وجه علماء الأزهر المشاركون في القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف عدة رسائل للشعب المصري خاصة العاملين ورجال الأعمال والمستثمرين طالبوهم فيها برفع طاقة العمل والإنتاج من أجل نهضة مصر ووجه العلماء رسالة المستثمرين من خارج مصر قالوا فيها ' ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين' فمصر تحتوي علي خزائن الأرض وفيها من الخيرات الكثير وبها الأمن والأمان والأيدي العاملة. وشدد العلماء علي ان تقدم مصر مرهون بزيادة الانتاج والجودة والكفاءة والاتقان في العمل بشتي أنواعه فخير لمصر وشعبها ان يأكلوا من عمل أيديهم. وأكد الدكتور سيف قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا أن الإسلام أعطي العمل قيمة كبيرة وأمر الانسان بعمارة الأرض وفق المنهج الذي أمر به وأمر المسلم أن ينعم بخيرات الأرض ويستخرج كنوزها بالعمل والإنتاج وأضاف أن كثيرا من الآيات والأحاديث الشريفة بينت فضل العمل بأنواعه سواء في التجارة كما كان يعمل النبي صلي الله عليه وسلم أو في الزراعة او استخراج كنوز الأرض وشدد علي المسلمين ان يكونوا قدوة في العمل حتي تتحقق خلافة الله في أرضه كما شدد علي أن الامة الاسلامية تمر بوقت تحتاج فيه ان تنتج كل ما تحتاجه من ملبس ومأكل حتي لا تضطر الي ضياع أو رخص عملتها وتفرض حضارتها من جديد فالعمل الدءوب مطلوب فلن ترتقي الامة الا بالعلم وتقدها يحتاج الي فهم حقيقي للاسلام الذس جعل العمل عبادة. وقال الشيخ محمد زكي رزق الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني إن الإسلام الحنيف فيه دعوة صريحة لإعمار الكون بالعمل الصالح، والمسلم مطالب بالقيام بمهام الاستخلاف في الارض والمولي عز وجل في علاة قدم الضرب في الارض والسعي علي الرزق علي الجهاد في سبيل الله فلولا هؤلاء ما كان هؤلاء فلولا الضاربون في الارض ما كان المجاهدون في سبيل الله. وشدد رئيس لجنة الفتوي بالأزهر علي أنه لا تقدم ولا ازدهار الا من خلال العمل والانتاج فما أكل احد طعاماً قط خير من ان يأكل من عمل يده. وقال أحد العلماء موجهاً كلامه للأمة الاسلامية جمعاء ' لن يصل المسلمون في هذا العصر الي هذه الدرجة من حتي يكونوا علي علم بالحديد ومصانعه وأفرانه وما يشتق منه فاذا لم يكن للمسلمين قاذفة في الجو وبارجة في اليم وفي الارض انتاج وسعة فكيف ننصر الله بهذا العجز؟؟'وأكد رئيس لجنة الفتوي بالأزهر ان المسلم في مصنعه ومدرسته وحقله في سبيل الله وحركة الحياة كلها في سبيل الله أما الذي يفسد في الارض ويقطع الطرق ويخرب المنشات ويحرقها ويسفك الدماء فهذا أشد حرمة عند الله مشيراً الي ان معالجة القصور لا يكون من خلال معاول الهدم بل يكون بمزيد من العمل الصالح والاحسان 'ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها مشددا علي أن الاضرار بمصالح الوطن وتعطيل الانتاج هو قتل للناس جميعا. ووجه الدكتور سعيد عامر أمين لجنة الفتوي بالازهر عدة رسائل لعاملين ورجال الاعمال والمستثمرين كل علي حدة فقال لرجال الأعمال قاطبة اجعلوا أعمالكم في سبيل الله وعمارة الكون وإسعاد البيوت والأسر و النهوض بالمجتمع والرقي به. وقال للعاملين والقائمين علي الأعمال راقبوا الله في أعمالكم وأحسنوها فإن الله لايضيع أجر من أحسن عملاوقال في رسالته لرجال الأعمال والمستثمرين خارج مصر ' ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين' إن خزائن الأرض تناديكم وترحب بكم فلبوا ندائها فهي بلد الأمن والامان الي يوم الدين فاهلها في رباط الي يوم القيامة وكما جاء في التوارة 'من أراد مصر بسوء قسمه الله. وقال الدكتور محي الدين عفيفي عميد كليه العلوم الاسلامية للوافدين أن الإسلام اهتم كثيرا بالعمل والسعي في الأرض لإعمارها وتحقيق منهج الله تعالي الذي قرن الإيمان بالعمل في كثير من الآيات، موضحاً ان النبي صلي لله عليه وسلم أكد علي قيمة العلم وأهمية اتقانه وكثير من التطبيقات العملية للصحابة رضي لله عنهم أكدت علي ذلك، فلم تمنع صحبتهم للرسول والحرص علي ملازمته من السعي في الأرض وتحصيل أرزاقهم. و قال الدكتور نادي حسين عبد الجواد الاستاذ بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بالقاهرة إن الانسان يدور وجوده في الحياة حول هدفين إساسين هما العبادة 'وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون' والثاني هو تعمير الأرض لقوله تعالي 'هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها' أي طلب عمارة الأرض. و قال الدكتور حسن خليل الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر إن الاسلام دين العقيدة والعمل حث اتباعه علي العمل والانتاج فاليد العاملة في الاسلام يد محمودة محبوبة يحبها الله ورسوله يد تنفع نفسها واخوانها ووطنها تستجيب لأمر ربها موضحا ان المولي عز وجل امر الانسان بعمارة بالعمل النافع والسعي الدائم واستثار طاقاته ومقدراته وثروات الكون التي وهبها الله لأهل الأرض. وأشارإلي ان انطلاقة الازهر ووزارة الاوقاف بقوافل الدعوة الي التجمعات العمالية يهدف الي تشجيع اليد العاملة التي يحبها الله ورسوله فمنبر العمل لا يقل شأنا عن منبر الدعوة والقائم علي الآلة لينتج ويصنع لا يقل أجرا عن الساجد والراكع و مصر أحوج ما تكون هذه الأيام الي السواعد المنتجة التي تعمر وتبني لا التي تهدم وتخرب. وقال الدكتور رمضان عطا الله رئيس قسم الفسير بكلية اصول الدين بالمنوفية إن المتامل لآيات القران الكريم يجد فيها نصوصاً صريحة تدعو الي إعلاء قيمة العمل والسعي في الارض من اجل كسب الرزق الحلال الطيب في كافة مجالات الحياة حتي يتحقق للامة التقدم والازدهار. وقال الشيخ محمد عبد الرزاق وكيل وزارة الاوقاف لشئون المساجد إن أبرز الدروس المستفادة من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم هي حب الوطن وقد ظهر ذلك جلياً حينما خرج النبي من مكة مهاجراً الي المدينه حين قال ' والله إنك أحب ارض الله الي الله وأحب أرض الي نفسي 'مؤكداً أن حب الوطن لايكون إلا بدفع عجلة الانتاج والعمل علي استقراره والمشاركة في تنميته انطلاقا من قول الله تعالي' وقل اعملوا 'وقال ' فامشوا في مناكبها 'وناشد جميع المصريين بكسب المعركة التي تخوضها مصر من أجل التقدم والرقي الطالب يذاكر دروسه والصانع يتقن عمله والزارع يتقن زراعته والأم في بيتها ترعي أولادها والأب يسعي لجلب الرزق وهو ما يدل علي اهتمام الإسلام بالعمل والتشديد علي ضرورة إتقانه.