تحت شعار »فك الحصار الجائر عن غزة« تنطلق بالعاصمة السورية صباح اليوم اعمال الدورة الاستثنائية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي بمشاركة عشرات الوفود البرلمانية فيما يشبه »انتفاضة برلمانية اسلامية« ضد الممارسات الاسرائيلية العنصرية بحق الشعب الفلسطيني وبخاصة تجاه قطاع غزة، وكانت أحدث تلك الممارسات الجريمة الوحشية التي ارتكبت بحق الناشطين المشاركين في اسطول الحرية لكسر حصار غزة. ويشارك في المؤتمر وفد برلماني مصري برئاسة د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وعضوية النواب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب وخالد خيري وآمر أبو هيف والمستشار سامي مهران أمين عام مجلس الشعب. ويلقي د. سرور كلمة مهمة أمام المؤتمر حول الرؤية البرلمانية المصرية لكسر الحصار عن غزة، وسبل دعم حقوق الشعب الفلسطيني ومحاكمة المسئولين الاسرائيليين عن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين الفلسطينيين وكذلك الناشطون العزل الذين حاولوا المساعدة في كسر الحصار عن غزة، باعتبارها احدي الجرائم التي تتعارض مع كل القيم والمواثيق الدولية المتعلقة بالقانون الدولي الانساني، حيث لم تأبه اسرائيل لكل نداءات المجتمع الدولي لرفع الحصار عن غزة وانهاء الاحتلال، بل تمادت الي حد قتل من يقترب لتقديم الاحتياجات الانسانية. ومن المقرر ان يناقش المؤتمر عددا من التقارير حول تداعيات الحصار الاسرائيلي الجائر علي غزة، خاصة علي الاوضاع الانسانية والمعيشية بالقطاع حيث شهد القطاع انهيارا شبه كامل للبنية الاقتصادية والمعيشية، وتوقفت نحو 09٪ من المنشآت الصناعية وتم تسريح العاملين بها كما ادي الحصار الي ارتفاعات متوالية في الاسعار أدت الي معاناة ضخمة للأسر الفلسطينية محدودة الدخل فضلا عن اتساع حجم البطالة والفقر، وتعذر اعادة بناء وترميم المنشآت التي دمرها العدوان الاسرائيلي علي القطاع في يناير من العام الماضي وإصابة المنشآت الصحية والتعليمية بحالة شلل شبه كامل ونفاد مخزون الادوية والمستلزمات الطبية، الامر الذي أدي الي تضاعف معدل وفاة المرضي جراء الحصار ونقص الادوية. ومن المنتظر ان يصدر عن المؤتمر بيان ختامي يدعو الي انهاء الحصار الاسرائيلي الجائر علي غزة بشكل تام ونهائي وليس الاكتفاء فقط بإجراءات تخفيف الحصار.. كما يؤكد البيان دعم جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وتبذل مصر في هذا السياق جهدا مكثفا علي مدي الشهور الطويلة الماضية حيث استضافت العديد من جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية وتم اعداد وثيقة المصالحة الفلسطينة التي وقعت حركة »فتح« عليها وينتظر ان توقع حركة »حماس«. وعلمت »الأخبار« ان البيان الختامي للمؤتمر سيتضمن دعوة مجلس الامن والمجلس الدولي لحقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية وكل المنظمات الانسانية والقانونية في العالم الي ان تمارس واجباتها طبقا للقانون الدولي الانساني بعدما وضعت اسرائيل - بجرائمها البشعة - الشرعية الدولية في امتحان صعب وبدون ان تتحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني فإن الحديث الدولي عن عالمية حقوق الانسان سيصبح مجرد شعارات بلا أي مضمون. وتقدمت بعض الوفود بمقترح لأمانة المؤتمر ستجري مناقشته اليوم خلال مداولات المؤتمر لتشكيل وفد برلماني اسلامي لزيارة غزة للإعراب عن تضامنها مع أهالي القطاع المحاصرين علي غرار الوفود العربية والاوروبية التي زارت غزة في الفترة الاخيرة، علي ان يتم التنسيق مع مصر لعبور الوفد عبر معبر »رفح« الذي قرر الرئيس حسني مبارك فتحه الي أجل غير مسمي لتخفيف معاناة الفلسطينيين.