أجري عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين امس مناورات عسكرية واسعة النطاق قرب الحدود، وسط توتر مع كوريا الشمالية اثر هجوم بطوربيد علي سفينة حربية كورية أسفر عن مصرع 64 بحارا. والتدريبات التي جرت في "هواشيون" علي بعد نحو 09 كيلومترا شمال شرقي العاصمة سول هي الأكبر من نوعها منذ تصاعد التوتر بين الكوريتين اثر اتهام سول لبيونجيانج بإغراق السفينة "شيونان" في 62 مارس. وفي واشنطن أعرب رئيس أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الأميرال مايكل مولن عن قلقه إزاء نوايا بيونجيانج قائلا ان هدف أمريكا "ليس بالتاكيد ان تري نزاعا يندلع". وبدي مولين قلقه من نوايا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل مستقبلاً لأنه "لا يقر ابدا علي موقف واحد"، مؤكدا ان الحادث جعل الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية "اكثر هشاشة". جاء هذا في الوقت الذي بدأ فيه النائب الثاني لوزير الخارجية والتجارة الكوري الجنوبي "تشونج وونج وو" زيارة الي الولاياتالمتحدة لإجراء مشاورات مع المسئولين الأمريكيين حول امكانية احالة قضية غرق السفينة الحربية الي مجلس الأمن. وخلص محققون دوليون الي ان غرق البارجة الكورية الجنوبية نجم عن صاروخ بحري أطلقته غواصة كورية شمالية، وهو ما نفته بيونجيانج. ورفضت الصين إدانة كوريا الشمالية، بينما دعا رئيس وزرائها وين جياباو في ختام اجتماع قمة اقليمي جمعه بنظيره الياباني يوكيو هاتوياما مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك في سول، الي تهدئة التوتر بين الجانبين. وكانت بكين قد أعلنت في وقت سابق انها ستدرس نتائج التحقيق الدولي قبل اعلان موقفها. من جهته أكد هاتوياما في طوكيو امس دعم بلاده لمساعي ادانة كوريا الشمالية في مجلس الأمن. من ناحية أخري وصل أمس محققون روس الي العاصمة الكورية الجنوبية لمراجعة نتائج التحقيق الدولي الذي نسب الحادث الي كوريا الشمالية. ويري مراقبون ان تأييد المحققين الروس لنتائج التحقيق قد تعطيه مزيدا من الشرعية وتشجع الصين علي دعم خطوات كورية جنوبية لانتزاع عقاب من مجلس الأمن ضد بيونجيانج.