'حوار المصارحة والحقائق' بين 'السيسي' والمشاركين في احتفالية 'جامعة مصر' ب 'نصر أكتوبر': التحديات ضدنا بدأت منذ 1967.. والنصر لم يكتمل بعد عبد الناصر رفع شعار 'ما أخذ بالقوة' ونحن نقول 'مصر هاتبقي قد الدنيا' جيشنا المصري يعتنق قيم الوطنية والإخلاص الصادق.. ولم نكذب يوماً علي الشعب ربنا ينصر الشرفاء والمخلصين.. لا الكذبين.. والمزيفين.. والخائنين وزير الدفاع رداً علي مطالبه بالترشح للرئاسة: المشكلة ليست في 'رئيس'.. مشكلتنا في التحديات الضخمة التي تواجهنا أقول للشباب: أنتم الأمل لمستقبل مصر.. حافظوا علي جامعاتكم.. وأطلقوا مبادراتكم الخلاقة مساء الخميس الماضي.. وعلي مدي ما يقارب الأربع ساعات، شهد مسرح الجلاء للقوات المسلحة عرضًا احتفالياً ضخماً أقامته جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالتنسيق مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بمناسبة الذكري الأربعين لنصر أكتوبر العظيم. الاحتفال الذي حضره الفريق أول عبد الفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، وقيادات الجيش المصري، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وعدد من قيادات الشرطة وبعض الإعلاميين والمثقفين شهد عرض أوبريت 'وطني' شارك فيه العديد من نجوم الفن والغناء، وحضور حافل من طلاب وأساتذة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يتقدمهم خالد الطوخي رئيس مجلس الإدارة ووائل ممدوح مدير العلاقات العام بالجامعة. الاحتفال المهيب بالذكري الأربعين لنصر أكتوبر شهد في الختام، حواراً مفتوحاً وصريحاً، تحدث فيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن رؤيته وتصوره لمجريات الأحداث التي تشهدها البلاد، وسط تداخلات وهتافات من الحاضرين الذين دعوه لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة. في بداية كلمته وجه الفريق أول عبد الفتاح السيسي التحية لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وخالد الطوخي رئيس مجلس إدارة جامعة مصر وللمثقفين والإعلاميين والحاضرين ولقيادات القوات المسلحة والشرطة، مشيداً بالأوبريت الذي شاركت فيه مجموعات من الفنانين والمطربين.. ثم اتجه ببصره صوب أعلي المسرح ووجه حديثه لصغار ضباط الجيش والشرطة قائلاً 'تحية لأولادي.. الجيش والشرطة.. أولادي'. ثم بدأ السيسي حديثه بالقول 'عشت أيام 1967.. كنت صغيراً، كانت أياماً صعبة عاشها كل المصريين والعرب.. لم يكن أحد يصدق أننا سنتغير، ونحقق النصر.. حتي نحن لم نكن نصدق حدوث ذلك.. كانت الدنيا مظلمة بقوة'. ومضي وزير الدفاع يقول 'تلك الأيام التي نعيشها تذكرني بالأيام التي تحدثت عنها.. لكن دائماً ربنا بيكرمنا، والمشكلة إنهم عاوزين يتخلصوا من الجيش.. أنتم الهدف.. لأنه لم يعد غير الجيش هو الموجود'.. وأردف السيسي قائلاً وسط حالة من الحماس والتصفيق الشديد من الحضور 'أبداً، والله ما حد هيقدر.. لأن الجيش المصري، جيش وطني وشريف.. وأنا أكررها.. لأننا شرفاء ربنا هيحمينا.. النصر للشريف، للمخلص، للصادق، للأمين.. لا أحد ينتصر، وراية الحق لا ترفع إلا لأفاضل الناس.. لا للمكذبين، والمزيفين والخائنين'. ومضي الفريق أول السيسي يقول 'مش هننتصر علشان إحنا جامدين.. لكن علشان القيم والمبادئ التي يعتنقها الجيش المصري، هي قيم شريفة ووطنية ومخلصة.. فنحن لم نقل كلمة، وكذبنا فيها علي الشعب.. لأنه كلما كنت صادقاً ومخلصاً وأميناً وشريفاً لا يمكن أن تهزم'. ووجه وزير الدفاع حديثه إلي الحاضرين وإلي فريق الأوبريت من الفنانين والمطربين بالقول: 'فكرتونا بأيام جميلة.. أيام النصر لمصر.. عبد الناصر بعد 1967 قال- ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة- ولما قال ذلك محضرش الاسترداد بالقوة، لأنه رحل عن دنيانا سنة 1970.. وأنا أقول إن مصر أم الدنيا، وهتبقي قد الدنيا.. أنا قد لا أرها حين تصبح كده.. ولكن طالما مصر شافتها أكون أنا شفتها'. وهنا تصاعد الهتاف من جنبات المسرح 'ربنا يخليك لمصر'. فيرد السيسي قائلاً: 'ربنا يخليكم أنتم لمصر.. مصر بيكم'. هتاف من قاعة المسرح.. 'أنت اللي أنقذت مصر'. يرد الفريق أول: 'ربنا هو اللي أنقذ مصر.. أصل أنا بحب ربنا، بحبه بجد.. أعمل إيه طيب؟'. هتاف من القاعة: 'ربنا بيحبك'. يرد السيسي: 'أتمني من ربنا يحبني'. واصل الفريق أول عبد الفتاح السيسي حديثه للحضور قائلاً: 'لما بقول مصر أم الدنيا، لأني دايما براعي ظروف الغلبان.. وبقول يارب لو يرد السيسي: 'ربنا ما يتحطش حد جنب اسمه.. هو ربنا وبس'. ويضيف 'لما أقول- قد الدنيا' ربنا كفاية هو يدينا. ووجه الفريق أول كلمته للشباب قال: 'أنتم الأمل، أنتم أكثر من ستين بالمائة من الشعب.. لما بتتحركوا، بتحركوا مصر.. كنت بكلم خالد الطوخي، وأقول له.. من فضلك.. في 1967 كان العدو برة.. حالياً العدو جوانا، بقينا بناكول في نفسينا وده فكر لا يجابهه إلا فكر الشباب، وإبداع الشباب.. أنتم قوة كبيرة جداً، وقادرة جدا، وأنا بأمنِّكم علي مصر، وأنا جنبكم ومعكم.. عاوزين نتعلم إزاي نختلف.. بس نختلف إزاي.. عاوزين منكم حاجة.. أوعوا تخلوا الجامعة تفك منينا.. مش بس جامعتكم.. كل الجامعات.. فين المبادرات والجهد والسهر والنضال علشان اللي بيحاول يهد.. ميهدش.. لازم يتعمل جهد كبير جداً من شباب الجامعة.. المسألة عاوزه أفكار مبدعة من جامعات مصر'. ورداً علي هتاف بعض الحضور بالإشارة إلي المخربين الذين أرادوا تدمير جامعة الأزهر قال السيسي: 'كلهم أولاد مصر.. في كل الجامعات.. صحيح الكبار يمكن ما فيش فيهم أمل.. لكن الشباب مش هنسيبهم.. بس ده مش بالكلام'. وهنا تعالي هتاف إحدي السيدات من داخل قاعة مسرح الجلاء: 'اترشح يا سيسي؟'. فيرد بالقول: 'المشكلة ماكنتش أبداً في رئيس'. مقاطعات من القاعة: 'اترشح يا سيسي'. يرد الفريق أول: 'المشكلة أن أحداً لن يشخص هموم مصر للمصريين، المشاكل الموجودة في مصر أكبر من مصر.. المشكلة أكبر من مصر، لكن مش أكبر من المصريين.. بشرط أن المصريين يعرفوا الحكاية.. الحكاية عاوزه جهد وعرق'. ومضي السيسي يقول: 'لم أكن أتخيل أن أحداً يكذب بهذا الشكل، كما رأيت في الشهور الأربعة الماضية'. هتاف من القاعة: 'عاوزينك تترشح للرئاسة'. يرد: 'المشكلة ليست في رئيس وحكومة: المشكلة أن التحدي الموجود ضخم جداً جداً.. لازم أول حاجة تعرفوها إن حجم التحدي الموجود داخل مصر كبير.. بعدها يصبح كل شيء سهلاً.. التحديات ضدنا بدأت منذ 1967، والنصر لم يكتمل بعد.. ليس النصر لعودة الأرض.. الذي ضربنا كان يقصد أنه يخلينا في الحالة اللي إحنا فيها حالياً.. مشاكل لا حصر لها'. وهنا أخرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي من ذاكرته العديد من الأرقام، والاعتمادات المطلوبة، والمخاطر المحدقة والتي تشكل التحديات الأساسية التي تجابه مصر في الفترة الراهنة.. وهو حديث أراده خاصا- فاحترمنا ذلك ولن ننشره- ولكنه وبعد أن فرغ من كلامه وحواره قال بلغة لها مغزاها.. 'أوعوا تفتكروا إن الصحبة معايا سهلة'.. مطالباً الحضور بالاصطفاف في الفهم، ومعرفة حجم المشكلة والتحدي الذي يواجه بلدنا.. قائلاً: 'فين الاصطفاف وإحنا بنقول 6 أبريل واشتراكيين ثوريين وتمرد وغيرها.. لأجل ذلك أنا أقول للشباب إن الاصطفاف ضروري.. وأي عدو خارجي مقدور عليه.. المشكلة أن يكون العدو جوانا.. مصر لو وقعت- لو قدر الله- مش هاتكون لحد خالص.. الجيش لو وقع، لن تقوم لمصر قائمة بعد ذلك'. وقبل الختام وجه السيسي حديثه للحضور بظل وروح خفيفة بقوله: 'تيجوا معايا.. دا أنا قصة'. ووسط حالة من التصفيق الحاد في الختام هتف الحاضرون من الفنانين والمطربين والطلاب 'عاوزينك يا سيسي.. تكون رئيسي'.