د. محمود عطية اخيرا "اتفش غلنا" في الدكر بقرار وزير الاعلام بمنع التغني به في اغنية "مطلوب زعيم".. فهذا الدكر كان سببا رئيسيا في الإطاحة بالدكتور البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة سابقا.. وحكاية الدكر وإطاحته بالبرادعي بدأت من عند الاعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة.. ففي احدي سهرات عكاشة علي قناته الفراعين تحدي المرشح المحتمل للرئاسة سابقا الحائز علي قلادة النيل ونصف نوبل د. البرادعي ان يثبت لجموع المصريين معرفته بكيفية تزغيط دكر البط..! واعتبر الاعلامي عكاشة ان استيفاء هذا الشرط من البرادعي يعني معرفته بحياة المصريين واهالي الريف.. مما يعني انه لو اجتاز شرط دكر البط جاز له الترشح للرئاسة من وجهة نظر عكاشة.. وبهذا يعد دكر البط علامة فارقة في حياة المرشح المحتمل سابقا ومقياسا باترا ناجزا للوصول لسدة الحكم..كما اثبت استحداث هذ الشرط عجز واضعي شروط الترشح ان يستلهموا شرطا من وحي البيئة المصرية كما استلهم عكاشة.. من هنا نهيب بواضعي الدستور الأخذ بعين الاعتبار هذا الشرط البيئي الفريد في الدستور القادم. وللحقيقة هذا الشرط قد "قسم ظهر" د. البرادعي المرشح المحتمل سابقا وانزوي حسرة وندما بعدما كشفه عكاشة امام جموع المصريين وأثبت عمالته.. والدليل عدم معرفته بكتالوج دكر البط وتغذيته.. واخشي ان تكون مستندات ادلة عمالة البرداعي التي لوح بها مصطفي بكري وسط مجلس الشعب كانت تضم مستند تزغيط الدكر .. ! لكن اخيرا استطاع وزير الاعلام الانتقام من دكر البط الذي حرمنا من مرشح محتمل وأصدر أوامره بمنع بإذاعة أغنية "مطلوب زعيم " لفرقة "كايروكي" الغنائية المستقلة من الإذاعات المصرية لأن كلمات الأغنية تحتوي علي لفظ "دكر".. ورغم سعادتي للانتقام من الدكر بمنع اذاعته تليفزيونيا واذاعيا.. أسفت لمبررات المنع التي كنت اظن علي رأسها انتقاما من الدكر.. لكني اكتشفت ان الوزير رأي ان لفظ دكر خادش للحياء ويجرح المشاعر المحترمة.. وهذه مرتي الاولي التي اعرف فيها ان لفظ دكر خادش للحياء.. واظن ان لفظ دكر عربي فصيح والمقصود بها "ذكر" لكن اللغة المصرية اسقطت الذال لثقلها وجعلتها دكر..! وأسفت اكثر حين استرجعت شريط حياة اهل الريف وما يتلفظون به يوميا.. فأمهاتنا ونساء الريف عامة يعتبرن قليلات الحياء ويجرحن المشاعر المحترمة حسب قرار الوزير.. فتكاد تسمع يوميا وأنت في الريف كلمة الدكر.. بداية من دكر البط حتي كلمات التشجيع من عينة "خليك دكر".. و"لو دكر من ضهر دكر تعملها" و" الدكر ما يخفش ابدا"..! وكثيرا ما سمعت عمتي التي مازالت تقطن في ريف الشرقية واعتدت علي زيارتها وهي تنادي علي ابنتها "زغطي الدكر يابت؟" يعني اكلتي الدكر.. وكثيرا ما كانت توصيني وتشجعني حين بدأت عملي في القاهرة وتقول: "مصر عايزه دكر" وبالطبع تقصد بمصر القاهرة. وعلي مقياس السيد الوزير فأهل الريف المصري والاحياء الشعبية في مصر يحتاجون منا حملات تطهير واسعة النطاق حتي ننظف ألسنتهم البطّالة.. ويمكن ان نستلهم في هذه الحالة الحملات التطهيرية مثل حملات انفلونزا الطيور التي قامت بها الحكومة وقضت علي الثروة الداجنة..! ولابد من تضافر شعبي ونبدأ حملات ازالة الدكر واعادة الانضباط للمصريين ونصدر قانونا عن خدش الحياء بالدكر.. لكن لا اعرف ماذا سيفعل السيد الوزير مع الفضائيات التي بدأت تبث وتذيع اغنية مطلوب زعيم ولا تحذف كلمة دكر من الاغنية.. ولو تصور السيد وزير الاعلام ان لفظ "دكر" رذيلة لابد من منعها فكيف يتعامل مع منطق علوم الانسانيات وحتي الاديان التي افتت بأن منع الرذيلة لا يعني نشر الفضيلة.. !