرتين قرب الشريط الحدودي.