وزير الهجرة تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    محافظ الغربية يتابع استعدادات المركز التكنولوجي لاستقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء    الدكتور أشرف غراب يكتب: حقوق الإنسان.. والادعاءات الزائفة    الهاني سليمان: فزنا على الزمالك رغم الغيابات.. ولعبنا جيدا بعد طرد حسام حسن    دمياط تستعد لاستقبال شم النسيم.. ورأس البر تتزين لاستقبال روادها    بعد خضوعه للعلاج ب «الكيماوي».. محمد عبده: "أنا بخير وفي مرحلة التعافي"    «ابعتها لحبايبك».. أفضل رسائل التهنئة ب عيد شم النسيم 2024    فيديو.. محمد عبده يبكي خلال حديثه عن إصابته بالسرطان: هذا من محبة الله    مجانا.. تقديم خدمات المبادرات الرئاسية بكنائس قنا خلال الأعياد    «لو منعناه هيتباع سوق سوداء».. «الصحة» تحذر المواطنين من الأسماك المملحة خاصة الفسيخ    .تنسيق الأدوار القذرة .. قوات عباس تقتل المقاوم المطارد أحمد أبو الفول والصهاينة يقتحمون طولكرم وييغتالون 4 مقاومين    10 مايو.. انطلاق ملتقى الإسكندرية الأول للسرد العربي بمركز الإبداع    نجل الطبلاوي: والدي كان مدرسة فريدة في تلاوة القرآن الكريم    نتنياهو:‫ الحرب في غزة ستنتهي بانتصار واضح.. ومصممون على إعادة المحتجزين    «جالانت» يحث «نتنياهو» بقبول صفقة التبادل ويصفها ب«الجيدة» (تفاصيل)    الوزير الفضلي يتفقّد مشاريع منظومة "البيئة" في الشرقية ويلتقي عددًا من المواطنين بالمنطقة    الإسكان: إصدار 4 آلاف قرار وزاري لتخصيص قطع أراضي في المدن الجديدة    لوائح صارمة.. عقوبة الغش لطلاب الجامعات    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    ظهر على سطح المياه.. انتشال جثمان غريق قرية جاردن بسيدي كرير بعد يومين من البحث    والده مات بسببها منذ 10 سنوات.. خلافات على أرض زراعية تنهي حياة شاب في المنوفية    الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على موقع صوت أوروبا لبثه دعاية مؤيدة لروسيا    الهلال يطلب التتويج بالدوري السعودي في ملعب المملكة أرينا    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    لجميع المواد.. أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024    روسيا تسيطر على قرية جديدة في شرق أوكرانيا    طريقة عمل الميني بيتزا في المنزل بعجينة هشة وطرية    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    نقل مصابين اثنين من ضحايا حريق سوهاج إلى المستشفى الجامعي ببني سويف    تامر حبيب يعلن عن تعاون جديد مع منة شلبي    انطلاق مباراة ليفربول وتوتنهام.. محمد صلاح يقود الريدز    «أنا أهم من طه حسين».. يوسف زيدان يوضح تفاصيل حديثه عن عميد الأدب العربي    "صحة المنوفية" تتابع انتظام العمل وانتشار الفرق الطبية لتأمين الكنائس    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    الحكومة الإسرائيلية تقرر وقف عمل شبكة قنوات الجزيرة    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    موعد استطلاع هلال ذي القعدة و إجازة عيد الأضحى 2024    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    لاعب فاركو يجري جراحة الرباط الصليبي    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وكأنة يتحدث عن الاخوان في مصر الان قصة الخليفة السفاح والقتل بلسان الدين من يصدق يقتلون علي ابن ابي طالب وهم يصرخون مت ياكافر

يقول الامام علي ابن ابي طالب في اعظم اشعارالحكمة عندة
' يُقْتَلُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ إِمَامٌ، فَيَنْفَتِح عَلَيْهَا القَتْلُ وَالقِتَالُ إِلَي يَوْمِ القِيَامَة، وَيلْبسُ أُمُورهَا
عَلَيْهَا، وَيَتْركهُمْ شِيَعَاً فَلَا يُبْصِرُوْنَ.
هذا البيت يخلص احوال الامة منذ احداث الفتنة الكبري
هو ملف معقد شائك جدا لم يدخل حق ألغامة سوي الكتاب الكبار الأقدر علي خوض معركة الحق والباطل فلايخرج منها سالما ولعل الكاتب البارز محمد ابورحمة وهو من اهم ضمن الباحثين في جمع تراث الحضارة المصرية تقريبا زار كل اثار مصر وكتب عنها ثم ربط بين حضارة مصر والمنطقة العربية منذ زمن طويل وها هويصدر دراسة فريدة من نوعها في وقتها فعلا بعنوان مثير فتنة الخلافة عن دار البورصة بالقاهرة وعندما تقرافصول الكتاب والاحداث الجسام التي وقعت تعرف حقيقة ما يفعلة تنظيم الاجرام الاخواني الدراسة تشير الي حقائق اهمها ان هؤلاء الارهابيين سبب مباشر الان لهجرة الناس للاسلام السمح فعلا انهم يتشددون واكاد اجزم ان تلك الافكار – تعني معادلة واحدة تكفير- ثم تفجير – هل الزمان يعيد نفسة ربما لكن الاهم الان حتما قرأة مشهد الاخوان من خلال التاريخ الحي المكتوب بالدماء من يتصور ان مسلما يقتل الامام علي بن ابي طالب ويقول لة مت ياكافر؟؟؟
ألايذكركم هذا الكلام ما قالة محمد عبد المقصود امام المنزوع مرسي في الصالة المغطاة
ولعل كتاب الفتنة الكبري يجعلنا نفهم ماذا يريد الاخوان من مصر الان؟
الاجابة في سطور الكتاب الأهم الذي اعرضة لكم..
يتعرض هذا الكتاب لمسألة الصراع السياسي علي السلطة إبَّان عصر الخلافة الراشدة والدولتين الأموية والعباسية، كما يرصد الكتاب عمليات ' اغتيال سياسي ' تاريخية, فيسرد وقائعها, ويعرض الدوافع وراءها, والظروف التي مهدت لها، متناولاً فترة تاريخية تبدأ بولاية عثمان بن عفان عام 24 ه، وتنتهي بسقوط بغداد, عاصمة الدولة العباسية, في أيدي التتار عام 656 ه أما اغتيال عثمان فكان حدثاً مهماً خطيراً لما كانت له من مقدمات وأسباب وخلافات, ترتبت عليها نتائج كان لها أكبر الأثر علي الأحداث التالية, بل وعلي تاريخ المسلمين كله حتي الان.
وفي الوقت ذاته نتيجة لصراع سياسي، متخذاً صبغات دينية مختلفة – في بعض الأحوال – كان علينا البحث أيضاً في جذور هذا الصراع وأصل هذا الخلاف.
اصل بلاء الاختلاف والقتل
يقول ابو رحمة فإذا ما فتشنا عن أصل الصراع السياسي, الذي ترتبت عليه هذه الاغتيالات، فسوف نجد أن الكثيرين سوف يوافقون الشيخ البغدادي فيما ذهب إليه في كتابه ' الفرق بين الفرق ' أن نشأة هذا الخلاف كان علي ' الإمامة ' أي ' الخلافة ', أي السلطة السياسية.
فبعد أن يذكر البغدادي أول خلافٍ وقع بين المسلمين بأنه كان حول وفاة الرسول ^ وحول دفنه يقول: ' ثم اختلفوا بعد ذلك في الإمامة '.
أما المفاجأة: فكانت وفاة النبي محمد صلي الله علية وسلم, ذلك الرجل الاستثنائي, الذي كان أتباعه – مجتمعين – يرون في حركاته وسكناته وقوله وصمته حكمةً منزهة عن أغراض البشر, وأمراً صادراً من أعلي عليين. هذا الرجل الذي صنع قواماً متوحداً من قبائل شتي وشعوب مختلفة, لم تكن يوماً كياناً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً واحداً, ولم تعرف نظاماً لإدارة مثل هذه الأمور.
فجأةً يرحل الرجل, الذي التف حوله الجميع مؤمنين به, مسلِّمين له قيادة أمورهم, وفجأةً.. يصبح مكانه شاغراً. وهكذا أثارت المفاجأة سؤالاً: مَن يخلف النبي ^ ومَن يملأ الفراغ الذي تركه؟
وتضمن السؤال سؤالاً آخر هو: كيف يتم اختيار هذا الرجل – الخليفة؟ وما المعايير التي ستحدد عملية الاختيار هذه؟
الحيرة الكبري بداية الفتنة
يضيق محمد ابو رحمة.. إنها الحيرة العظيمة التي وقع فيها أصحاب النبي ^ حين أفاقوا من دوار حزنهم لوفاة قائدهم, إنها حقاً حيرة عظيمة أدت إلي الانشقاق الأول في صف المسلمين لنراهم ينقسمون إلي حزب المهاجرين وحزب الأنصار, يري كلاهما أحقيته في الزعامة وخلافة رسول الله، وهو ما يؤكده الشيخ البغدادي، فيقول: ' وأذعنت الأنصار إلي البيعة لسعد بن عبادة الخزرجي, وقالت قريش إن الإمامة لا تكون إلا في قريش '.
واجتمع الفريقان في سقيفة بني ساعدة، وأخذا يتشاوران في هذا الأمر، إلي أن قام عمر وقال للقوم: ' أيُّكم يطيب نفساً أن يخلف قدمين قدّمهما النبي ^؟ '، ثم بايع عمر أبا بكر، فبايع الناس بعده.
وبالرغم من معارضة البعض لبيعة أبي بكر، وكان علي رأس هؤلاء الزعيم الأنصاري سعد بن عبادة، إلا إن عمر – بنظره الثاقب – استطاع سد باب الفتنة علي عجلٍ.
وبالأسلوب نفسه تقريباً تولي عمر بن الخطاب الخلافة بعهد من أبي بكر الذي خرج إلي الناس وقال لهم: ' أترضون بمن استخلف عليكم؟ فإني ما استخلفت عليكم ذا قرابة، وإني قد استخلفت عليكم عمر، فاسمعوا له وأطيعوا، فإني والله ما ألوت من جهدي الرأي '.
هكذا انتقلت سلطة إدارة شئون المسلمين مرتين إلي خليفتين للرسول ^، إلي رجلين هما أقرب الصحابة إلي النبي ^، رجلين لا يختلف أحدٌ عليهما
نقل السلطة الاول بعد النبي محمد صلي الله علية وسلم
سؤال مهم هل ارتضي المجتمع آنذاك ذلك الأسلوب في نقل السلطة؟
يجيب ابو رحمة نستطيع أن نجيب علي هذا السؤال بالنفي ونحن مطمئنون، لأن المعايير التي تمت بها البيعة للخليفتين لم تستمر ولم تستقر، بل نزيد أن هذه المعايير كانت استثناءً لم تتكرر. وكان أول المعارضين لهذا الأسلوب في اختيار الخليفة هو: عمر بن الخطاب نفسه، الذي قال: ' لقد كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها، فمَن عاد إلي مثلها فاقتلوه فأيما رجل بايع رجلاً من غير مشورة من المسلمين فاقتلوه '.
وهكذا نجد عمر بن الخطاب يتبع سبيلاً آخر لنقل السلطة من بعده، فيقوم بترشيح ستة من الصحابة كي تختار الأمة من بينهم واحداً ليتولي أمرها.
واستقر الرأي علي اثنين من هؤلاء الستة هما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فتم تخويل عبد الرحمن بن عوف للفصل في الأمر.
وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان، تضطرب أمور الحكم وشئون الأمة اضطراباً عظيماً، انتهي باغتيال الخليفة، بعد إعلانه رفض مبدأ الاستقالة أو الإقالة، وأطلق قولته المشهورة: '.. فما كنت لأخلع سربالاً سربلنيه الله '.
وهكذا يكون عثمان قد أعلن أن توليه الخلافة كان أمراً من الله.
ثم جاءت البيعة الرابعة مختلفة عن سابقاتها، إذ كان المبايعون في هذه المرة هم الثائرون علي عثمان، فقد رأوا أن مصلحتهم تقتضي سرعة تنصيب خليفة جديد، وانتهي الأمر بأن بايع الثائرون عليَّاً بن أبي طالب، بعد إلحاح منهم وتردد منه.
ولكن سرعان ما خرج من صفوف الأمة حزبان معارضان، ليعلنا التمرد علي الخليفة، كان أولهما حزب بزعامة عائشة بنت أبي بكر وزوجة النبي ^، ومعها الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وانتهي تمرد هذا الحزب بعد حرب دامية انتصر فيها الخليفة.
أما الحزب الثاني فجاء علي رأسه معاوية بن أبي سفيان، منازع الخليفة في السلطان، ومعه عمرو بن العاص، صاحب الطموح السياسي المتقد.
وأدي تنازع معاوية وعلي إلي حرب انتهت برفع المصاحف للتحكيم في أحقية أيٍّ من المتنازعين أحق بالخلافة.
وأثناء ذلك يخرج حزبٌ معارض ثالث يرفض الجميع ويكفر الكل، ولقب المتنازعين ب'أئمة الضلال '. ولم يكن هذا الحزب سوي فرقة ' الخوارج '، التي اغتالت الخليفة ' علي '، بعد أن رأت أنه تنازل عن حقه ففرط في أمر فوضه الله إياه، وهو حكم المسلمين.
وإذا كان النبي ^ - قبيل بدء الحقبة التاريخية المعروفة بالخلافة الراشدة – قد ترك المسلمين دون وصايةٍ منه بخليفة، ودون نظريةٍ تنظيم مسألة ' انتقال السلطة '، فقد آثر علي بن أبي طالب - قبل انتهاء فترة الخلافة الراشدة - أن يحذو حذو الرسول، فقد سأله أحدهم: ' ألا تعهد يا أمير المؤمنين؟ '.
فرد عليه علي بن أبي طالب قائلاً: ' لا، ولكني أتركهم كما تركهم رسول الله ^ ' هكذا انتهت هذه الحقبة، وقد اختلفت فيها عملية تداول السلطة اختلافاً بيناًً، وتنوعت أشكالها وتعددت بعدد خلفائها.
المعارضة والاختلاف
فقد تعددت الرؤي في مسألة انتقال الحكم من رجل إلي آخر، ولم تكن هناك نظرية ثابتة أو معايير محددة أو نظام واحد، ولو وُجِد ما وُجِد الخلاف ولا نشأ نزاع ولا كانت هناك فتنة عصر عثمان واغتيال خليفته علي.
ثم يأتي معاوية بن أبي سفيان - بادئاً صفحةً جديدة من تاريخ الأمة - بانقلاب علي كل أشكال البيعة في الفترة السابقة, مؤسساً مبدأ جديداً لنقل السلطة, واستمر بعده وظل قائماً علي مر عصور التاريخ الإسلامي. وفيما يبدو أن معاوية استعار من الحضارات المجاورة نظام ' توريث السلطة ' وانتقالها من الآباء إلي الأبناء تلقائياً, ولما كان معاوية ' أول الملوك '، فقد أخذ علي عاتقه ترسيخ هذا النظام الجديد وتوطيد أركانه، وفي سبيل ذلك اتبع منهاجين, سار عليهما مَن جاء بعده:
أولهما: كان عملياً ومباشراً, ويتلخص في فرض السلطة بقوة السلاح ' السيف ' والتلويح بهذه القوة لترويع الأمة وردع مَن تسول له نفسه بمعارضة الحاكم أو مناقشته.
وثانيهما: كان نظرياً أو فكرياً, وقد اعتمد في ذلك علي استخدام الحجة الدينية. وبالرغم من عداء العباسيين الدموي للأمويين, إلا إن خلفاء الدولة العباسية لم يجدوا غضاضةً في اتباع السبيلين نفسهما, ففرضوا سلطانهم بالقوة, كما استخدموا أيضاً الدين لكسب المشروعية لنظام حكمهم.
فإذا عقدنا مقارنةً سريعة بين خلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس, لنري مدي التزام وتمسك الفريقين - الخصمين – بتنفيذ المبدأين المشار إليهما, فسنري معاوية بن أبي سيفان – أول خلفاء بني أمية – يدرك أنه قد فرض سلطانه علي الناس بالقوة علي الرغم من كراهيتهم لذلك, فيقول:
' فإني واللهِ ما وليتها بمحبة علمتها منكم, ولا مسرة بولايتي, ولكني جالدتكم بسيفي هذا مجالدة '.
أما ثاني خلفاء العباسيين, أبو جعفر المنصور, فقد قال: ' إن مَن نازعنا هذا القميص أوطأناه ما في هذا الغمد, ومَن نكث بيعتنا فقد أباح دمه لنا '.
وإذا قال الخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان: ' إني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف '، قال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور, وهو ممسك بسيفه: ' إن بكم داء, فهذا دواؤه '.
ونقرأ في وصية معاوية ' الأموي ' لابنه ووريث عرشه: '.. وذللت لك الأعزاء، وأخضعت لك أعناق الرجال.. '.
أما المنصور ' العباسي ' فيصف حال الأمة- لابنه المهدي- قبل أن يتركها له:
' تركت لك الناس ثلاثة أصناف: فقيراً لا يرجو إلا غناكَ، وخائفاً لا يرجو الا أمنك, ومسجوناً لا يرجو الفرج إلا منك '.
أما عبد الملك فيوصي ابنه وخليفته الوليد، فيقول: ' إذا مت فشمر وائتزر, والبس جلد النمر، وضع سيفك علي عاتقك, فمَن أبدي ذات نفسه لك فاضرب عنقه '.
وقد يكون من المفيد هنا أن نضرب بعض الأمثلة، لنري مدي اتفاق خلفاء بني أمية وبني العباس في استخدام القوة ' السيف ' ضد معارضيهم وخصومهم.
فأما معاوية بن أبي سفيان، فقد آثر اتباع أسلوب يتسق مع طبيعة شخصيته, وهو تصفية خصومه بالاغتيال الهادئ، أي بدسِّ السم لأصحاب الطموح في السلطة ومَن له تأثير علي الناس بما يهدد دولته. وهذا هو ما فعله بالحسن بن علي بن أبي طالب والأشتر النخعي
السفاح ومقتل الاطفال والنساء.
و تتوالي قصص الدم في تاريخ الفتنة فيقول ابو رحمة بعبارات كلعا اسي وحزن.. في سبيل الخلاص من مراكز القوي داخل الدولة العباسية قام الخليفتان السفاح والمنصور باغتيال مؤسسي الدولة العباسية وأكبر دعاتها: الخلال بن أبي سلمة وأبي مسلم الخراساني.
أما يزيد بن معاوية فلم يتورع عن البطش بخصومه علي نحوٍ عنيف، فقتل الحسين بن علي بن أبي طالب – كما سيأتي ذكره لاحقاً – كما حاصر مكة وضربها بالمجانيق، حتي أصيبت جدران الكعبة. وكذلك أصدر أمره بالقضاء علي تمرد أهل المدينة واستباحتها ثلاثة أيام، فأخذ '.. جنوده يقتلون من وجدوا من الناس.. '، ثم هتكوا عرض ألف بكر مسلمة، وكان قائد هذه الحملة الأموية علي المدينة وأهلها هو ' مسلم بن عقبة '.
وبالطبع كان هذا الحادث المروع ماثلاً في ذهن أهل المدينة، حين جاءهم قائد الخليفة العباسي المنصور يهددهم بالمصير نفسه، ويقول: ' يا أهل المدينة أنا الأفعي ابن الأفعي، عثمان بن حيان، وابن عم مسلم بن عقبة، المبيد خضراكم، المفني رجالكم، واللهِ لأجعلنها بلقعاً لا ينبح فيها كلب '.
وإن كان قائد المنصور قد هدد أهل المدينة بذبح كلابها، فإن قائد أخيه ' السفاح ' قد هدد أهل الموصل بأن: ' لا يترك في الموصل ديكاً إلا ذُبح ولا كلباً إلا عُقر '، وكان ذلك بعد أن دخل هذا القائد ' العباسي ' الموصل وأعطي الأمان لأهلها إنْ هم دخلوا الجامع، فلما صدقوه ولجأوا إلي الجامع سدَّ منافذه وأعمل السيف فيهم، فقتل منهم اللآلاف، ولما سمع نواح النساء علي رجالهم، ظل يقتلهن وأولادهن لمدة ثلاثة أيام.
وقد تكون وقائع هذه المذبحة عجيبة، ولكنّا نجد تعليق الخليفة السفاح نفسه أعجب، وقد سألته زوجته عن سبب تلك المذبحة، فلم يقل لها سوي: ' وحياتك ما أدري ! '.
وتذكرنا حادثة جامع الموصل بتهديد الحجاج بن يوسف الثقفي، عامل الخليفة ' الأموي ' عبد الملك بن مروان وابنه الوليد، حين صاح بالناس يروعهم: ' واللهِ لا آمر أحداً أن يخرج من باب من أبواب المسجد، فيخرج من الذي يليه إلا ضربت عنقه'، وكان الخليفة الأموي قد أنفذ الحجاج إلي العراق – موطن التمرد علي حكم بني أمية – بعد أن رأي أن الحجاج هو أصلح رجاله لتنفيذ سياسته، أو كما قال الحجاج نفسه: ' إن أمير المؤمنين عبد الملك نثر كنانته فعجم عيدانها، فوجدني أمرها عوداً وأصلبها مكسراً فوجهني إليكم ورمي بي في نحوركم.. '، ثم أضاف: ' فواللهِ لأذيقنكم الهوان حتي تدروا، ولألحونكم لحو العود، ولأعصبنكم عصب السلمة حتي تذلوا، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل حتي تذروا العصيان وتنقادوا، ولأقرعنكم قرع المروة حتي تلينوا، إني واللهِ لا أعد إلا وفيت '، ثم قال الحجاج أيضاً: ' واللهِ لتستقيمن علي الحق أو لأضربنكم ضرباً يدع النساء أيامي والولدان يتامي '، ثم قرأ الحجاج علي الناس رسالة الخليفة إليهم، وكان قد بدأها ب ' سلام عليكم '، وفيما يبدو أن الحجاج شاء اختبار أثر وعيده في الناس، فقال لهم: ' يا عبيد العصا ! يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا يرد منكم رادٌّ السلام، أما والله لأؤدبنكم غير هذا الأدب '، ثم أعاد الحجاج قراءة الرسالة، فلما بلغ ' سلام عليكم ' إذا بالحاضرين جميعاً يردون: ' سلام علي أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته '.
كان استخدام القوة ' السيف ' أو التلويح باستخدامها لفرض نظام الحكم الذي استحدثه الأمويون، وأخذه عنهم العباسيون، أنجع الوسائل التي استخدمها الحكام ' الخلفاء '.
وإن بحثنا عن عنوانٍ موجز يدلل علي هذا المنهاج، فلعلنا لا نجد أنسب مما قاله أحد المؤيدين لحكم بني أمية حين قال: ' أمير المؤمنين هذا، فإن هلك فهذا، فمَن أبي فهذا '، وهو هنا يقصد بهذا ' الأول ' معاوية – الخليفة، وبهذا ' الثاني ' يزيد – وريث العرش، أما هذا ' الثالث '، فلم يكن سوي السيف.
أما المنهج الثاني الذي اختطه الأمويون واعتمده أيضاً الخلفاء العباسيون، فكان منهاجاً – فكرياً اعتمد علي استخدام الحجة الدينية، فنجد معاوية بن أبي سفيان يروي عن الرسول ^: ' صببت يوماً علي رسول الله ^ وضوءه، فرفع رأسه إليَّ فقال: ' أما فإنك ستلي أمر أمتي بعدي '.
وقال معاوية أيضاً: ' واللهِ ما حملني علي الخلافة إلا قول رسول الله ^: ' إن ملكت فأحسن '.
وبالإضافة إلي الأحاديث المنسوبة إلي الرسول ^ قام الأمويون بالترويج لمذهب ' الجبرية ' الذي ' يجعل الفرد ريشةً في مهب الريح، خائفاً مستسلماً للقضاء والقدر، عاجزاً متواكلاً، باهت الشخصية '.
فإذا ما انتقلنا إلي الدولة العباسية، وجدنا مؤسسيها يستخدمون الحُجة نفسها في سبيل فرض سلطانهم علي أنه أمر الله، فهذا هو أبو جعفر المنصور يقول 'إنما أنا سلطان الله في أرضه '.
وفي أول بيان يلقيه الحكام العباسيون – الجدد – علي مسامع الأمة، يؤكد أول خلفائهم أبو العباس السفاح علي أحقيتهم في الخلافة بانتسابهم إلي بيت النبي مردداً في ذلك آيات قرآنية
كان هذا إذن ما سعي إليه الخلفاء الأوائل من بني أمية وبني العباس في سبيل توطيد أركان الدولة وإرساء نظام توريث الحكم, وهنا.. لنا أن نتساءل عن مدي جدية هؤلاء الخلفاء فيما ادعوه بأنهم ينفذون أمر الله ورسوله, وعن مدي التزامهم بهذا الأمر؟ وعما إذا كان قد أسسوا نظاماً لحكم المسلمين يرضي الله ورسوله ^، ويرضي الأمة ويصلح من شئونها؟ ولنا أيضاً أن نسأل عن المصير الذي آل إليه هذا النظام؟
فإذا كان معاوية قد فعل ما فعل وأدي ما أدي من أجل أن يستمر الحكم في عقبه, فإنه لم ينجح في ذلك, فسرعان ما انتقل الحكم من بيت أبي سفيان إلي بني مروان, وإن ظل داخل البيت الأموي, ثم زال عهد هؤلاء وهؤلاء علي يد بني العباس.
وكان معاوية - المؤسس الأول لهذا النظام - يريد أن يورِّث ابنه يزيد حكم المسلمين باسم الخلافة, فلنري حكم التاريخ علي يزيد, يقول المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب عن يزيد بن معاوية: ' ليزيد أخبار عجيبة ومثالب كثيرة من شرب الخمر, وقتل ابن بنت الرسول, ولعن الوصي, وهدم البيت وإحراقه, وسفك الدماء والفسق والفجور وغير ذلك مما ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه '.
وإذا كنا – هنا – نلقي ضوءاً علي فترة تاريخية مهمة وطويلة – أكثر من 600عام – فإننا لا نطلب من وراء ذلك سوي إثبات أن مسألة الخلافة قد حسمت تماماً, فإذا زعم معاوية أنه خليفة رسول الله ^, فإن الواقع يقول إنه كان ملكاً أو كما يسميه البعض أول ملوك العرب, ثم يؤكد ذلك أن ابنه يزيد لم يكن يقيناً خليفةً للرسول ^، بل خليفةً لأبيه معاوية الذي أخذ له البيعة, أو بمعني أدق, فرضها بحد السيف.
فمنذ هذا التاريخ لم تكن هناك بيعةٌ من الأمة ولا اختيار ولا شوري, وإنما حكمٌ ملكي متوارث, مثله في ذلك مثل جميع أنظمة الحكم الملكية, وهو ما يشهد به هذا التاريخ الطويل الموثق في جميع كتب التاريخ الإسلامي.
وعلي كلٍّ، فنحن لا نبغي هنا سوي وضع حقيقة هذا الصراع المرير علي السلطة تحت أعين الناس, وكذا توضيح بواعثه ونتائجه. وقد كانت الاغتيالات السياسية نتيجة مروعة لهذا الصراع علي السلطة.
إن هذا الصراع لم يكن لصالح الأمة, فقد أُهدرت أثناءه كرامة الأمة – أحياناً كثيرة واستخف برأيها أحياناً كثيرة, وفي كل الأحيان اُستغلت الأمة استغلالاً مادياً ودينياً.
فالتاريخ – قديمه وحديثه – يشهد أنه كان هناك ملكٌ مستبد وأميرٌ مستبد ورئيسٌ مستبد وخليفةٌ مستبد.فالمسألة هنا لم تكن قط ولن تكون أبداً مسألة أي ' لقب ' يحمله الحاكم: خليفةً أو أميراً أو رئيساً، وإنما جوهرُ المسألة هو مصلحة أفراد الأمة، الذين لابد أن يكون لهم ' حرية اختيار ' أفضل أبنائها لينهض بمهمة العمل علي صالح الأمة وليس لصالح نفسه والمقربين منه فقط.
أفراد الأمة، هم المنوط بهم وضع أسسٍ واضحة – لا لبس فيها، أسس متينة لا تتزعزع يستطيعون من خلالها – متي شاءوا – عزل مَنْ اختاروه إن رأوا أنه لم يفِ بواجبه تجاههم. أما ذلك فلن يتأتي إلا من خلال ' وعي ' أفراد الأمة، أي ' الوعي الجماعي ' الذي لن يتكون إلا علي أساس ' العلم ' الذي يُستخلص من دروس التاريخ وفهمها واستيعابها. فإذا استوعب الوعي الجماعي تجارب التاريخ – قديمها وحديثها – لوفَّر علي الأمة مشاق التجارب الفاشلة وآثارها الرهيبة، وانتقي ب ' إرادةٍ حرة ' مَنْ يحقق مصالح الأمة العليا – الاستراتيجية، وكذلك مصالحها الحياتية – اليومية. ولذا كان بث الوعي في نفوس أفراد الأمة فرضاً علي كل مَنْ يستطيع أداء هذه المهمة وتحمل مسئوليتها فالوعي يكون – أحياناً – أهم من الخبز، كما تتساوي قيمته – أحياناً – مع قيمة الحياة نفسها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.