بالأمس تسرعت في الفتوي بجواز قراءة: »إنما يخشي الله من عباده العلماء« برفع لفظ الجلالة ونصب كلمة العلماء في السرادقات والاماكن العامة، وقد أغراني بهذه الفتوي أن هذه القراءة من قراءات القرآن التي أخذ بها أبوحنيفة في فقهه وابن سيرين في زهده وعمر بن عبدالعزيز في عدله. بعدها جاءتني رسالة من سيدة فاضلة تؤكد ان هذه القراءة هي احدي القراءات الشاذة التي لا يجوز القراءة بها في السرادقات والأماكن العامة، فراجعت كتب القراءات وأعدت النظر فيها، ووجدت هذه السيدة الفاضلة علي صواب، لذلك أتراجع عن فتواي السابقة وأقدم خالص اعتذاري لكم مع امتناني لصاحبة التعقيب الصحيح. هذا الكلام ورد علي لسان المرحوم إبراهيم جلهوم كبير الأئمة السابق بمسجد السيدة زينب -رضي الله عنها- في صباح ذات يوم باذاعة القرآن الكريم. تذكرت هذا التصرف العظيم لعالمنا بعد ظاهرة الاستعلاء التي تفشت في كثير من برامجنا الدينية، فأصبحنا نري ونسمع السخرية من الآراء الأخري، وكل يزعم انه وحده المفكر وصاحب الحقيقة المطلقة ومالكها الحصري لدرجة ان الحوار في بعض مشكلاتنا وقضايانا الدينية صار أشبه بالمعارك الحربية.