هناك الكثير من الأشياء التي نمارسها في حياتنا بحكم العادة والطبيعة, كالدراسة والعمل والزواج وتربية الابناء, ندخل في دوائر من العلاقات الانسانية المتنوعة كالصداقة والحب والعلاقات الأسرية وعلاقات العمل والمصالح, ونأخذ ادوارا تتقاطع حينا وتتشابك أحيانا. ونمرفي حياتنا بأوقات مرح وبهجة وأوقات حزن وألم, ولحظات قوة وكفاح ولحظات ضعف ومعاناة, و نصادف أوقات فراغ وفكاهة وترفيه وترويح عن النفس ونلقي أوقات انشغال بمتطلبات الحياة التي لا ترحم. نفعل ذلك كله لاننا يجب أن نقوم به, ونعيش الحياة كما لو اننا يجب ان نقضي أيامها, ونكافح ونواصل السعي فيها ونسخر كل أوقاتنا كما لو اننا نمضي في طريق ينبغي ان نسير فيه بلا توقف وفق ما نراه الاهم لنا ونطالب كل البشر من حولنا ان يتكيفوا مع اسلوب حياتنا الذي لا نختاره عن قناعة ولا نطوره. وعادة لا نتوقف لحظات لنتأمل مشوارنا أو نتحسس طريقنا ولانسعي لتطويرذواتنا لننجح في التعامل مع دوائر حياتنا الانسانية المختلفة, ولا نشغل أنفسنا بدراسة أفضل الطرق التي يمكننا بها ممارسة انشطة الحياة علي نحوأفضل في اطار ظروفنا المتاحة, وطبيعة حياتنا, حتي لا يجور أحد جوانبها, علي البعض الآخر, ولا يكون تركيزنا علي وجه واحد من الحياة ننغمس فيه بكل طاقتنا ونوجه له كل انفعالاتنا واهتمامنا دون أوجه الحياة الأخري. اننا بحاجة ان نتعلم كيف نستمتع بممارسة أدوارنا في الحياة علي نحو يمنحنا الطمأنينة والراحة النفسية. نحتاج الي الجدية في التعامل مع كل حياتنا واختياراتنا حتي في المرح واللعب وأوقات الفراغ, بل وفي الحب والصداقة والعلاقات الأسرية, حتي لانفقد الاستمتاع بالكثير من السعادة في حياتنا وعلاقاتنا الانسانية. والجدية لاتعني الصرامة بل تعني الفهم الحقيقي والادراك الموضوعي لأهمية كل وجه من وجوه الحياة . نحتاج ان نحافظ علي نجاحنا الشخصي وطموحاتنا دون أن نسبب الالم النفسي والحرمان العاطفي من غير قصد لأشخاص مهمون في حياتنا بسبب عدم وعينا بالاسلوب المناسب للتعامل معهم, فنخسر حبهم ومودتهم واهتمامهم بنا. -هناك الكثير من العلوم البشريةوأساليب تطوير الذات التي تعلمنا كيف نحدد أولوياتنا ونخطط حياتنا ونرتب منظومة القيم الخاصة بحياتنا ونفهم كيف نتعامل مع الآخر بحيث نحقق التوازن بين النجاح العملي والطموح والمادي في الحياة وبين احتياجاتنا الروحانية وعلاقاتنا الانسانية, فنحن بحاجة ماسة لتعلم فن الاستمتاع بالحياة بجميع وجوهها, لكيلا نخسر من نحبهم في زحام الحياة وصراع الطموحات والاخفاقات ولا نخسر طمأنينة بالنا واستمتاعنا ببهجة الحياة ونعم الله علينا فيها, ولانسرف كذلك في الاستمتاع باللهو وأوقات الفراغ, فننسي أدوارنا الحقيقية والأساسية في الحياة, ومن انتفع بمنهج القرآن وسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم, واستفاد بالعلوم الايجابية فقد وضع قدمه علي بداية طريق السعادة التي تقدم له خلاصة خبرات وتجارب الآخرين. فلنأخذ أمور حياتنا بجدية ولا ندعها تمر مرور الكرام دون أن نفهم ونستفيد من تعثراتنا, فلا يكفي أن نعيش لكن ان نعرف كذلك كيف نعيش كل لحظات حياتنا فذلك سيوفر علينا وعلي غيرنا الكثير من الفشل والألم والاحباط. لا يكفي أن نستمتع بالحياة بل كذلك أن نعرف كيف نحب وكيف نحافظ علي من نحبهم, لا يكفي أن نربي الأبناء لكن أن نعرف كيف نربيهم, لا يكفي أن نتزوج بل أن نعرف كيف سنبني بيتا ونكون أسرة وكيف نحافظ علي علاقة زوجية وأبناء, ففن الحياة هو أوسع الفنون التي لا يلقي لها بالا الكثير من الناس برغم اننا احوج ما نكون اليه لنستعيد معني وقيمة الحياة.