تونس كلها تتحدث هذه الأيام عن "الجريئة" كما وصفتها الصحف التونسية، "خولة الرشيدي" طالبة الماجستير (أدب فرنسي) بكلية الآداب جامعة "منوبة" شمال العاصمة تونس، والتي تصدت بمفردها لجماعات سلفية تفرض سطوتها منذ أسابيع علي الجامعة، وقامت بنزع الراية السوداء (راية الجماعة الإسلامية) التي رفعوها أعلي مبني الجامعة، وأعادت العلم التونسي الي مكانه.. خولة طالبة عادية، لا تنتمي الي أي حزب سياسي، وليست مسيسة بأي صورة ، ولكنها فعلت ذلك، عندما شاهدت الشاب الملتحي بجلبابه الأسود، يقوم بنزع العلم التونسي، وتثبيت العلم الأسود مكانه، وهو ما استفزها، وحرك مشاعرها، أو كما صرحت ،أنها فعلت ذلك (من غيرتها علي العلم التونسي).. الفعل الذي قامت به خوله تحول الي (أيقونة وطنية ) وفعل رمزي متعدد الدلالة، خاصة في تزامنه مع احتفالات يوم المرأة العالمي ، فقد رفعت خولة العلم التونسي علي مبني الجامعة يوم (7 مارس) أي قبل يوم المرأة بيوم واحد، ولهذا خرجت النساء في تونس يوم (8 مارس) في مظاهرة حاشدة ، رافعات الأعلام التونسية، تحية إكبار للفعل الوطني الشجاع الذي قامت به خولة الرشيدي.. نفس الأمر قامت به الجمعية التأسيسية (أول مجلس منتخب ديمقراطي في تاريخ تونس المستقلة) حيث وضعوا العلم التونسي أمام مقاعدهم في اليوم التالي، في مشهد رمزي آخر بالغ الدلالة، تعبيرا عن قدرة الفعل ودلالته علي توحيد التونسيين.. الرئيس التونسي (المنصف المرزوقي) قام بمنح الطالبة وسام الجمهورية، واستقبلها في القصر الرئاسي في قرطاج.. يومها أدي تحية العلم في الصباح، وألقي كلمة عن رمزية العلم، والأبعاد الحضارية والدينية المرتبطة به00هكذا تحولت خولة الرشيدي الي تجسيد عميق لمعني الانتماء للوطن.