شعرت الخميس الماضي بأسمي آيات الفخر.. فقد منحتني الأقدار صحبة ثلة من أنبل، وأشجع رجالات الوطن. أبطال، وقادة مخلصون لوطنهم، من عشاق تراب هذا الوطن، شاركونا الحفل الذي أقمناه بنقابة الصحفيين، احتفاء بالذكري الأربعين لانتصار أكتوبر المجيد. احتلوا مقاعدهم في الصفوف الأولي، وتراصوا، كعناقيد من لؤلؤ، أضاءت بوهجها القاعة الكبري، ترسم وجوههم، والثقة التي تشع من عيونهم، ملامح النصر الكبير الذي كانوا صانعيه، مع مئات الآلاف من أبناء جيش مصر العظيم. ابتسامة النصر، كانت لا تزال تنطق بها شفاهم، بعد أربعين عامًا، تفصلهم عن يوم العبور العظيم، يوم أضاءوا الدنيا، بتضحياتهم، حين حملوا أرواحهم علي أكفهم، ملبين نداء الوطن، مرددين نداء 'الله أكبر' ليستردوا ببطولتهم النادرة، أرض سيناء الغالية إلي أحضان الوطن. أمثال هؤلاء الأبطال، هم 'درة' و'تاج' مصر، وعقدها الفريد، وصوتها الأصيل، فعبر تضحياتهم الجسام، حصد الوطن، وكل أبنائه، آيات الفخر، والكبرياء، واستردوا كرامتهم بعد سنوات من احتلال الأرض، بأيدي المحتل الصهيوني البغيض. كانت كلمات بعضهم في الاحتفالية، 'أنشودة حب' في عشق الوطن، وكان انضباطهم، والتزامهم، وتقديسهم لقادتهم، هو التعبير الحقيقي عن العسكرية المصرية 'أعظم جيوش الأرض'.. وحين صعد اللواء فؤاد زكي صالح قائد اللواء الثامن مشاة، التابع للفرقة السابعة التي كان يقودها المشير الراحل أحمد بدوي خلال حرب التحرير، أنصت ضباطه الذين عملوا تحت قيادته، وكأنهم لا يزالون في الخدمة، احترامًا، وتقديرًا، وتبجيلاً. لقد صهر 'حب الوطن' بين أبناء تلك المؤسسة الوطنية النبيلة، فكم سمعت من روايات مثيرة من الأخ والصديق العميد 'جابر الديب' حول هذه العلاقات الوطيدة، والتي لم تنقطع يومًا، رغم مرور أربعة عقود منذ انتهاء حرب السادس من أكتوبر 1973. كان تجمعًا يبعث علي الشعور بالفخر، هذا الذي احتشد الخميس الماضي في 'احتفالية النصر'، جاء الكثير من هؤلاء الأبطال واعتذر القليل منهم، لظروف طارئة، وأسباب مفاجئة، والذين، اعتبرناهم حاضرين بيننا.. تذكرهم الكلمات بكل تقديس وإجلال، وتتردد بطولاتهم، علي وتر الوطنية المصرية 'أسماء، لأبطال، سوف تحفظها ذاكرة التاريخ الوطنية، فقد جسدت ببطولتها روح التضحية والفداء، لأمة، كان جيشها، وعلي مدار التاريخ هو مكمن قوتها. لن ينسي التاريخ أبدًا، تلك الكوكبة المضيئة من أبناء القوات المسلحة 'اللواء أركان حرب عبد الرحمن الشعبيني قائد علميات الفلوجة في حرب عام 1948، ومسئول تسليح مصر طيلة 14 عامًا خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واللواء أركان حرب فؤاد زكي صالح قائد اللواء الثامن مشاة، واللواء أركان حرب محمد عكاشة، واللواء أركان حرب طلعت مسلم، واللواء أركان حرب مصطفي كامل واللواء أركان حرب عبد الرحمن البدري قائد كتيبة 24 مشاة، واللواء أركان حرب أحمد رجائي عطية مؤسس قوات الصاعقة، واللواء أركان حرب هشام عطية رئيس عمليات كتيبة 24 مشاة، واللواء أركان حرب محمد فخري يوسف قائد 2 كتيبة اللواء، واللواء أركان حرب سعيد عوني أركان حرب عمليات اللواء الثامن مشاة، واللواء أركان حرب رشاد صارو إدارة الشرطة العسكرية، واللواء أركان حرب سمير زكي إدارة الشرطة العسكرية، واللواء أركان حرب عادل بكري قائد السرية الثالثة كتيبة 22 مشاة، والذي كان مسئولاً عن إعداد وتأمين نقطة كبريت، واللواء أركان حرب حسام البديوي قائد سرية كتيبة 26 مشاة، واللواء أركان حرب سيد البرعي قائد كتيبة 26 مشاة، واللواء جلال عبد الكافي رئيس شئون إدارية كتيبة 25 مشاة، واللواء عبد الحميد زكي قائد كتيبة 26 مشاة ومسئول تجهيز قوارب إعداد كبريت، واللواء صلاح عبده قائد سرية ومصاب عمليات، واللواء عادل مصطفي ضابط أمن اللواء الثامن ومسئول تسليم الأسري، واللواء محمد عبد السلام ضابط بالسرية 28 استطلاع اللواء الثامن، والعميد سيد عبد الوهاب قائد فصيلة بالسرية الثالثة كتيبة 25، ورائد مدبولي بيومي زهير المسئول بالإدارة بالسرية الثالثة كتيبة 25 مشاة، ونقيب احتياطي محمد البهلوان، والرائد سمير نوح مجموعة 39 قتال، والرائد عبده عرفة مجموعة 39 قتال، والنقيب طه منصور مجموعة 39 قتال، واللواء طيار سمير عزيز، قوات جوية، واللواء لطفي رمضان، واللواء محمد أحمد الهادي هاشم بطل من أبطال الدفاع الجوي، أسقط هو وفريقه 6 طائرات صهيونية، ولواء طيار محمد فكري الجندي شيخ المتقاعدين، واللواء صبري الشاذلي بطل من أبطال سلاح الإشارة، والعميد جابر الديب أحد أبطال الحرب، والذي يشكل وعلي مدي سنوات حلقة الوصل الفاعلة بين مقاتلي اللواء الثامن مشاة. 'إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدي'، وهم نبراس للأجيال المصرية، ونموذج علي الفداء، هم 'رجال من ذهب' أعادوا لنا الكبرياء، فاستحقوا منا كل تقديس وإجلال.