كعادته كل جمعة وقف الإمام الشيخ أحمد المحلاوي ليلقي خطبة صلاة الظهر، لمئات المصلين الذين يحرصون علي صلاة الجمعة في مسجد القائد إبراهيم وسماع خطبتها من الشيخ المحلاوي الشهير كمعارض متشدد للفصل بين الدين والدولة، ويحرص علي الجمع بينهما في خطبه وأحاديثه وتصريحاته بمناسبة وبدونها طوال السنوات العديدة الماضية.. التي عمل فيها واعظاً وإماماً. في خطبته يوم الجمعة الماضية شن هجوماً كاسحاً علي الليبراليين والعلمانيين، ولم يتردد لحظة أو يترو برهة قبل أن يصفهم، أي المصريين الليبراليين والعلمانيين المسلمين ، بأنهم " أعداء الدين". هكذا.. أعطي فضيلة الإمام الحق لنفسه ببساطة متناهية لتكفير كل من ينادي ب "فصل الدين عن الدولة"، و يؤمن بأن: "الدين لله والوطن للجميع".. وغيرها من المباديء والشعارات التي قامت عليها الليبرالية والعلمانية. ورداً علي ما قاله الشيخ المحلاوي قال أحد المصلين كما قرأنا في صحف اليوم التالي اعتراضه علي تكفير الليبراليين والعلمانيين، وطالب الإمام بعدم سب اناس ووصفهم بهذه الأوصاف - داخل المسجد. فما كان من الشيخ المحلاوي إلاّ أن ثار، غضباً، وآمراً المتحدث بعدم مقاطعته مرة أخري. وهو الأمر الذي تجاهله الرجل وصمم علي استكمال اعتراضه و هو ما حدا بالشيخ الإمام إلي اصدار أمره للمصلين قائلاً: " طلعوه بره "! وعلي الفور قام عدد من شباب المصلين بالإمساك بالمعترض وألقوه خارج المسجد وسط صياحه وهول صدمته ومطالبته لهم : "اتقوا الله.. أنا من حقي أقول رأيي ". صدمت كثيراً فيما قاله، وفعله، الشيخ المحلاوي. وأعتقد أنني لست وحدي الذي صدم واستنكر هذه التصرفات من إمام مسجد يتقاضي راتبه من أجل نصح المصلين وتوعيتهم بتعاليم دينهم وسماحته وسنة رسوله الكريم، وليس أبداً لسب مسلمين مثلهم وإصدار فتوي بتكفير بعضهم وهو ما حاول أحد المصلين من العارفين والملتزمين بشرع الله وسنة نبيه تنبيه الإمام إلي خطئه ، فكان جزاؤه حمله والإلقاء به خارج المسجد! وحسناً فعلت الزميلة بوابة »الأهرام« عندما تركت لمسئولين من شيوخ وزارة الأوقاف مهمة الرد علي تصرفات المحلاوي، وكيفية محاسبته عليها حتي لا يكررها أو يشجع غيره علي الأخذ بها. فقد أكد الشيخ مسعد صيام - مدير قطاع المساجد بمديرية أوقاف الإسكندرية علي أنه:" ليس من حق أي إمام أو خطيب طرد شخص مسلم من أي مسجد وإلا أصبح هو الذي يخالف الشرع، مشيرا إلي أن أئمة المسلمين جميعا بل والصحابة ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا أبو بكر رضي الله عنهما كانا يطلبان من الناس أن يقوموهما إذا ارتكبا شيئا خطأ". وأضاف الشيخ مسعد صيام قائلاً: "إن مديرية الأوقاف لن تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه الواقعة إذا ثبتت في حق خطيب مسجد القائد إبراهيم بغض النظر عن اسمه، خاصة أن الشيخ المحلاوي يلقي خطبة الجمعة علي الرغم من أنه ليس معينا أو تابعا للأوقاف". وأنهي مسئول مديرية أوقاف الإسكندرية تصريحاته مشيرا إلي أنه في حال تقدم المواطن المتضرر أو أحد من المصلين بشكوي ، فإن مديرية الأوقاف ستتخذ إجراءات عنيفة تجاه من قام بطرد مسلم من بيت من بيوت الله مهما علا شأنه، أقلها وقفه عن إلقاء الخطبة بالمسجد لمدة معينة.