عبر احمد ابوالغيط وزير الخارجية عن ارتياحه لنجاح مصر في تضمين الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي خطة عمل لتنفيذ قرار اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية، ومطالبة دولية لاسرائيل بالانضمام للمعاهدة. واشار إلي ان هذا يعد اول جهد عملي حقيقي لتنفيذ القرار الدولي الذي اتخذ عام 5991 لاخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية بعد ان بقي خمسة عشر عاما حبيس الادراج كما انه يتجاوب مع المبادرة التي اطلقها الرئيس مبارك عام 0991 باخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. وعزا الوزير هذا النجاح إلي الموقف الموحد والقوي للمجموعة العربية وتماسكها في مواجهة الضغوط القوية التي مورست خلال المؤتمر وبشكل خاص في ايامه الاخيرة لتخفيف محتوي الاشارة للشرق الاوسط والتنصل من اي التزام ملموس لتنفيذ قرار اخلائه من اسلحة الدمار الشامل. واضاف ان مصر خاضت المعركة التفاوضية في نيويورك كعضو قيادي في المجموعة العربية بجانب رئاستها لكل من حركة عدم الانحياز وتحالف الاجندة الجديدة »تكتل دولي يعمل لاحراز التقدم في مجال نزع السلاح النووي« لتحقيق ثلاثة اهداف رئيسية وهي التأكيد علي اهمية تحقيق عالمية المعاهدة ومطالبة الدول غير المنضمة اليها ومن بينها اسرائيل، بالانضمام اليها واخضاع جميع منشآتها النووية للرقابة الدولية. والتمسك بالحق المطلق والاصيل للدول غير النووية في تطوير برامجها النووية السلمية ورفض اي محاولة لتقييد هذا الحق، أو فرض اي مشروطية عليه. وتبني خطوات عملية لبدء المفاوضات حول اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية ورفض اي محاولة للالتفاف علي القرار الدولي في هذا الشأن أو تأجيله لفترة قادمة. واوضح ان الوثيقة الختامية للمؤتمر قد عكست هذه الاولويات بما لا يدع مجالا لاي التباس وبالتالي فان الخطوة القادمة ستكون التحرك الحثيث بالتنسيق مع المجموعة العربية ودول عدم الانحياز لبدء المفاوضات حول الترتيبات العملية للمؤتمر المنتظر حول اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية والمزمع عقده خلال عام 2102 والذي ستحضره جميع دول الشرق الاوسط بما فيها اسرائيل بالاضافة إلي سكرتير عام الاممالمتحدة وكل من الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا. وقال أبوالغيط إن الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي مثلت صفقة متوازنة لتحقيق أهداف المعاهدة، وخطوة جيدة علي الطريق لعالم خال من الأسلحة النووية. وأوضح أن مصر سعت خلال المؤتمر، بحكم رئاستها لحركة عدم الانحياز، ولتحالف الأجندة الجديدة (تكتل دولي يعمل لإحراز التقدم في مجال نزع السلاح النووي)، إلي أن تعكس الوثيقة الختامية توازنا بين الأركان الثلاثة للمنظومة الدولية لنزع السلاح ومنع الانتشار، وهي: نزع السلاح النووي، ومنع انتشار الأسلحة النووية، وتيسير الاستخدام السلمي للطاقة النووية, بالإضافة إلي إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وأشار إلي أنه في مجال نزع السلاح، كانت أولوية مصر ودول حركة عدم الانحياز وتحالف الأجندة الجديدة هي التأكيد علي استمرارية جهود خفض الأسلحة النووية والعمل المستمر للوصول لعالم خال من الأسلحة النووية. وفي هذا السياق، نصت الوثيقة الختامية للمؤتمر علي التزام الدول النووية بخطة عمل تفصيلية لنزع السلاح النووي، وسيتم تقديم تقرير بشأنها لدورة المراجعة القادمة، ضمانا لبقاء بند النزع المطرد للسلاح النووي علي أجندة جميع الدورات القادمة للمؤتمر. وأضاف أن مهمة مصر ودول عدم الانحياز في مجال منع الانتشار النووي كانت ذات شقين، الأول يتعلق برفض تضمين الوثيقة الختامية للمؤتمر أي التزامات إضافية علي الدول غير النووية، والثاني يتعلق بالتحرك الحثيث نحو تحقيق عالمية المعاهدة ومطالبة الدول غير المنضمة إليها، وفي مقدمتها إسرائيل، بالانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية. وقد عبرت الوثيقة الختامية عن هذه الأولويات، وعن نجاح مصر ودول عدم الانحياز في التصدي لمحاولات إلزام الدول غير النووية بتوقيع البروتوكول الإضافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما تم التأكيد علي ضرورة انضمام إسرائيل والهند وباكستان للمعاهدة. وأعرب وزير الخارجية عن ارتياحه لما نصت عليه الوثيقة الختامية للمؤتمر من تأكيد لحق الدول الأصيل، وغير القابل للتصرف، في تطوير برامجها النووية السلمية، ورفض أي محاولة لتقييد هذا الحق، أو ربط توريد المواد والمعدات والتكنولوجيا النووية السلمية بأي مشروطية من أي نوع. تجدر الاشارة إلي ان الساعات الاخيرة للمفاوضات شهدت سجالا حادا في ظل اصرار مصر واعضاء المجموعة العربية علي الاشارة لاسرائيل بالاسم ومطالبتها بالانضمام للمعاهدة في الوقت الذي سعت فيه الولاياتالمتحدة لحذف اي اشارة لاسرائيل من الوثيقة الختامية. كما تمسكت مصر والمجموعة العربية بأن يكون هناك جدول زمني محدد لعقد المؤتمر الدولي لتنفيذ قرار اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل وألا يتم ترحيل الموضوع لاعوام قادمة بدون تحقيق تقدم حقيقي.