سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    ضغوط جديدة على بايدن، أدلة تثبت انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي في غزة    سيد عبد الحفيظ: أتمنى الزمالك يكسب الكونفدرالية عشان نأخذ ثأر سوبر 94    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    تستمر يومين.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب مصر خلال ساعات    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    وفاة الإذاعي أحمد أبو السعود رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية الأسبق.. تعرف على موعد تشييع جثمانه    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    تعثر أمام هوفنهايم.. لايبزيج يفرط في انتزاع المركز الثالث بالبوندسليجا    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام 'تمر بمرحلة حساسة وحاسمة في تاريخها.. وانحيازي يحكمه العمل والاجتهاد والكفاءة

لم يعد لدينا رفاهية الفشل والاشتباك والتعاون بين الإدارة والتحرير هو سبيلنا للنجاح تعييني مؤقتا لم يمنعني من ممارسة صلاحياتي كاملة.. والأيدي المرتعشة لن تحقق نتائج
استحدثنا أجهزة رقابية كثيرة داخل المؤسسة وفساد ما قبل 2006 انتهي إلي غير رجعة
نحاول تعويم بعض المشروعات الخاسرة وإذا فشلنا سنوقفها
متفائل بمستقبل الأهرام وبالمنظومة التي بدأنا العمل بها
خلط الإعلان بالتحرير مفسدة ونواجهها بكل حزم
للأسف.. الصحافة الإلكترونية تتسابق علي نشر الخبر علي حساب الدقة والحقيقة
وعلي الصحافة الورقية أن تتحول من ' الخبر ' إلي ' التحليل ' كي تضمن الاستمرار
ما يجب أن نحارب من أجله هو استقلالية الصحف القومية عن السلطة
ثورة 30 يناير أنقذت الدولة المصرية من الانهيار
في سابقة هي الأولي من نوعها، وفي ظل وجود ممدوح الولي رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام في مكتبه، فوجئنا بالمهندس عمر سامي يقوم بمهام رئيس مجلس الإدارة بتكليف من الجمعية العمومية، وأعضاء مجلس الادارة واللجنة النقابية بالاهرام.. والمدهش حقا أنه لم تحدث أي مشكلة خلال الشهرين اللذين تولي فيهما عمر سامي إدارة المؤسسة، ورغم العراقيل التي كان يضعها رئيس مجلس الادارة المعين، وقف جموع العاملين في المؤسسة خلف المهندس سامي في اصرار غير مسبوق علي النجاح وانقاذ المؤسسة من عسرتها، إلي أن صدر قرار المجلس الاعلي للصحافة بتعيينه رئيسا لمجلس ادارة مؤسسة الاهرام لكن لازمته كلمة وضعت مابين قوسين ألا وهي 'مؤقت'.. وهي كلمة من الصعب ان تطلق العنان لاي مسئول في اتخاذ القرارات الصعبة بل واحيانا المصيرية التي تخدم المؤسسة والعاملين فيها.. كيف تعامل المهندس عمر سامي مع هذه الكلمة في إدارة مؤسسة بحجم الأهرام؟ وما هي رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالمؤسسة وتطويرها والخروج بها الي بر الامان في ظل الازمة الاقتصادية التي يعانيها قطاع الأعمال في مصر؟ وأسئلة أخري في الشأن المهني والسياسي الوطني يجيب عنها المهندس عمر سامي في هذا الحوار..
في البداية يؤكد المهندس عمر سامي أنه ومنذ صدور قرار التكليف من المجلس الاعلي للصحافة لم يتعامل معه باعتباره مهمة مؤقته، مضيفا: لإدراكي بحجم الازمة التي كانت تمر بها الاهرام، وهي أزمة انفصال رئيس مجلس ادارة الاهرام عن العاملين فيها، والمشكلات الكثيرة التي حدثت في هذا الوقت، وكانت الاهرام في حاجة ماسة للتغيير، بل ولن أكون مغاليا إذا قلت إنها كانت ملحة جدا ولا تقبل التأجيل، لذلك جاء قرار المجلس الأعلي للصحافة بتعييني رئيسا لمجلس الإدارة خاص بالأهرام فقط، ورغم إدراكي لسبب احتواء القرار علي كلمة 'مؤقت' التي جاءت في القرار لانه لم تصدر حركة التغييرات الخاصة برؤساء مجالس ادارات الصحف القومية الذين انتهت دورتهم في 30 يوليو 2013، إلا أنني شخصيا أعمل وكأنني رئيس مجلس ادارة دائم، وأقوم بعملي مستخدما كل الصلاحيات الموكلة لي وكأنني مستمر في موقعي لانني أعتقد أن هذا الوضع من مصلحة مؤسسة الاهرام، ولو اشتغلنا بنظام الايدي المرتعشة، فلن نحقق اي نتائج ايجابية علي الاطلاق، لأن الاهرام الآن تمر بمرحلة حساسة جدا وحاسمة في تاريخها، وهو ما ينطبق ايضا علي معظم المؤسسات الصحفية القومية، بل وبعض المؤسسات الصحفية الخاصة ايضا، فصناعة الصحافة علي مستوي العالم تواحه مشكلات، بسبب الاتجاه للصحافة الالكترونية، ونقص الدخل من الإعلانات، ومشكلات أخري كثيرة جدا، إضافة الي أوضاع مصر الحالية، والمشكلات التي تواجه وضع الاقتصاد وانكماش قطاع الاعمال وهو ما ينعكس انعكاسا مباشرا علي دخل المؤسسات الصحفية التي تعتمد بالدرجة الأولي علي الإعلانات، لذلك لو انتظرنا القرار النهائي حتي تبدأ العجلة بالدوران، أعتقد أن هذا ضد مصلحة المؤسسة.
وكيف يتعامل العاملون من إداريين وعمال وصحفيين معكم في ظل ربط موقعكم بالمؤقت وهل هناك تمييز منكم في التعامل بعد ثورة 30 يونيو خاصة أن رئيس مجلس الإدارة السابق كان ينتمي الي جماعة الإخوان؟
أعتقد أنه تعامل ايجابي جدًا، وأنا تربطني علاقة ود وحب مع كل العاملين في الأهرام من عمال وإداريين وصحفيين من خلال فترتي الطويلة التي قضيتها في الأهرام والتي تزيد علي 33 سنة، وأعتقد أن علاقتي طيبة بالجميع في اطار ما يحقق مصالح الاهرام والعاملين فيها، كما أنني حريص علي الوقوف علي مسافه واحدة من الجميع وليس لي انحياز لأحد علي حساب آخر إلا بالعمل والاجتهاد والكفاءة والعلم.
بالتأكيد لديكم رؤية واستراتيجية لمواجهة التحدي الذي تواجهه مؤسسة الأهرام الآن.. ما هي ملامح هذه الاستراتيجية؟
استراتيجيتي لمواجهة التحدي والنهوض بالمؤسسة تعتمد أولاً: علي تطوير العمل الاداري، وكيف نحول الاهرام من مؤسسة شبه حكومية تتعامل بآليات فيها التأني واللوائح، وإتباع القواعد البيروقراطية الراسخة، الي قواعد السوق، ومرونة وسرعة في اتخاذ القرار، وهو ما يستلزم اختيار الاشخاص المناسبين للقيادة في هذه المرحلة وهذا التوقيت، لأننا كلما استطعنا اختيار شخصيات قيادية ناجحة في مختلف المواقع في المؤسسة ساعدنا ذلك علي اجتياز الازمة.. ثانيا: الاهتمام بتطوير منظومة تكنولوجيا المعلومات وهي عليها دور كبير جدا في الدفع قدما بالمنظومة المالية والادارية والاقتصادية، وأيضا التحريرية، لان العمل التحريري حتي الان في الأهرام لا يعتمد بشكل كامل علي المنظومة الالكترونية، وهذا ما نحاول عمله الآن.
الامر الثالث والمهم ايضا هو التطوير في المنظومة الاعلانية، فالاهرام علي مدي عمرها وهي لها شريحة كبيرة في السوق الاعلانية في مصر سواء اعلانات الصحف، أو الاعلانات بشكل عام من خلال وكالة الاهرام للاعلان، وذلك من خلال ابتكار وسائل اعلانية جديدة لم نكن نتعامل بها من قبل.
هل انت متفائل بمستقبل المؤسسة في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن؟
نعم.. أنا متفائل جدا بمستقبل مؤسسة الاهرام، ومتفائل بالمنظومة التي بدأنا العمل بها، وأعتقد أنه منذ شهر سبتمبر 2013 بدأنا في تحقيق نجاحات 'موش بطالة' بالمقارنه بالثلاثة أشهر السابقة، وأري أننا بدأنا في وضع أرجلنا علي الطريق الصحيح، وأن شاء الله كلي أمل في القضاء قريبا علي كل المشكلات والعقبات بما يحقق للأهرام طفرة تستحقها، وأن تبقي كما عهدها قارئها.. متربعة علي عرش التوزيع في مصر.
شهدت الأهرام في فترة ليست بالبعيدة الجمع بين منصبي رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير إلي أن تم الفصل بين الموقعين.. كيف تري الأصلح للمؤسسة؟
مؤسسة الأهرام عانت لفترات كبيرة عندما تم الفصل بين المنصبين، وفي بعض الأحيان كان يحدث نوع من التشابك بين رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، فالأول هو المسئول عن المؤسسة ككل بكل إصداراتها وكياناتها الإدارية، ورئيس التحرير مسئول عن قطاع التحرير في الأهرام اليومي، والاثنان معينان من قبل مجلس الشوري، أو المجلس الأعلي للصحافة كما هو حادث الآن.. وغالبا ما كان يحدث نوع من تنازع السلطات إما من خلال محاولة فرض الإدارة رأيها علي التحرير أو العكس أن يأخذ التحرير قراراته بشكل مستقل عن الإدارة وهو ما يحدث ارتباكا يؤثر علي مسيرة المؤسسة.. لذلك أعتقد أن علاقة التعاون بين الإدارة والتحرير هي سبيلنا الوحيد للنجاح، فالوقت يداهمنا ولم يعد لدينا رفاهية الفشل، ولا حتي رفاهية الاشتباك، وحتي نضمن استمرار هذا التعاون علي أسس صحيحة علينا وضع المنظومة والآلية التي تساعدنا علي أن تستمر هذه العلاقة في مسارها الصحيح دون وضع أي ألغام في طريقها.. وعلي إدارة التحرير أن تعي أنها الأساس في جسم هذه المؤسسة، وأن جريدة الأهرام اليومية هي القاطرة التي تجر المؤسسة بالكامل، وعليه يجب ألا ننسي أننا نعمل تحت لافتة كبيرة اسمها 'مؤسسة الأهرام الصحفية' والتي تعتمد بشكل أساسي علي العمل الصحفي، وكلما تحسنت العلاقة بين الإدارة والتحرير سوف نرتقي بالمؤسسة، وأعاهد الله أن أظل حريصا علي أن تظل العلاقة مع إدارة التحرير وزملائي الصحفيين علي أحسن ما يكون من أجل مصلحة الأهرام كمؤسسة كبري.
من الصعب في حوارنا مع رئيس مجلس إدارة الأهرام ألا نتكلم عن الفساد في المؤسسة، خاصة أنه كان في فترة سابقة ملء السمع والبصر.. هل من الممكن أن نقول بملء فمنا الآن انه غادر المؤسسة إلي غير رجعة؟
طبعا الفساد موجود في كل مكان في العالم، وفي كل المؤسسات، وما تقصده هنا هو فساد ما قبل 2006.. أؤكد أن هذا النوع من الفساد قد انتهي الي غير رجعة، ولم يعد موجودا، بعد استحداث أجهزة رقابية كثيرة داخل الاهرام مثل ' المراجعة المالية'.. و'الرقابة المالية'.. بالإضافة إلي الجهاز المركزي للمحاسبات، ومكتب المحاسبة الخاص بالمؤسسة.. لكن لا استطيع أن أنكر أن هناك عمليات سرقة، أو محاولة اختلاس لمبالغ بسيطة يتم تتبعها وضبطها والتعامل معها في إطار القانون.. وهناك تشديد من قبل الاجهزة الرقابية لمواجهة مثل هذه الحالات.
في لقائكم بصحفيي المؤسسة أكدتم أنه لا تفكير في إلغاء أي من الإصدارات التي تحقق خسائر، وأن التفكير ينصب علي التطوير الشامل بما يتجاوز الخسائر.. والسؤال ما هو العمل اذا كانت النتيجة الفشل ولماذا توقف الأهرام الدولي؟
الأهرام الدولي تم إيقافه بالفعل، وهذا الإصدار كان يحقق خسائر، ولم نكن ناجحين فيه بالقدر الكافي في موضوع التوزيع الخارجي، وربما يرجع لعدم قدرتنا علي الوصول الي أماكن تواجد المصريين بالخارج.. واري أن وجود الأهرام اليومي علي الانترنت ووصولها للجميع دعانا إلي حسم الأمر من أنه لم يعد هناك داع لاستمرار الأهرام الدولي.. لكن هناك أيضا بعض المشروعات الأخري الخاسرة بالأهرام ونحن الآن نسعي وندفع لتعويمها، وإذا لم نتمكن من تعويمها فسوف نضطر لإيقافها.
خلط الإعلان بالتحرير من القضايا الهامة التي تسيء وتضر بالمهنة والمجتمع الصحفي.. كيف يري رئيس مجلس إدارة الأهرام هذه القضية من وجهة نظرة، وهل سيتعامل معها أم أنها شأن تحريري؟!
من وجهة نظري أري أن خلط الإعلان بالتحرير مفسده، ومخالف لمبادئ الشرف الصحفي، فالمفروض أن الصحافة خادمة للقارئ، وأن ما تقدمه له يجب أن يكون مجردا من أي مصالح، حتي يستطيع القارئ أن يثق فيما يقرأه في الصحيفة، وقد حدث هذا الخلط بين المادة الإعلانية والتحريرية علي صفحات الأهرام مثلها مثل الكثير من الصحف الأخري تحت دعوي تحسين مستوي الدخل عند بعض الصحفيين.. لكن أحب أن أؤكد أن موقفنا واضح وصريح في هذا الموضوع، وقد بدأت الأهرام في تنفيذ ما أقرته نقابة الصحفيين من الفصل التام بين العمل الإعلاني والعمل الصحفي، قبل أن أتولي موقعي وهو ما نحرص علي استكماله الآن بمنتهي الحزم خدمة للقارئ وتأكيدا لثقته فينا، والمصداقية التي تتمتع بها الأهرام لديه.
بعض الصحفيين كما قلتم يلجئون لجلب الإعلانات أو خلط الإعلان بالتحرير من أجل تحسين مستوي المعيشة.. أليس من الأجدي ان يكون من ضمن أساليب المواجهة تحسين دخول الصحفيين؟
أقول هنا إن من مميزات ثورة 25 يناير أنها أسهمت في تحسين الدخول بنسبة كبيرة في المؤسسات الصحفية القومية، لكن لسوء الحظ أنها جاءت في وقت عانت فيه المؤسسات الصحفية من نقص في الدخل، فلو أخذنا الاهرام علي سبيل المثال.. في 30 يناير 2011 كانت نسبة المرتبات وما في حكمها في ميزانية الأهرام 25%، اليوم أصبحت النسبة 43%، وهو ما يشير الي حدوث تطور كبير في دخول زملائنا الصحفيين، لكن إذا سألني: هل هذا المبلغ يكفي لمواجهة الأعباء المعيشية؟.. أجيب: لا يكفي.. من أجل ذلك نسعي لوضع خطة قصيرة الأجل لتحسين أجور الصحفيين في الأهرام مع تحسن الاوضاع في البلد، وتحسن دخل المؤسسة من خلال مواردها التقليدية، مثل التوزيع والإعلانات والمطابع.
من القضايا المؤجلة، وربما يفتح النقاش فيها في اي لحظة ألا وهي مستقبل الصحافة القومية وشكل الملكية فيها.. كيف تري هذه القضية من وجهة نظرك؟
وجهة نظري واضحة في هذا الأمر وهو أن الصحافة القومية هي صحافة الدولة المصرية، وليست صحافة الحكومة أو أي نظام، وأنا هنا أتحدث عن مؤسسة الأهرام، التي أنتمي إليها وأعتز بها، فهي رمز من رموز الدولة المصرية، نتكلم عنها مثلما نتكلم عن قناة السويس، أو بنك مصر، أو البنك الأهلي، أو شركة مصر للطيران، كل هذه الجهات والمؤسسات تعبر عن الدولة المصرية لذلك أري أن المؤسسات الصحفية القومية لابد وأن تظل تابعة للدولة المصرية، ومعبرة عنها، ولو نظرنا لقانون الصحافة الذي يوصف الصحافة القومية بأنها ملك للشعب، والدولة هي الشعب، ولو بعدت الصحف القومية عن تأثير الحكومة أو أي نظام أعتقد أننا سوف نقوم بدورنا بشكل جيد وكبير بما يحقق مصلحة هذا الشعب، ومن هنا أري أن موضوع الملكية يجب أن يحسم قريبا بحيث تعطي الاستقلالية للصحف القومية سواء في اختيار قيادتها، وإدارتها، وطريقة تعاملها مع الأحداث بما يجعلها تؤدي وظيفتها باحترافية بما يخدم القارئ المصري.
في ضوء ما طرحته.. كيف تري العلاقة بين الصحافة القومية والسلطة بعد الثورة؟
أعتقد أن ما يجب أن نحارب من أجله في المرحلة المقبلة هو استقلالية الصحف القومية عن السلطة، فالصحافة في العالم كله تخدم القارئ، ورئيسي هو القارئ، وأنا أعمل لديه وليس لدي رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، ويجب أن نناضل من أجل هذا الهدف، ونتواصل مع أجهزة الدولة للوصول الي صيغة تحقق هذه الاستقلالية المنشودة، بحمايتنا كصحف قومية من تدخلات الأعمال وقطاع الأعمال ورجال الإعمال، وتدخلات السلطة والنظام، وفي نفس الوقت علينا مهمة كبيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف ألا وهي عمل دورات تدريبية لبعض الصحفيين الذين تعودوا علي العمل في ظل النظام القديم وهو ارتباط الصحف القومية بالسلطة.
كيف تري مستقبل الصحافة الورقية في ظل انتشار الصحافة الالكترونية.. وهل تري أن الصحافة الورقية في طريقها الي الزوال؟
قمنا بعمل دراسة عن طريق مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، أثبتت أن من هم دون سن الأربعين لا يشترون الجرائد، ولم يتعودوا علي قراءتها.. هذا الشباب الصغير طريقة حصوله علي المعلومة مختلفة عنك وعني، فليس لديه صبر لقراءة مقالة طويلة، لذلك لجأ الي الصحافة الالكترونية التي تقدمت بشكل كبير جدا، ولو لم نستطع أن نجذب الشباب للجريدة الورقية فعلينا أن نذهب للمكان الذي يوجد فيه هذا القطاع الكبير من الشباب وهو شبكات التواصل الاجتماعي، ويجب أن نعترف أن ما انقذ الاهرام خلال الفترة الماضية هو العلامة التجارية، لكن كيف تظل هذه العلامة في عقول الشباب الذي لم يتعود علي قراءة الصحيفة اصلا، لذلك بدأنا في عمل شبكة مواقع، ودعمنا أماكن تواجدنا علي شبكات التواصل الاجتماعي، فاصبح عندنا صفحة الاهرام علي الفيس بوك مليون ونصف ونفس العدد علي تويتر، والمفاجأة أن الشريحة الكبري من هؤلاء ينحصرون في الشريحة العمرية بين 15 و25 سنة، ومن هنا استطعت المحافظة علي هؤلاء الشباب وجذبهم من خلال العلامة التجارية للاهرام وكمصدر استطعت ان أحقق له الثقة فيما ينشر ونحن نعلم أن هناك مشكلة خطيرة الآن في الصحافة الالكترونية وهي السباق الرهيب علي سرعة نشر الخبر علي حساب الدقة والحقيقة، وهو ما يخلق مناخا بعدم المصداقية عند الصحافة الالكترونية، ولو نجحنا ووفرنا هذه المصداقية من خلال وجودنا علي مواقع التواصل الاجتماعي أعتقد أن هذا سوف يحقق التكامل المطلوب ما بين الاعلام الجديد 'الالكتروني' مع الاعلام التقليدي 'الورقي'.. وأنا من المؤمنين بضرورة ايجاد هذا التوافق لايماني بأن الصحافة الورقية لن تختفي بدليل استمرارها في دول العالم المتقدم التي سبقتنا في الصحافة الالكترونية منذ عشر سنوات.. وسوف تستمر في الوجود طالما لم يظهر اختراع أخف من الورق.. لكن من المهم التفكير بشكل جدي في تغيير مضمون الصحافة الورقية بحيث تتحول من صحافة 'الخبر' الي صحافة 'التحليل 'وهذا هو التحدي الحقيقي للصحافة الورقية وضمان لاستمرارها من وجهة نظري.
بقي أن نتعرف علي وجهة نظر المهندس عمر سامي في المشهد السياسي المصري بعد ثورة 25 يناير و30 يونيو.. كيف يراه؟
أتحدث هنا عن رؤيتي كمواطن مصري، فثورة 25 يناير قامت بخطوة هامة جدا في تاريخ الشعب المصري، وأعتقد أنها أهم ثورة في تاريخ مصر منذ ايام الفراعنة مع احترامي الكبير لثورتي 19 و52، فهذه هي الثورة التي خرج الشعب المصري عن بكرة ابيه كي يعبر عن إرادته ويرفض الظلم والتهميش، لكن للاسف ما استتبعها من تأخير في كتابة الدستور، وسرعة اجراء الانتخابات، وما حدث فيها من تسليم البلد لأحد التيارات السياسية التي لم تدرك أن مصر أكبر من أي تيار او فصيل سياسي، فتعاملت مع الوضع بشكل حاد جدا، ولم تستوعب الدور التاريخي لمصر، ولا طبيعة ولا حجم الشعب المصري، بل سعت خلال حكمها علي مدي عام إلي السيطرة علي المواقع القيادية في البلد باختيار اهل الثقة بغض النظر عن الكفاءة، بما هدد بسقوط وانهيار الدولة المصرية، فكان لابد أن تاتي ثورة 30 يونيه لتصحيح الوضع وانقاذ الدولة المصرية والحيلولة دون دخولها في النفق المظلم، وعلي الرغم من ظهور الارهاب كمخلب للاخوان الا انني متفائل بالقضاء عليه خلال عام، وكلي ثقة أن الاستقرار سيعود لمصر قريبا علي المستوي الامني والسياسي والاقتصادي، ومعه تعود الي مكانتها التي تستحقها كرائدة للمنطقة.
علي الرغم من ظهور هذا التناحر السياسي حتي بين ما يطلق عليهم تحالف 30 يونية!
لاحظ أننا لم نمارس العمل السياسي منذ فترة طويلة، ولم نمارسه بشكل حقيقي الا بعد ثورة 25 يناير، وهذا الوضع سوف يأخذ منا وقتا ليس بالقليل، وإذا نظرنا لكثير من الدول التي مرت بعمليات تحول كبري، نجد أنها قد أخذت من السنوات الكثير، أما في مصر فما زلنا في العام الثالث، لكن ما آمله أن يتم تنفيذ وتحقيق خارطة المستقبل طبقا للجدول الزمني المطروح دون ابطاء او تأخير، مع دعوتي للقوي الوطنية والشعب المصري أن يصبروا علي هذه الحكومة، فعمرها قصير جدا حتي يتم تقييمها، وهي لا تملك العصا السحرية، لكن في نفس الوقت أطلب من هذه الحكومة ألا تتردد في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الدولة والمواطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.