قضت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة الخميس برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعه، ببراءة 3 ضباط سابقين بجهاز مباحث أمن الدولة 'الأمن الوطني حاليا' من اتهامهم بتعذيب 5 مواطنين، بقصد انتزاع اعترافات منهم 'تفيد انضمامهم بالانضمام إلي إحدي التنظيمات الإرهابية'. وكانت القضية قد تم تحقيقها بمعرفة المستشار مصطفي مختار قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل، حيث جاء بالتحقيقات أن الضباط الثلاثة العميد عماد صيام والمقدم وائل مصيلحي والعقيد وليد فاروق، قاموا بتعذيب 5 مواطنين عن التعدي عليهم بالضرب وتجريدهم من ملابسهم وصعقهم بالكهرباء. وتضمن أمر الإحالة، اتهام العميد عماد صيام بأنه خلال الفترة من 1987 حتي 2009 بدائرة قسم عابدين، قام بتعذيب المجني عليهم سليمان العبد أبو بكر 'مدرس بمعهد عثمان بالوراق' وأحمد سيد أبو سريع 'تاجر' ورأفت تونسي عبد الحميد، وذلك بقيامه بتجريد المذكورين الثلاثة من ملابسهم، وصعقهم بالتيار الكهربائي بغية انتزاع اعترافات حول انضمامهم تنظيم 'طلائع الفتح' المحظور، والذي كان يرتكب أفراده أعمالا إرهابية مطلع التسعينيات. كما جاء بأمر الإحالة اتهام المقدم وائل مصيلحي بتعذيب المجني عليه محمد حسن عثمان, عن طريق تجريده من ملابسه وتقييده من الخلف وصعقه بالتيار الكهربائي، لحمله علي الإعتراف بالانضمام إلي إحدي الجماعات الإرهابية المسلحة بالعراق, والتي تقوم بأعمال إرهاب مسلحة وتكفير للحاكم.. كما أسند أمر الإحالة للعقيد وليد فاروق بتعذيب المجني عليه حامد محمد علي مشعل 'مهندس معماري' عن طريق التعدي عليه بالضرب والسب وحرمانه من الطعام, ووضعه داخل زنزانة انفرادية بقصد انتزاع اعتراف منه بالضلوع في جرائم تفجير إرهابية وتمويل جماعات وحركات فلسطينية بقطاع غزة. وتضمنت أوراق التحقيق وأدلة الثبوت في القضية شهادة المجني عليه سليمان العبد, والذي قرر أنه ألقي القبض عليه في سبتمبر 1993, حيث تم اعتقاله واقتيد إلي جهاز مباحث أمن الدولة بمنطقة لاظوغلي.. وأن العميد عماد صيام أشرف وآخرون علي تعذيبه, حيث جردوه من ملابسه, وصعقوه بالتيار الكهربائي في أنحاء متفرقة من جسده علي مدار عدة أيام, وذلك حتي يحملوه علي الإرشاد عن أسماء عدد من المصلين والاعتراف بتهمة الانضمام لجماعة محظورة.. علي نحو دفعه للاعتراف تحت وطأة التعذيب. كما تضمنت شهادة المجني أحمد أبو سريع والذي قال أنه استدعي إلي جهاز مباحث أمن الدولة في عام 1993, حيث تم التحفظ عليه والتحقيق معه تحت وطأة الضرب والتعذيب والصعق الكهربائي, مما دفعه للاعتراف بالانضمام لتنظيم 'طلائع الفتح'.. لافتا إلي أن أحدا آخر بداخل الجهاز تسبب في إحداث إصابة بالغة بظهره نتيجة التعذيب, وأن الضابط المتهم قام باعتقال المجني عليه رأفت تونسي والتعدي عليه بالضرب والصعق الكهربائي. وتضمنت أقوال المجني عليه محمد حسن أن المقدم وائل مصيلحي ألقي القبض عليه في ديسمبر 2004 وقام بالتحقيق معهم بعد تجريده من ملابسه وتقييد يديه من الخلف وصعقه بالتيار الكهربائي، لحمله علي الإدلاء باعتراف بالانضمام إلي جماعة تكفيرية تعتنق فكر الجهاد المسلح بالعراق، وأنه أطلق سراحه في أكتوبر 2006، ثم أعيد القبض عليه واعتقاله في مايو 2009 حتي يناير 2011 وأنه خلال فترة الاعتقال الثانية تم ممارسة ذات أساليب التعذيب ضده. وذكر المجني عليه حامد مشعل في أقواله بالتحقيقات أنه ألقي القبض عليه في مارس 2009 بمطار القاهرة، وأنه تم اقتياده إلي مقر الجهاز بمدينة نصر، وتعذيبه علي أيدي ضباط وأشخاص لا يعرفهم، مشيرا إلي أنه عندما تقرر نقله لسجن أبو زعبل أصدر العقيد وليد فاروق أوامره بتعذيبه عن طريق الضرب والسب وحرمانه من الطعام وغلق الزنزانة عليه لمدة تصل إلي شهرين بغرض حمله علي الاعتراف بجريمة التحفيز وتمويل جماعات وحركات فلسطينية بقطاع غزة.