وزير التموين: لا زيادة في دعم السلع التموينية العام المالي الجديد.. التضخم لم يرحم أحدًا    حزب الله اللبناني يكشف عن عملياته ضد الجيش الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية    أتمني انضمام زيزو للأهلي وحزنت لرحيل عبدالله السعيد.. أبرز تصريحات عمرو السولية مع إبراهيم فايق    مدحت شلبي يكشف 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    وفاة طفل غرقاً في حمام سباحة مدرسة خاصة بكفر الزيات    "الحوثيون" يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وحاملة طائرات    إنجاز صيني في الفضاء، هبوط مسبار على الجانب البعيد للقمر بعد شهر على إطلاقه (فيديو)    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    أستاذ اقتصاد: «فيه بوابين دخلهم 30 ألف جنيه» ويجب تحويل الدعم من عيني لنقدي (فيديو)    تعرف عليها.. وزارة العمل تعلن عن وظائف متاحة في الإمارات    وسام أبو علي يتحدث عن.. عرض أوتريخت.. التعلم من موديست.. وغضب كولر    عمرو أديب يعلق صورة محمد صلاح مع حسام حسن (فيديو)    عمرو أدهم يكشف آخر تطورات قضايا "بوطيب وساسي وباتشيكو".. وموقف الزمالك من إيقاف القيد    بشرى سارة للمواطنين.. زيادة الدعم المقدم للمواطن على بطاقة التموين    برقم الجلوس.. الحصول على نتيجة الصف الثالث الإعدادي بمحافظة الدقهلية 2024    متغيبة من 3 أيام...العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة في قنا    الصحة تكشف حقيقة رفع الدعم عن المستشفيات الحكومية    حميميم: القوات الجوية الروسية تقصف قاعدتين للمسلحين في سوريا    عيار 21 بالمصنعية بكام الآن؟.. أسعار الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 بالصاغة بعد الانخفاض الجديد    أمير الكويت يصدر أمرا بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح وليا للعهد    تطورات جديدة بشأن أزمة فك قيد نادي الزمالك    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    عمرو السولية يكشف طلب علي معلول في لقاء الجونة وما ينتظره من الأهلي    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    القسام تكشف تفاصيل جديدة عن "كمين جباليا" وتنشر صورة لجثة جندي دعت الاحتلال للكشف عن هويته    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسبوع تكشف اسرار صناعة الفول القاتل
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 22 - 09 - 2013

أكلة المصريين الشعبيه تصنع في مخازن الفئران والحشرات والعناكب
التجاريستخدمون مواد قاتلة لتلوينه 'الأسبوع' اكتشفت بعد رحلة استمرت أكثرمن 4 أشهر طافت خلالها 4 محافظات، واقتحمت 12 مخزنا للفول، كيف يبتلع المصريون يوميا الجراثيم والميكروبات التي تدمر صحتهم في طبق الفول الشهي الذي يتصارعون عليه مع كل صباح.
وكانت البداية مع 'محروس' حارس العقار الذي أسكن بهو يتناول الفول ثلاث مرات في اليوم عندما شعربالم حاد يعتصر معدته اخبره الطبيب بأن الباعة يضيفون للفول مواد مضرة، وأنه أشرف علي حالات كثيرة مشابهة، عندها قررنا معرفة سر الخلطة التي حذرمنهاالطبيب
في الساعة التاسعة صباحا، الناس تحيط بالعربة من كل اتجاه.. الجميع يتناول في نهم شديد طبق الفول بملحقاته.. أحدهم أخذ الطبق والخبز وجلس علي الرصيف يتناول إفطاره بعيدا عن الزحام الشديد حول العربة.. لون الفول الأصفر المائل للاحمرار حاصرني في ضرورة الوصول إلي غرفة عمليات تجهيز الفول أو 'المخزن'، كما يسميه التجار، لأكتشف سر هذه المواد التي تضاف إلي الأكلة الشعبية وتهدد صحة المصريين
بعد أذان الظهر مباشرة قلت الأعداد، حتي بدأ البائع في جمع أدواته استعدادا للرحيل.. اقتفيت أثره حتي وصلنا إلي منطقة عشوائية بالمعادي تسمي طرة البلد.. دخل أحد المنازل بعربته الصغيرة.. دقائق وخرج متجها ناحية محل العطارة المجاور.. استوقفته وبدأت في تعريف نفسي منتحلا شخصية 'مصور فوتوغرافي' أقوم بتجهيز معرض صور عن المهن اليدوية البسيطة، وطلبت منه أن أبقي معه يوما كاملا من بداية العمل لنهايته حتي أقوم بتصوير مراحل تجهيز الفول وتسويته إلي أن يصل إلي أيدي المستهلك، وذلك مقابل الأجر
الذي يحدده.. وافق بترحيب شديد وابتسم قائلا:؟ 'هتدفع كام حضرتك..
ما بين شد وجذب اتفقنا علي 100 جنيه نظير البقاء معه يوما كاملا، وكان هذا أول تاجر يوافق علي عرضي هذا حيث أنني أخذت معظم محطات خط مترو المرج حلوان بحثا عن التاجر الذي يوافق علي عرضي هذا لأكثر من 12 تاجر وكان هذا بمثابة أنجاز لي...
اتفقت معه أن أعود غدا بصحبة كاميرتي في تمام الواحدة ظهرا، حيث يبدأ كل شيء وأعطيته نصف المبلغ 'عربون .
ظهر اليوم التالي وصلت المكان، وهو عبارة عن مخزن صغير داخل بدروم أحد البيوت المتهالكة.. غرفتان مليئتان بالقاذورات وأنقاض الحجارة وخيوط العناكب التي تسكن الجدران الاسمنتية المتسخة.. علي الأرض تختلط الأطباق والزيوت والملاعق وزجاجات الطحينة بالقمامة المنتشرة في كل مكان.. القطط تمر من كل صوب وحدب فوق أدوات الطعام.. الطماطم والبصل ألقاها داخل أقفاص مكشوفة والذباب والحشرات تغطي سطح القفص العاري.. بجانب هذه التلال من القمامة تقف عربة الفول بعد أن أدت مهمتها طوال اليوم العصيب.. في الغرفة المواجهة موقد كبير متصل بثلاث أنابيب غاز صغيرة مع أنها ممنوعة حكوميا، وفوق الموقد تسكن قدر الفول الذي اختلطت رائحته برائحة عفنة محبوسة في المكان منذ وقت طويل، حيث لا توجد نافذة واحدة لتجديد الهواء في الغرفة.. بروز في الجدران يضع عليها أكياس الأرز والعدس والفول المدشوش ومادة صفراء مجهولة الاسم وأخري حمراء اللون.. راودني شعور غريب بأن المواد الملونة تلك لها علاقة بكل ما يحدث.
علي الأرض ألقوا أجولة الفول النيئ الذي تم غربلته وتنظيف 'ملحوظة: بعض التجار لا يقوموا بهذة العملية ويتركوه بترابة حتي عملية الغسيل التي قد تزيل 50% منه فقط'.. وبجانبها صنبور مياه متهالك، وأسفله دلو مليء بالفول المنقوع في المياه.. التقطت عشرات الصور للمكان ولكل الأشياء الموجودة به حتي اطمأنوا لوجودي، وأصبحوا يمارسون عملهم أثناء التقاطي الصور دون تحفظ بعد أن جلسوا ساعة كاملة يسخرون ويضحكون، كلما قمت بتصوير شيء ما.
تابعت مراحل تجهيز الفول جيدا، التي تبدأ بغسل قدر الفول بعد يوم كامل من العمل.. 'ملحوظة: بعض البائعين يغسلونها بالماء والصابون وآخرون يكتفون بالماء فقط'
يقوم العاملون بفتح شكائر الفول، ثم وضعه في دلو مليء بالماء، ويتركونه لدقائق حتي تطفو القاذورات علي السطح 'ملحوظة: هناك من يتركونه خمس دقائق وآخرون يكتفون بدقيقة واحدة وهناك من لا يغسلونه أساسا'.
بعد الغسل يتم وضع الفول في القدر ويضاف إليه ماء نظيف بكميات كبيرة تصل إلي نصف القدر مثلا، ثم يقومون بإشعال الموقد وترك القدر علي النار لتسوية الفول الذي يحتاج في المتوسط ​​ما بين 12 و 14 ساعة.
بعد نحو 5 ساعات تتم إضافة كيس 'بيكنباودر' أو 'بودر' أو 'كربونات'، كما يطلق عليه البائعون.. ليصنع طبقة من الغليان علي سطح الماء الموجود بالقدر لسرعة التسوية، وتتراوح الكمية المضافة بين 32 جراما و 48 جراما، وهي مكونة من بيكربونات الصوديوم واسيد صوديوم بيروفوسفات ومواد نشوية، وتستخدمها ربات البيوت في الطهو.
بعد مرور 6 ساعات تتم إضافة الأرز والعدس والحمص والفول المدشوش.. والكميات تعود لكل تاجر و 'ضميره' كما أكد لنا أحدهم.. المخزن يضيف الأرز بكميات تصل إلي 2 كيلو، ونصف الكيلو 'عدس'، ونصف الكيلو 'فول مدشوش'، للقدر الواحدة، وهذا لا يتفق مع الكميات المناسبة التي هي عبارة عن كيلو 'أرز' وكيلو 'عدس'، ونصف الكيلو 'حمص'، ونصف الكيلو 'فول مدشوش' لكل قدر، وبعض التجار يضيفون أرز فقط.
تتبقي 8 ساعات للانتهاء من تسوية الفول ليكون جاهزا في نحو الثالثة صباحا ويستقر في الأسواق بعد صلاة الفجر مباشرة وحتي صلاة الظهر من اليوم التالي.. وبالطبع يستغل تجار الفول هذه الساعات الثماني المتبقية علي التسوية في الحصول علي قسط من الراحة.. لم أجد سببا لبقائي معهم وهم مقبلون علي النوم.. فاستأذنت علي أن أعود إليهم في تمام الثالثة صباحا لأكمل.
لماذا لم يستخدموا المادتين الصفراء والحمراء طوال عملية التجهيز، رغم أنهم استخدموا المواد الغذائية الموجودة بالمخزن تقريبا؟
سؤال طاردني حتي عدت للمخزن في تمام الثانية والنصف صباحا قاصدا داخل المخزن، كان الجميع يستعد للمرحلة النهائية: إطفاء الموقد، تقليب الفول داخل القدر.. لمحت أحدهم يلتقط أكياس المادة الصفراء والحمراء ويفرغ محتوياتها في القدرين، وكانت الكمية نحو 250 جراما من الأصفر والأحمر مقسمتين علي القدرين.. سألته:؟ ما هذه المواد الملونة.. أجاب دون أن ينظر لي: الأصفر ده كركم.. والأحمر لون صناعي علشان الفول ينطق.
شعور بالريبة إنتابني من هذه المواد الملونة، خصوصا بعد أن رأيت الفول تحول لونه من الأسود إلي الأحمر المائل للاصفرار.. طلبت منه أن أحصل علي ما تبقي في الأكياس من المادتين، فرفض في البداية وقال: ممكن تشتريهم من عند العطار.
بعد إلحاح شديد وافق علي إعطائي بقايا المادتين دون أن يسأل عن السبب، ودفعت باقي المبلغ المتفق عليه، وتركتهم وهم يربطون أعلي القدر بالقماش حتي لا يتسرب الفول أثناء الحركة، وخرجوا في طريقهم إلي السوق مع أذان فجر يوم جديد، حاملين طعام الإفطار لمواطنين، لا يعلم عددهم إلا الله.
كان من الطبيعي أن أفكر في اقتحام مخازن أخري حتي أتأكد من أن هذا ليس مجرد تصرف فردي، وبالفعل استخدمت نفس الحيلة السابقة وغيرها، لأقتحم 11 مخزنا آخر في الجيزة والقاهرة والشرقية والقليوبية، منتحلا شخصيات مختلفة ما بين مصور وباحث وتاجر وصاحب مقهي يريد توفير السحور لزبائنه في شهر رمضان ويسعي للأطمئنان علي صحة تسوية الفول.. بالإضافة إلي إعتمادي علي معارف شخصية لأدخل بعض المخازن في الشرقية والقليوبية، قابلت من لا يعلمون أساسا معني كلمة نظافة.. وقابلت آخرين يبيعون الفول المتبقي من جولة الأمس، وفي المقابل مخازن تجار قليلة تهتم بنظافة السلعة والمكان ولا يضعون أي ألوان مخالفة للصحة ويراعون ضمائرهم فيما يقدمونه للناس، وخصوصا تجار محافظة الشرقية وبالذات عم محمد صاحب عربية فول خشب ويجرها حمار بمركز أبوكبير ويقال عليه بياع فول بيتي أو غراف ليس مثل بياع عربية السندوتشات وهذ كما يطلق عليه تجار هذة المهنة..
زادني قلق أن 80% من هذه المخازن تستخدم نفس المادة المجهولة في تلوين الفول وتسويته، ولم أجد سوي مخزن وحيد في الجيزة وآخرين في القليوبية لا يستخدمان هذه الألوان.. سألت الرافضين لإضافة الألوان: ما سبب عدم استخدامهم لها كباقي المخازن؟
'محمد الفولي'، صاحب مخزن فول بالشرقية مركز أبوكبير، أزاح الغموض عن الأمر بإجابته: نحن نستخدم الفول البلدي وهو لا يحتاج لأي إضافات صناعية.. أما الآخرون فيستخدمون الفول الإنجليزي والصيني الصغير، وهو فول أسود اللون يحتاج إلي مادة ملونة ليتحول لونه للأصفر المحمر حتي يتقبله الناس.. وهذه الألوان نسمع أنها مضرة وبعض التجار يستخدمونها لتحقيق مكسب أكبر، حيث إن سعر كيلو الفول البلدي غال ويصل إلي ضعف سعر الإنجليزي.
في كل مرة كنت أزور مخزنا يستخدم الألوان الصناعية أحاول جاهدتا أن أحصل علي جزء ولو قليل من المادتين الصفراء والحمراء الموجودتين في كل المخازن التي تستخدم الألوان، وتأكدت أن المواد التي تم جمعها من 8 مخازن واحدة ولا خلاف بينهما.. نفس الرائحة ونفس درجة اللون ونفس المذاق.. ولكن للفصل في الأمر بشكل قاطع ذهبت إلي مصدر هذه المواد، وهو محل العطارة.
ألوان محظورة
'دول كلهم ​​واحد يا أستاذ.. ده لون أصفر غروب وده لون أحمر'.. هذه كانت إجابة صاحب محل العطارة الذي أكد لنا أن هذه الألوان تباع لديه ويشتريها دائما بائعو الفول لتلوينه، مؤكدا أيضا أن هذا أمر متعارف عليه ومسموح به، وأن هذه الألوان صحية، ولا يوجد بها أي ضرر.. ويتابع: 'مفتشين التموين بيعدوا علينا ويشوفوها ومحدش بيقولنا حاجة'.. كل محلات العطارة التي ذهبت إليها كانت تعطيني نفس المواد عندما أطلب ألوان الفول.. ويستطيع أي شخص أن يجرب ذلك بنفسه.. وجميعهم أيضا يظن أن هذه الألوان صحية ولا تضر الإنسان.. سألتهم جميعا عن مصدر هذه الالوان؟ بعضهم يؤكد أنها واردة من الخارج، وآخرين يقولون إنها من داخل البلاد دون الإشارة إلي المصدر والبعض يرفض الإجابة.. عطار واحد فقط هو من أجاب عن سؤالي ببساطة مفجرا كارثة جديدة قائلا: 'بتتورد لينا من شركات صبغات الهدوم'.
أنهيت المرحلة الأولي، وفي حوزتي ألوان صناعية مجهولة تضاف إلي طعام الفقراء. قفزت إلي المرحلة الثانية والأهم التي ستحسم طبيعة هذه الألوان.. توجهت إلي المعامل المركزية لوزارة الصحة بشارع الشيخ ريحان ودخلت معمل الألوان بالطابق الأرضي، وطلبت تحليل العينات، رفضوا في بادئ الأمر ثم وافقت الإدارة علي استلام الألوان وتحليلها علي مسئوليتي الشخصية وذلك طبعا بعد الأتصال بأحد الأصدقاء ليوصي علي وأن لايتم ذكر أسم أي شخص ووعدتهم بذلك، وبمقابل رسوم تدفع بعد انتهاء التحليل الذي يستغرق أسبوعين من لحظة التسليم.
بعد مرور 20 يوما توجهت مرة أخري للمعامل لاستلام التقرير ومعرفة نتائج التحليل، وهنا اكتشفت أبعاد الكارثة الكبري التي تواجه المصريين في طعامهم الأشهر والأكثر انتشارا، وجاء في التقرير ما يلي: 'العينة برقم 1 خليط بلون أصفر: تحتوي علي لون طبيعي مصرح باستعماله بمرسوم الألوان والقرار 411 لسنة 97 والرمز الكيميائي له هو ' E100 '.. العينة رقم 2 خليط بلون أحمر: العينة غير صالحة للاستهلاك الآدمي طبقا للقانون 10 لسنة 66 لاستعمال صبغات وألوان غير مصرح باستعمالها بمرسوم الألوان والقرار 411 لسنة 97 والخليط يحتوي علي أربع صبغات مختلفة هي: ' E127' و ' السودان أنا' و ' البرتقالي صبغ' و ' أصفر صبغ'.
القرار 411 لسنة 97 هو قرار وزاري خاص بالألوان المسموح بإضافتها للأغذية، ويحددها القرار عن طريق جدول مرفق به يحتوي علي الرموز المختلفة للمواد الملونة المسموح بها.. وفي حالة تأكد الجهات المسئولة أن لونا ما يسبب أضرارا للمواطنين يتم حذفه علي الفور من جداول القرار المذكور.
دكتور رفض ذكر أسمة بالمعامل المركزية أكد لي أن اللون الأصفر أو ال ' E100'هو لون مصرح به ومعروف شعبيا باسم' الكركم '.. أما اللون الأحمر فهو خليط من صبغات مختلفة بينها صبغة تحمل رمز ' E 127'، وهو لون صناعي يحظر استخدامه إلا بكميات محدودة للغاية وفي أضيق الحدود، لأنه يسبب أمراضا عدة.. أما باقي الألون فمن شدة خطورتها لم تدرج في الجداول من الأساس، وتحديدا ' أنا السودان'، وهو لون غير مصرح باستخدامه في الأطعمة، وتم استبعاده من جداول الألوان المصرح باستخدامها منذ عشرات السنين، ويثير جدلا خارج مصر بسبب أضراره وخطورته الكبيرة علي الإنسان واستخدامه الصحيح كصبغة للملابس بأنواعها المختلفة.
المسئولون في المعمل طلبوا الاحتفاظ بجزء من العينة الخاصة باللون الأحمر لأنهم لم يروا مثلها من قبل.. وعندما طلبوا مني ذلك وافقت وأنا مصاب بالدهشة، لأن هذه المادة تباع في محلات العطارة ويستخدمها بائعو الفول في طول مصر وعرضها، ووزارة الصحة لا تعلم عنها شيئا حتي الآن، رغم أنها تضم ​​جهازا للرقابة علي الأغذية.
وللتعرف علي ماهية هذه الألوان علميا ومكوناتها وأضرارها توجهنا بالتقرير إلي أستاذ دكتور بمعهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة عين شمس ورفض أن نذكر أسمه بالموضوع، والذي علق علي التقرير قائلا: 'هذا أمر خطير للغاية.. فهناك صبغتان تدخلان في خليط اللون الأحمر شديدتا الخطورة وهما: ' E127'، و' أنا السودان'.. وهما لونان صناعيان يضيفهما البعض للمواد الغذائية ليعطيا لونا جذابا وعميقا يجذب المستهلك.. المادة الأولي هي 'الأريثروسين'، أو ' أحمر 3'ويرمز لها في دول الاتحاد الأوروبي برمز' E127'واسمها العلمي '2، 4، 5 7 - رباعي يودو فلورسين'، وهي مركب عضوي' أروماتي 'يتبع صبغات' الزانثين 'ويستخدم في تلوين الحلويات والجيلي والعصائر والشيكولاته والآيس كريم والمربي والكاتشاب والبسكويت، كما تستخدم في أحبار الطباعة، وفي التشخيص مثل الأشعة بالصبغة، وكمادة محفزة للأفلام الفوتوغرافية، وتدخل في صناعة غسول الفم الشهير 'اورالدين' حيث تسبب حساسية وتورما في الجلد '.
تم إجراء أبحاث علي هذه المادة عن طريق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ' منظمة الأغذية والزراعة' ومنظمة الصحة العالمية ' الذي' للأغذية، وأكدت الأبحاث أن الحد المسموح به لاستخدام هذه المادة هو من '0، 0 الي 0، 1 مللي جرام' كحد أقصي للكيلو جرام الواحد من جسم الإنسان في اليوم الواحد.
وبحسبة بسيطة نكشف ما يواجه المصريين من خطر داهم علي حياتهم من خلال طبق فول.. فالتاجر يضيف نحو 50 جراما من المادة إلي قدر الفول الواحدة التي تصنع نحو 50 طبق فول.. أي أن كل طبق يحتوي علي 1 جرام من المادة، أي 1000 مللي جرام.. و إذا افترضنا أن الشخص الذي يتناول هذا الطبق وزنه في المتوسط ​​100 كيلو، هذا يعني أن كل كيلو من جسم الشخص يصل إليه 10 مللي جرام يوميا، أي مائة ضعف الحد الأقصي المسموح به من المنظمات العالمية، 'منظمة الغذاء و الدواء الامريكية FDA'حذرت منها، وذلك لارتباطها بمرض السرطان وخصوصا سرطان الغدة الدرقية، كما تؤثر علي الحمض النووي ' DNA' وتسبب الربو وتؤثر علي الحالة النفسية والعصبية للأطفال.
الكارثة الأخري هي ' أنا السودان'يتحدث عنها د ماهر قائلا: ' ليس المقصود بها دولة السودان التي احتجت علي هذا الاسم وطالبت بتغييره لما لها من أضرار بالغة الخطورة تؤثر علي حياة الإنسان.. والاسم العلمي لهذه المادة هو 'فنيل أزو' أو 'نافثول'، وتوجد في شكل بودرة لونها بين البرتقالي والأحمر، فهي تنتمي لصبغات الانرو التي يمكن تكسيرها تحت ظروف اختزالية وتعطي 'الأمينات الأروماتية' والتي تعتبر مواد مسرطنة.. و استخدام هذه المادة محظور في معظم دول العالم مثل بريطانيا وهونج كونج والولايات المتحدة واستراليا وكندا والصين ودول الاتحاد الأوروبي بأكمله '.
اعتبرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والزراعة للأمم المتحدة هذه الصبغة غير آمنة لتلوين الأغذية منذ عام 1973 وذلك لسميتها الشديدة.
وكالة المعايير الغذائية ببريطانيا ' FSA' أكدت أن المادة ملوثة للأغذية واعتبرت استخدامها في المنتجات الغذائية غير قانوني.
وفي عام 1975 أجرت المنظمة الدولية لأبحاث السرطان ' IARC'، وهي جزء من منظمة الصحة العالمية، أبحاثا توضح تأثير المادة علي الفئران، وكانت النتائج أن هذه الصبغة مسببة للسرطان بشكل عام وخصوصا سرطان الكبد والمثانة، كما أن لها تأثيرا مدمرا علي جينات الإنسان.
تجارة الألوان مثل 'المخدرات'
توجهنا إلي أحد المسئولين الكبار بالإدارة المركزية لشئون البيئة، والتي تضم داخلها إدارة مراقبة الأغذية، وفاجأنا في البداية بمعرفته بالأمر حينما قال: 'تقصد الباعة الذين يلونون الفول بصبغة حمراء'
صرح الدكتور أنه يعلم بما يحدث وأن أجهزته تحاول بقدر الإمكان التصدي للأمر، ولكنه يواجه صعوبات كبيرة يرصدها قائلا: 'البائع المتجول يتحرك باستمرار، وليس له محل إقامة ثابت، مما يصعب مراقبته جيدا، ودور الرقابة علي الأغذية يتلخص في إصدار الشهادات الصحية للباعة الجائلين للتأكد من خلوهم من الأمراض، ثم الحصول علي عينات من سلعته للتأكد من صحتها. والمأزق الذي نتعرض له أن وقت الحصول علي عينة ساقطة من بائع جائل لن تجده في نفس المكان بعدها بساعات فماذا نفعل؟.. وننزل دوما في حملات بالاشتراك مع وزارة التموين لمراقبة الأسواق بأكملها ولا يوجد تقصير في هذا الأمر '.
ودكتور مراقب أول بإدارة الرقابة علي الأغذية سألنا عن مصدر التحاليل التي أجريناها فواجهناه بملخص لتقرير المعامل المركزية لوزارة الصحة واختلف معنا في البداية، فيما يخص تأثير ال I السودان و E127 ووضعها في الجداول حيث أكد لنا أن ال I السودان موجود بالجداول التي تضم الألوان المصرح بها في مصر، ولكن حصلنا علي نسخة من الجداول ولم نجد بها هذه المادة.. مما يؤكد أنها ممنوعة في مصر.
ويرد الدكتور بالإدارة المركزية لشئون البيئة، علي هذا الأمر قائلا: 'دورنا ك' مراقبة أغذية 'أن نحرر محضرا للمخالف ثم نتحرك للتأكد من وجوده مرة ثانية، وإن وجد يتم القبض عليه، وإن لم نجده يتم تحرير محضر جنحة له، وتقوم الجهات المعنية بتتبع خط سيره.. وعقوبته تتراوح من سنة إلي 25 سنة حبس، وغرامة 10 آلاف جنيه، ولدينا مديريات في كل مراكز المحافظات وكل مديرية لديها مكتب الأغذية المسئول عن الرقابة في نطاقه الجغرافي يعمل به مراقب عام وتحته مجموعة من المفتشين وهو مسئول عن كل ما يعرض في الأسواق من أغذية، وكل منشآت الأغذية الموجودة بالنطاق، ويصل عددهم إلي 3000 مفتش علي مستوي الجمهورية '.
ويؤكد أن السيطرة علي أمر كهذا صعب للغاية 'مثل تجارة المخدرات' فرغم أنها ممنوعة إلا أنها موجودة، ولا تختفي ويضيف: ليس من سلطتنا أن نمنع العطارين من بيع هذه الألوان لأن هذه الألوان مصرح باستخدامها في أشياء أخري بخلاف الأغذية، وأخيرا أؤكد أن المديريات عموما تقوم بدورها وتؤدي واجبها.
كيف تعرف الفول الملون من الفول السليم؟
التجار يقبلون علي نوعين من الفول، الأول: هو المستورد الإنجليزي أو الصيني، وهو فول صغير ورفيع في حجمه وأقل جودة من البلدي وثمن الكيلو الواحد 4 -5 جنيهات فقط.. وهو فول أسود اللون يحتاج إلي لون صناعي لتغيير لونه من الأسود للأصفر أو للأحمر.
أما الثاني: فهو الفول البلدي، فهو لا يحتاج لأي ألوان دخيلة وهو فول متوسط ​​الحجم وأكبر من المستورد، وحبيبات الفول متساوية في الحجم، ولونه أحمر قاتم طبيعي يميل للون البني، وهو غالي الثمن يصل سعره 10 جنيهات وأحيانا 12 جنيها.. لذلك يستخدمه القليل من الباعة الجائلين بالإضافة إلي المحلات الكبيرة والشهيرة.. وباعة الفول البلدي يضطرون لرفع سعر الطبق أو السندوتش لتغطية تكاليف الفول الأكثر جودة والخالي من الألوان.. وسعر طبق الفول البلدي يتراوح ما بين جنيهين ونصف الجنيه إلي ثلاثة جنيهات، والسندوتش ما بين جنيه ونصف الجنيه إلي جنيهين.
أما بائعو الفول الملون فيتراوح سعر الطبق لديهم من جنيه ونصف الجنيه إلي جنيهين وسعر السندوتش من 75 قرشا إلي جنيه.
راقب حجم الفول ولونه وسعره لتفرق بين الطبيعي والألوان.. ويفضل أن تشتري وجبتك من محلات ذات شهرة في تقديم الفول حيث إنهم يستخدمون الفول البلدي وعليهم رقابة مستمرة من الجهات المختصة.
الفول الإنجليزي أو الصيني المستورد.
هذا النوع من الفول ينتج بالخارج لتغذية الأحصنة عليه.. ويسمي 'هورس بي'، أما الفول المصري فيسمي 'فابا بي'، والإنجليزي حجم بذرته صغير ووزن المائة حبة منه لا يتعدي ال 40 جراما، أما البلدي فحجم بذرته أكبر ووزن المائة حبة منه يتراوح بين 65 إلي 80 جراما.. ونسبة الكربوهيدرات فيها أعلي تصل لحوالي 55% من الحبة.
أما الفول البلدي فيتم اختباره جيدا وقياس درجة كفاءته وطعمه قبل طرحه في الأسواق.
رئيس شعبة البقوليات بمعهد البحوث الزراعية يؤكد أن المحاصيل المستوردة من أوروبا قد تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي لأن محاصيلها أحيانا تكون معدلة وراثيا وتحديد صلاحيتها من عدمه مسئولية 'الدولة والحجر الزراعي وجمعية المستوردين'، وإن كانت معدلة بالفعل فسوف تؤدي لأمراض خطيرة والعالم بأكمله يشكو من هذه الأنواع المعدلة والدول لا تستخدم هذه الأنواع داخل نطاق دولتهم كغذاء للشعوب ولكن يصدرونها للشعوب النامية.. والمحاصيل المصرية لا تعدل وراثيا بتاتا، والأصناف طبيعية وسلامة هذه المحاصيل مسئولية 'معهد البحوث الزراعية'.
المنتج المستورد أرخص لأنه غير طبيعي أما منتجنا فتكلفته أغلي لأنه طبيعي مما يتسبب في فارق السعر بين المنتجين الذي يصل إلي الضعف..
قبل عامين وصل سعر الإردب ال 155 كيلو ل 1100 جنيه، أما العام الماضي كان ب 900 جنيه، فالسعر متغير ويتوقف علي السعر العالمي.
والأزمة الأكبر أن وقت حصاد الفول البلدي يقوم المستوردون بطرح الفول المستورد بالأسواق لضرب السوق المصرية نظرالرخص سعر المستورد فيدمرون الناتج المحلي ويضربون سعره ويؤثرون علي الاقتصاد.. والدولة لا تصدر أي رد فعل تجاه ذلك.
رحلة 'الأسبوع' بحثا عن الحل
مطلوب من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الزراعة وقف الاستيراد فورا
ذهبنا الي مركز البحوث الزراعية و هو المؤسسة الاولي فيما يخص الزراعة المصرية و التقينا بأحد أساتذة قسم المحاصيل البقولية بالمعهد و ناقشناه في رؤيته للخروج من هذه الازمة و قال 'يجب ان نسعي لزيادة الرقعة الزراعية للفول و لمحاصيلنا عموما و نزرع اراضي المدن الجديدة و بالاخص سيناء شمالا و جنوبا و شرق العيونات و توشكي و نتوسع فيها لزراعة المحاصيل البقولية المخصبة للارض و تحسن خواص التربة لانها تثبت الازوت الجوي عن طريق بكتيريا العقد الجذرية و بالتالي تضيف للمحصول الذي يزرع بعدها حوالي 25 وحدة ازوت و ايضا نقوم بالتحميل علي الاشجار الذي سيعيطينا عائد اكبر من المحصول الفردي و هذا مكسب للمزارع مما يزيد نسبة الفول المعروض في الاسواق فيقلل من سعره و لا نحتاج للمستورد.. نحن الان وصلنا لنسبة اكتفاء ذاتي من الفول حوال 28% و من عام 1997 الي عام 2000 كان اكتفائنا الذاتي بنسبة 100%.. و الان اصبحنا نستورد الفول رغم اننا دولة زراعية
و السبب في هذ التراجع هو النظام القديم الذي رفض التوسع في زراعة المحاصيل الرئيسية حتي لجأنا للاستيراد
عرفان لرجال البحث عن الحقيقة
خلال رحلة البحث عن الحقيقة ولظهور هذا التحقيق للنور لابد من شكر رجال الشرطة وخاصة رجال مباحث قسم شرطة المعادي ورجال مباحث قسم شرطة المطرية لأنها تعتبر مافيا تجارة الألوان وأحتكار سوق طبق الفول المدمس وكل تاجر عرف أنني صحفي حاول منعي وتهديدي حتي وصل الأمر لدرجة القتل ولولا مجهوداتهم لتأميني كنت الأن في عداد الأموات وهذا التحقيق لم يكتمل ولم يري النور أو يقرأ أسراره المصريين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.