سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة العشرين تتفق علي تشجيع النمو وسط خلافات حول معالجة الأزمة المالية العالمية كي مون يطالب الدول الغنية بتوفير 05 مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة قبل عام 5102
أكد قادة الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين خلال قمتهم في تورنتو بكنداأمس، أن هدفهم المشترك هو تشجيع النمو العالمي وفي الوقت نفسه لا يخفون خلافاتهم بشأن خفض العجز في ميزانياتهم. وقد انعقدت القمة في ظل انقسام شديد بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حول كيفية معالجة الأزمة المالية والاتفاق علي خطط جديدة لتفاديها في المستقبل. فالحكومات الاوروبية، التي ارعبها هجوم المضاربين علي العملة الاوروبية الموحدة اليورو إثر ازمة الديون اليونانية، قررت التركيز علي خفض انفاقها من اجل خفض العجز في ميزانياتها. وفي ظل نمو بطيء في العديد من الاقتصادات المتقدمة تخشي واشنطن ان تؤدي مساعي اوروبا لخفض ديون ما بعد الكساد لعرقلة النمو مما يثير قلق قادة اخرين في مجموعة العشرين وهو ما أعرب عنه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ. وقالت الولاياتالمتحدة إن علي الاقتصادات العالمية الكبري تركيز جهودها علي ادامة النمو الاقتصادي لاجل تجنب مخاطر السقوط في مصيدة الركود مجددا. وصرح وزير الخزانة الامريكي تيموثي جيثنر إن علي اوروبا واليابان تعزيز الاستهلاك المحلي بدل خفض الانفاق. وقال إن الإنتعاش الإقتصادي العالمي يتحقق بفضل النمو الإقتصادي القوي في الدول ذات الإقتصادات الناشئة . وأضاف إن الاقتصاد العالمي ما زال في طور الخروج من الازمة الاخيرة، وان "آثار الجروح ما زالت بادية عليه." ومن جانبها تري البرازيل ان التوجه نحو خفض العجز فقط قد يضر بالاقتصادات الصاعدة. واعتبر وزير المالية البرازيلي جيدو مانتيجا أمس أن عملية ضبط الموازنات التي تقوم بها الدول الأوروبية تتم علي حساب الدول الناشئة. ورأي أن الدول المتطورة التي تعاني أزمات تنوي بذلك "احتلال الأسواق الناشئة التي تحقق نموا أكبر" من نمو تلك الدول. علي صعيد آخر، طالب بان كي مون الامين العام للامم المتحدة الدول الصناعية الغنية بالوفاء بوعودها بتوفير 50 مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة قبل حلول عام 2015. ولم يتطرق البيان الختامي للدول الصناعية الثماني الي اخفاق هذه الدول في الوفاء بالالتزامات التي كانت قد قطعتها علي نفسها في قمة جلين ايجلزباسكتلندا عام 2005 بزيادة الانفاق علي المعونات للدول الفقيرة. وقال بان إن هذه الاهداف لا يمكن بلوغها دون وجود ارادة سياسية تدفع باتجاه ذلك. وقد حرص الرئيس الامريكي باراك اوباما مثل كثير من نظرائه علي الحفاظ علي وحدة مجموعة العشرين. وقال "نحن نسعي لنفس الاتجاه وهو تحقيق نمو مستدام علي المدي طويل يسمح للناس بالعمل." وتقول وكالة رويترز إن مسودة البيان الختامي لقمة العشرين تبين بأن الدول الاعضاء في مجموعة العشرين تقترب من التوصل الي حل وسط يكفل خفض العجز في ميزانياتها الي النصف في غضون ثلاث سنوات وتشديد الرقابة علي نشاطات البنوك. وتعترف مسودة البيان الختامي التي حصلت عليها رويترز، بان وتيرة الانتعاش الاقتصادي ستختلف علي مستوي العالم عقب الازمة وان ثمة حاجة لتوازن دقيق للعودة لضبط الميزانية والحفاظ علي النمو. ومن المقرر ان يلتزم قادة مجموعة العشرين بوضع قواعد أشد صرامة لمتطلبات رأسمال البنوك والترحيب بتحرك بكين لاعلان التحول لسعر صرف أكثر مرونة بمرور الوقت وهو تحرك يأمل البعض ان يقود لارتفاع اليوان ومنافسة أكثر عدالة في التجارة العالمية. يذكر أن المصدر الرئيسي للنمو في الوقت الحالي ليس هو أكثر الاقتصادات تقدما وانما دول مثل الصين والاقتصادات الناشئة الكبري الاخري التي ينتابها القلق ازاء مشاكل الدين في الدول الصناعية. ومن المتوقع ان يصل الدين المجمع للدول المتقدمة داخل مجموعة العشرين الي 107.7 في المائة من اجمالي الناتج المحلي العام الحالي .