رسالة حب حملها د. مفيد شهاب للبابا شنودة من الرئيس حسني مبارك خلال اجتماع بالمقر البابوي استغرق ربع ساعة ليخرج البابا شنودة مؤكدا للجميع اهتمام الرئيس ومحبته للاقباط ووقوفه إلي جانبهم في أزمة الزواج الثاني وقانون الاحوال الشخصية للمسيحيين. حمل د. مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية رسالة من الرئيس محمد حسني مبارك لقداسة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.. ابلغه خلالها تحيات سيادة الرئيس ود. أحمد نظيف رئيس الوزراء وتضامن كل المصريين مع قداسة البابا.. جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين شهاب والبابا شنودة بالمقر البابوي صباح أمس بحضور عدد من الآباء الاساقفة والكهنة وهاني عزيز أمين جمعية محبي مصر السلام. وقال مفيد شهاب عقب الاجتماع المغلق مع البابا -الذي لم يستمر أكثر من ربع ساعة- ان اللقاء تناول مناقشة ودية لعدد من القضايا العامة والخاصة مؤكدا ان قداسته رمز ديني لا يختلف عليه اثنان الي جانب ما يتمتع به من حس وطني عاقل واضاف ان ما يربطه بالبابا صداقة حميمة منذ توليه رئاسة جامعة القاهرة ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع علاقته به. وأكد شهاب ان الوطن المصري لا يعرف فرقا بين مسيحي ومسلم إلا بما يقدمه في سبيله حيث كانت عبارة »الدين لله والوطن للجميع« خير رد علي المشككين.. وقال ان سبب حضوره هو تقديم كامل تحيات ومحبة الرئيس مبارك ومجلس الوزراء وجموع الشعب المصري لقداسة البابا. واضاف شهاب ان اللقاء تناول بعض القضايا الحيوية التي كان علي رأسها مشروع قانون الاحوال الشخصية للمسيحيين مؤكدا ان اللجنة المشكلة من مستشارين ورجال الكنائس الارثوذكسية والانجيلية والكاثوليكية.. تبذل قصاري جهدها للانتهاء من القانون وخروجه للنور تحت اشراف المستشار ممدوح مرعي وزير العدل واضاف ان هناك اجتماعات مكثفة من قبل اللجنة التي توصلت حتي الان لاعداد المسودة الاولي للقانون حيث تم اعدادها بعناية بجانب مراجعتها من قبل رجال القانون والكنيسة.. وفي نهاية كلمته ثمن د. مفيد شهاب دوام الصحة والعافية لقداسة البابا شنودة ذلك الرمز الوطني. وقدم البابا شنودة جزيل الشكر للرئيس حسني مبارك علي محبته واهتمامه بالاقباط عندما أوفد د. شهاب حاملا هذه الكلمات الرقيقة.. واضاف قداسته ان الدولة تتفق تماما مع تعاليم الانجيل وثوابته وهذا ما جعله يدافع عن رأي الكنيسة برفض الزواج الثاني للمطلقين الذي يخالف صميم العقيدة التي تحثنا الدولة علي التمسك بها.. وأكد انه يكفي ان قانون الاحوال الشخصية الذي يجري اعداده سيصدر من الدولة نفسها حتي يأخذ وضعه القانوني بحيث لا يشتمل علي ما هو ضد الانجيل. وتمني قداسة البابا في ختام كلماته ان ينتهي الموضوع بسلام وخاصة بعد هذه الكلمات »المهدئة« والمبشرة بالخير. وردا علي اسئلة الصحفيين نفي قداسة البابا ان يكون هناك عزل للطوائف الانجيلية والكاثوليكية خلال مناقشات مشروع قانون الاحوال الشخصية الجاري مؤكدا ان القانون سيصدر بموافقة كل الطوائف.. كما نفي شائعة ان القانون الجديد يشتمل علي ان يكون الزواج مدنيا ثم يتم عمل احتفال داخل الكنيسة.. وعن المؤتمر العلماني المقرر عقده قال قداسة البابا كيف سيوجهون له دعوة والكنيسة هي المنظمة لهذا المؤتمر؟. ومن ناحية اخري واصلت لجنة وزارة العدل أمس مناقشة مواد مشروع قانون الاحوال الشخصية للمسيحيين.. يرأس اجتماعات اللجنة المستشار د. عمر الشريف مساعد وزير العدل للتشريع وتضم في عضويتها ممثلين للطوائف المسيحية المختلفة.. وكانت اللجنة في أول اجتماعاتها قد وافقت علي 3 من مواد اصدار القانون و6 مواد خاصة بتنظيم فترة الخطبة.. وتستأنف اللجنة مناقشاتها غدا علي ان تنتهي من اعداد مشروع القانون في يوليو القادم. ماركو عادل