إذا كنا كمصريين نقدر حقيقة نصر أكتوبر المجيد وتعتبر ذكراه العطرة التي تهل علينا هذه الأيام يوم عيد في تاريخ أمتنا، فإنه ولشرف وعظمة هذا اليوم لا يحتفل به المصريين في الداخل فقط، بل يحتفل به أيضا في الكثير من عواصم العالم لما له من تقدير وإعزاز في نظر الجاليات المصرية والعربية المهاجرة وأيضا في نظر الكثير من القادة العسكريين والسياسيين وشعوب العالم، فبمقر مبني اليونسكو بباريس احتفال مكتب الدفاع الحربي بباريس وبلجيكا بالذكري الأربعين لنصر أكتوبر، وجاء الاحتفال هذا العام بنكهة خاصة لأنه يأتي بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي أذهلت العالم وأكدت وجود الشعب المصري من خلال أحداثه ومناسباته التي شغلت العالم، ولهذ ا جاء الحفل غير مسبوق بعد أن شهد حضورا مكثفا من كافة ممثلي مكاتب الدفاع لسفارات الدول العربية والأجنبية بباريس إلي جانب تمثيل رفيع المستوي من وزارة الدفاع الفرنسية وكثير من الدبلوماسيين الأجانب مع حضور جميع أعضاء السلك الدبلوماسي للسفارة المصرية وعلي رأسهم سيادة السفير / محمد مصطفي كمال، والمستشارة الثقافية الدكتورة / أمل الصبان، والملحق الثقافي الدكتور / شريف خاصر، والاستاذه / مني إسماعيل، وسيادة قنصل مصر بباريس السيدة / ندي دراز، والقنصل / أحمد سمير، والدكتور / محمود إسماعيل مدير المركز الثقافي المصري بباريس وجميع رؤساء المكاتب الفنية والإعلامية وأعضاء مكتب مصر للطيران، وحضور الشيخ عبد الحميد عامر ممثل الجالية الإسلامية وإمام مسجد باريس في صحبه الدكتور / جرجس لوقا رئيس الكنيسة القبطية بباريس، وعدد من السلك الدبلوماسي للسفارة المصرية ببلجيكا، كما شارك في الحضور العديد من رموز الجالية المصرية بباريس ومنهم الأستاذ / رشدي الشافعي مندوب جريدة الجمهورية الأسبق بباريس ورئيس المنظمة المصرية الأوربية للتضامن، والحاج / صلاح عطا رئيس جمعية المرضي المصرين بفرنسا، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين ومنهم الأستاذ / سيد أبوزيد، كما حرص علي الحضور كل من الدكتورة / إيناس عبد الدايم مديرة دار الأوبرا المصرية والسفير الأسبق بفرنسا السيد / أحمد ماهر، والأمير / طوسون نجل الملك سعيد ملك مصر السابق وعديد من الكتاب المصرين والعرب، وجاء علي رأس ضيوف الحفل السادة أعضاء المكتب الحرب بكل ممثليه وعلي رأسهم سيادة العميد / محمد رأفت الدش وسيده حرمه، إلي الكثير من الرتب العسكرية ومنهم المقدم / سيف أباظة والسيدة حرمه وكبار القادة بالمكتب الحربي. بدأ الحفل بكلمة نوهت فيها مقدمة الحفل عن دور الجيش المصري العظيم وتلاحمه الدائم مع الشعب المصري ففي حرب أكتوبر كان الجيش في المقدمة والشعب في ظهره وفي ثورة يناير وثورة الثلاثين من يونيو كان الشعب في المقدمة والجيش في ظهره حمين ومناصرا لإرادته، كما وجهت الشكر إلي رجال الشرطة المصرية لما قدمته من جهد وتضحية من أجل أمن وكرامة الوطن، ثم وجهت الشكر لكل الذين ساهموا في إنجاح هذا الحفل لإخراجه بصورة مشرفة وعلي رأسهم العميد / محمد رأفت الدش ملحق الدفاع الحربي وكل قاداته ثم جاءت الكلمة الحسم لرئيس مكتب الدفاع الحربي العميد / محمد رأفت الدش الذي رحب في كلمة بكل الحاضرين ونقل إليهم السيد وزير الدفاع الفريق أول / عبد الفتاح السيسي وكذلك الفريق / صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وجميع قادة وضباط القوات المسلحة المصرية، وفي لفتة إنسانية طلب سيادته من الحاضرين دقيقة حداد علي أرواح الشهداء، بعدها نوه في كلمته القوية عن أهمية هذا الحفل الذي يعتبر عيد لكل المصريين والعرب في الداخل والخارج لما له من فضل علي إعلاء الهامة والكرامة المصرية فأذهل العالم وبدل أوهام إسرائيل وحرر كل شبر من أرض مصر الغالية بعدها فتح بيده القوية آفاق السلام فأنتج أنشودة مصرية جمعت بين الحرب والسلام، كما نوه سيادته بأن علاقة الجيش المصري لشعبه علاقة تاريخية لا تزاد مع الزمن إلاثباتا وقوة بدليل الدور المشرف الحيادي للجيش المصري بعد ثورة يناير عندما عمل علي الحفاظ علي مكتسباتها وسعي إلي تحقيق وحفظ الآمن المصري وتحقيق أهداف الثورة، وأثبت الجيش و إلي الآن انه من الشعب والي الشعب ومن هنا جاءت كلمة الجيش والشعب أيد واحدة، و لهذا وجه التحية إلي جيش مصر العظيم هذا الجيش الذي وحد منذ قدم التاريخ علي يد البطل مينا موحد القطرين بمصر ظل بعدها الجيش المصري يحافظ علي امن الوطن ويدفع عنها المعتدين من الهكسوس مرورا بالمغول والتتار والصليبيين والغزاة الأوربيين وحرب أكتوبر و إلي الآن، كما أن الجيش المصري منذ عرابي ووصولا إلي عبد الناصر سعي إلي مساندة أشقائه من العرب والأفارقة حتي نالوا الاستقلال وظل دائما يدافع عن القضية الفلسطينية ومازال يحافظ علي إرجاع كل الأراضي العربية كاملة وغير منقوصة، ثم استطرد فقال إن الجيش المصري سيظل أيقونة مصر لأنه مصدر شموخها وعزتها ولن يخذلها أبدا وسيظل بانتصاراته محل إعجاب وتقدير العالم، عاش جيشنا العظيم، بهذه الكلمة ختم سيادته كلمته التي مست ولاقت إعجاب الحاضرين، بعدها تم عرض فيلم تسجيلي للأستاذ يوسف معاطي عن انتصارات القوات المسلحة ومنوها عن ثورة الثلاثين من يونيو أعقبه تسليم جوائز تقديرية لبعض من مصابي القوات المسلحة والشرطة ولأول مرة، أعقبها أيضا كلمه لسيادة سفير مصر السابق بفرنسا السيد / علي ماهر الذي نوه فيها عن دور الثقافة ودور مكتبة الإسكندرية ومشاركتها في إنجاح فعاليات حفل 6 أكتوبر باليونسكو والتي تسعي من خلال كتبها وصورها الأرشيفية والدوريات والمعارض والفنون التشكيلية ما يبرز القيمة العظيمة لحرب أكتوبر لتكون محل فخر وعزة في ذاكرة الأجيال. بعد تلك الكلمة بدأت فرقة الموسيقي العربية بدار الأوبرا المصرية بقيادة المايسترو أحمد عامر وكلأ من النجمة مي فاروق والمطرب الكبير أحمد العطافي بأحياء الحفل وإعطائه روعة وجمال في قلوب الحاضر ين بعد أن أطربوا الحاضرين بأجمل الألحان والأغاني التراثية الجميلة علي أحسن وجه وبأداء متميز أذهل الحاضرين فبدأ العطافي بأغنية أهو دا اللي كان وبان عليا، وأغنية تعب الهوا قلبي والحلو مش داري، ثم تناوبت معه الغناء المطربة مي فاروق بأغنية أحل فإن ذا يوم لمن يفتدي مصر، ثم أغنية يا حبيبتي يا مصر، ثم عدا الفنان العطافي ليغني أغنية قلبي ومفتاحه، ثم مجموعة عبد الحليم منها النجمة قالت للقمر، لفي البلاد يا حبيبه، ابنك بيقولك يا بطل هات الانتصار بعدها عزفت الفرقة الموسيقية موسيقي أغنية فاتت جنبنا ثم غني العطافي أغنية الأرض بتتكلم عربي، ثم موسيقي تسلم الأيادي وغيرها إلي أن اختتمت مي فاروق الحفل بأغنية مصر التي في خاطري وفي دمي. وقد لاقت الفرقة استحسانا غير مسبوق من قبل جميع الحاضرين وحمل أعضاء السلك الدبلوماسي المصري وعلي رأسهم سفير مصر بباريس والسيد العميد / محمد رأفت الدش رئيس المكتب الحربي بباريس الأعلام التي كانت ترفرف في أيديهم بشذا تلك الألحان الأصيلة فجاء الحفل مميزا هذا العام بما لم يشهده اليونسكو لهذا الاحتفال من قبل حتي انتهت الاحتفالية الجميلة بعزف السلام الوطني السلام الوطني مع فرحه عارمة علي وجوه كل الحاضرين الذين أصروا علي مواصلة حضورهم بالحفل وحتي اللحظات الأخيرة.