اقتربت أزمة القضاء الواقف مع القضاء الجالس من النهاية.. ساعات وستعود المياه لمجاريها بين الطرفين وستبدأ صفحة جديدة من العلاقة الطيبة بين المحامين والقضاة. جاء الإعلان عن قرب وجود تهدئة بين المحامين والقضاة لتشهد ساحات المحاكم انتظام جميع الجلسات حيث لم يتم تأجيل أي جلسات إدارية، كما لم تشهد ساحات المحاكم أي نوع من الاعتصامات أو الاضرابات والوقفات الاحتجاجية.. واستأنفت جميع الجلسات وحضر المحامون وترافع بعضهم في قضايا عديدة، كما قدم بعضهم مذكرات ومستنندات وطلب التأجيل للمرافعة.. كما لم يقم المحامون بتسجيل تضامنهم مع زميليهما المحبوسين في طنطا، خاصة بعد أن انتشرت شائعات بحل الأزمة وإخلاء سبيل المحاميين وتأجيل نظر القضية.. وشهدت دوائر جنح مستأنف حضور المحامين وانتظمت الجلسات وترافع المحامون وقدموا المذكرات. وفي دوائر الجنايات اكتفي المحامون بتسجيل تضامنهم.. وقام رؤساء المحاكم بإثبات ذلك في محاضر الجلسات. وفي الغربية ألغي محامو الغربية وقفاتهم الاحتجاجية التي كانت مقررة أمام جميع محاكم المحافظة من الساعة 21 حتي الساعة الواحدة ظهرا بعد أن وردت أنباء بوجود حل جذري للازمة سيكون مفاجئة خلال جلسة الاستئناف اليوم أمام محكمة استئناف طنطا. كما شهدت نقابة المحامين أمس اعتصاما وتظاهرا من عدد قليل من المحامين.. وكانت الهتافات تدعو إلي الحفاظ علي كرامة المحامي ومهنة المحاماة.. لم تحمل الشعارات والهتافات أية تجاوزات قبل القضاة أو الدولة بل كان مظهرها حضاريا ورمزيا مما يدل علي أن المحامين متفائلون وينتظرون إنهاء الأزمة اليوم. وقال عبدالسلام كشك وكيل النقابة ان هناك آلاف المحامين سيتوجهون اليوم إلي طنطا لحضور جلسة الاستئناف للمحاميين ايهاب ساعي الدين ومصطفي فتوح المحبوسين 5 سنوات في حكم أصدرته محكمة الجنح في أولي درجاتها. كما ان النقابة ستوفر أتوبيسات للمحامين الذين يرغبون في حضور الجلسة ومسانده زملائهم مؤكدا ان الجو العام للنقابة والمحامين هادئ وينبئ بالتهدئة وإنهاء الأزمة. قال وكيل النقابة ان لجنة الدفاع عن المحاميين والتي شكلها نقيب المحامين تضم حمدي خليفة وجمال سويد وكيل النقابة ومحمد طوسون ومحمد عبدالرحمن عضو المجلس وصالح السنوسي نقيب أسيوط ونبيل عبدالسلام نقيب الإسماعيلية وجلال شلبي نقيب الغربية. مشيرا إلي أن لجنة الدفاع وجموع المحامين يرغبون في التهدئة وإنهاء الأزمة بين المحامين والقضاة. وصرح محمد عبدالرحمن عضو مجلس النقابة ان حضور المحامين الجلسة والوقوف بجانب زملائهم لن يعني أبدا التصعيد. مشيرا إلي أن المحامين يرغبون في توفير الأجواء الهادئة لقضاة الاستئناف لاتخاذ قرار عادل. وأنه بالرغم من أن الأحزاب والاعتصام مازال مستمرا إلا أنه تم أمس واليوم بشكل حضاري ورمزي لأن انتهاء الأزمة بات قريبا. النقيب يتكلم وصرح حمدي خليفة نقيب المحامين »للأخبار« ان اليوم سيصدر قرار بفك الاعتصامات وإنهاء الإضراب خاصة انه خلال الساعات الماضية قام بوضع اللمسات الأخيرة في اجتماع مع جهة سيادية وبحضور عدد من القيادات السياسية لإنهاء الأزمة تماما وعودة المحامين إلي محاكمهم وعودة العلاقة الطيبة التي يسودها الاحترام المتبادل بين طرفي العدالة. وأكد حمدي خليفة نقيب المحامين ان القضاء الواقف سيبدأ مع القضاة صفحة بيضاء مشرقة في تاريخ مهنة العدالة التي يمثلها القضاة والمحامون. وأضاف ان المحامين والقضاة هم وجها العدالة وأنه تحقيقا وتنفيذا لهذا المفهوم فإن هناك ورقة عمل تم إعدادها بالفعل تحمل ضوابط وآليات العلاقة المشتركة بين القضاه والمحامين في الفترة القادمة في ظل الاحترام المتبادل بين الطرفين إرساء للقواعد المعمول بها من شيوخ القضاة والمحامين. وأشار خليفة إلي أن هناك مشروعا يتم إعداده وأنه في لمساته الأخيرة ستقوم النقابة بتقديمه إلي الدورة البرلمانية القادمة متضمنا حصانة للمحامي بما يضمن حفظ كرامة المهنة والمحاماة. وطالب النقيب من المحامين القضاة ضبط النفس والتصرف بهدوء حتي لو أن الاعتصامات والاضراب مازالت مستمرة إلا انه يطلب منهم أن تكون رمزية وحضارية.. وأن نوفر للقاضي الذي سينظر جلسة الاستئناف اليوم جوا هادئا بلا ضغوط حتي يتخذ قرارا عادلا بعيدا عن الأجواء التي كانت مشحونة ومحتقنة في الفترة السابقة. وقال خليفة انه لن يمنع المحامين من حضور الجلسة ومساندة زملائهم المحبوسين إلا أنه يطالبهم بضبط النفس وأن نعطي للمجتمع المصري كله الصورة الحضارية للمحامين عندما يرغبون في ايجاد حلول لأزمتهم مع الحفاظ علي كرامتهم وكرامة المهنة. وأن يعطوا فرصة لهيئة الدفاع من العمل في جو هادئ يعطي لهيئة المحكمة صورة صحيحة عن احترام المهنة ونثبت للجميع أننا لا نحتكم إلا للقانون. رئيس نادي القضاة! وفي اتصال تليفوني مع المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة أكد أن القضاة يجب أن يربأ وبأنفسهم أن يتحدثوا عن قضية معروضة أمام المحكمة.. وقال اننا يجب ان توفر جميع الأطراف للقاضي الجو المناسب كي يشق طريقه نحو الفصل في الدعوي واتخاذ الحكم العادل. مشيرا إلي أن أي تصريح خلال هذه الساعات لا يصح أن يصدر من أي رجل قضاء حتي لا يكون له تأثير علي القاضي الذي سينظر جلسة المحاميين.