قال وزير الخارجية بالسلطة الفلسطينية رياض المالكي أن الحكومة 'الاسرائيلية' تقوم بتهويد القدس وتقسيم الأقصي وذلك في استغلال الصمت العربي والاسلامي والدولي التام، متجاوزين بيانات الشجب والاستنكار لمواصلة عمليات التهويد وتقسيم المسجد الأقصي زمانيا ومكانيا، والاستهتار بالمواقف العربية والدولية درجة الاهانة. وأشار المالكي خلال مداخلة له امام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية الأحد، ان نائب الوزير في ديوان رئيس الوزراء 'الاسرائيلي' أوفير أكدنيس كشف الاربعاء المنصرم الموافق 30-10-2013 عن لائحة رقمية تضم مواقع في الضفة الغربيةوالقدس، حيث سيتم بناء اكثر من 5000 وحدة استيطانية جديدة فيها، بناء علي اوامر من نتنياهو، وذلك تزامنا مع قضية الافراج عن الدفعة الثانية من أسري ما قبل أوسلو، واليوم تم الاعلان عن بناء 1859 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدس. وأضاف ان نتن ياهو اتفق مع وزير داخليته جدعون ساعر للإسراع في بناء اربع مشاريع استيطانية كبري في القدسالشرقية بما فيها العمل الفوري علي بناء مركز تهويدي ضخم جنوب المسجد الأقصي في مدخل بلدة سلوان باسم 'مركز قيدم' واقامة حديقة وطنية تلمودية علي سفوح جبل المشارف شمال المسجد الأقصي والبلدة القديمة في القدسالمحتلة. وأكد المالكي، ان نتن ياهو اوعز بالعمل فورا لإقامة الهيكل التلمودي علي حساب الأراضي الفلسطينية التي لا تبعد سوي امتار عن جنوب الأقصي لينضم الي مشروع التهويد والاستيطان لبلدة سلوان، والبؤرة الاستيطانية المسماة ' مركز الزوار' أو ' مدينة داود' حيث الحفريات والانفاق التي تتصل بحيط وأسفل المسجد الأقصي. وقال ان نتن ياهو قام بكل عجرفة بمحاولة مضللة وكاذبة وربط عمليات التهويد والاستيطان هذه بالإفراج عن الأسري الفلسطينيين واصفا اياها بالتعويض عن الأسري. وأضاف انه فور انتخاب 'نير بركات' رئيسا لبلدية الاحتلال في القدس فانه يقود حملة مسعورة لهدم بيوت المقدسيين بالجملة كما حدث في هدم بناية عائلة الشوبكي وبيت عائلة قرش وغيرهما، لتغيير معالم المدينة المقدسة والسيطرة علي الأراضي بما فيها أراضي الاوقاف، والممتلكات، الأمر الذي سيؤدي الي تهجير الاف المواطنين الفلسطينيين المقدسيين الي خارج القدس. وأكد المالكي ان نشطاء من حزب الليكود يطلقون علي أنفسهم 'منهيجوت يهوديت' ' قيادة يهودية' بإعداد مقترح تحت اسم مشروع قانون منظم للمحافظة علي المسجد الاقصي بتسميته التهويدية 'جبل الهيكل' كمكان مقدس وسلموه الي وزير الاديان 'الاسرائيلي'. وقال ان المشروع الذي تم توزيعه علي كافة الاعضاء في الاجتماع يهدف الي نزع السيادة الاسلامية عن المسجد الأقصي ونزع كامل صلاحيات دائرة الاوقاف الاسلامية في كامل مساحة المسجد الأقصي وتبديلها بمفوض خاص من قبل سلطات الاحتلال، ويصبح المسجد الأقصي بموجبها تابعا لوزارة الاديان 'الاسرائيلية' من المواقع اليهودية المقدسة وتحت صلاحية هذه الوزارة وضمن حدود وقوانين الاماكن اليهودية المقدسة، حيث يتم تقنين تقسيم المسجد الأقصي زمانيا ومكانيا واعتماد صلوات يهودية جماعية وفردية في المسجد الأقصي، ويقوم المقترح علي تقاسم المسجد الأقصي بين المسلمين واليهود ويحدد مساحات لكل منهما وهو في الاساس يعتبر كامل مساحة المسجد مقدسا يهوديا ومعبدا ويسميه 'جبل الهيكل' أو 'جبل المعبد' ولكنه يقول بسب الظرف الأني الحالي يقبل بأن يتقاسم المسجد الأقصي علي ان يعمل في النهاية علي جعل المسجد هيكلا ومعبدا ثالثا خالصا لليهود. وأضاف ان الوثيقة تقول ان المقترح بأن الجامع القبلي المسقوف، هو فقط المسجد الأقصي وفيه فقط تؤدي صلوات المسلمين ويحدد بأن كامل مساحة صحن مسجد قبة الصخرة والجهة الشرقية منه هو مقدس يهودي خالص، ويتخذون مساحة تشكل نحو خمس مساحة المسجد الأقصي كمساحة للصلوات اليهودية فيها بل ويعتبر كل مساحة المسجد الأقصي مساحة للصلوات اليهودية الصامتة اي بدون رفع الصوت وحمل الكتابة او الادوات المقدسة. وأشار ان المقترح يشير الي امكانية زيادة الاوقات والمساحات التي يمكن بها تأدية الصلوات اليهودية ويجعل امكانية اقتحام ودخول الأقصي من قبل اليهود من جميع الابواب وفي جميع الاوقات واردا، ويجعل للمفوض من سلطات الاحتلال صلاحيات تحديد ومساحات من المسجد لدخول اليهود فقط. ويتضمن المقترح ايضا جملة من المحظورات والممنوعات منها منع اعمال الترميم والصيانة للمسجد حيث اعتمد كلمة منع 'المبيت بدلا من الاعتكاف'. وأعرب المالكي عن امله ان تكون هناك وقفة جدية رسمية وشعبية من الدول العربية لإنقاذ المسجد الأقصي من مخاطر التهويد التي تهدده بشكل يومي، وقفة يشعر بها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية بشكل عام والمرابطون في القدس بشكل خاص.