تعليم الفيوم يحصد 5 مراكز متقدمة على مستوى الجمهورية فى المسابقة الثقافية    «مصادرة الآلة وإلغاء مادة الضبط».. إحالة 12 طالبًا ب«آداب وأعمال الإسكندرية» للتأديب بسبب الغش (صور)    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في أول أيام عمل البنوك    أسعار البيض والفراخ فى الأقصر اليوم الأحد 19 مايو 2024    الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 9 مجازر في اليوم ال226 للعدوان على غزة    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 61 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    قبل زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا اليوم    اليوم.. الزمالك يسعى للفوز على نهضة بركان للتتويج بالكونفيدرالية للمرة الثانية في تاريخه    بعد نشرها على «شاومينج».. «التعليم» تكشف حقيقة تداول امتحان اللغة الأجنبية في الإسكندرية    مصرع 6 أشخاص وإصابة 13 آخرين في تصادم أتوبيس على الدائري بشبرا الخيمة    كشف تفاصيل صادمة في جريمة "طفل شبرا الخيمة": تورطه في تكليف سيدة بقتل ابنها وتنفيذ جرائم أخرى    الإثنين المقبل.. إذاعة الحوار الكامل لعادل أمام مع عمرو الليثي بمناسبة عيد ميلاده    دراسة طبية تكشف عن وجود مجموعة فرعية جديدة من متحورات كورونا    ترامب: فنزويلا ستصبح أكثر أمانًا من الولايات المتحدة قريبا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 19 مايو    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    ماس كهربائي وراء حريق أكشاك الخضار بشبرا الخيمة    الأهلي ينشر صورا من وصول الفريق إلى مطار القاهرة بعد التعادل السلبي أمام الترجي    الفنان سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته ليلى | صور    حظك اليوم وتوقعات برجك 19 مايو 2024.. مفاجأة للجوزاء ونصائح مهمة للسرطان    جانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع في غزة    تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    بأسعار مخفضة.. طرح سلع غذائية جديدة على البطاقات التموينية    انخفاض أسعار الفائدة في البنوك من %27 إلى 23%.. ما حقيقة الأمر؟    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    رامي جمال يتصدر تريند "يوتيوب" لهذا السبب    8 مصادر لتمويل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفقًا للقانون (تعرف عليهم)    استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحامها بلدة جنوب جنين    الخارجية الروسية: مستقبل العالم بأسرة تحدده زيارة بوتين للصين    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ميرفت التلاوي في أول حوار بعد رئاستها للمجلس القومي للمرأة:
مصر دولة مدنية وعلي التيار الإسلامي ألا يفرض رؤيته علي الآخرين..! وسندعم المرأة في الانتخابات المحلية والنقابات.. وسنحارب من أجل تمثيلها في اللجنة التأسيسية للدستور
نشر في الأخبار يوم 26 - 02 - 2012

لم يكد الإعلان عن إعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة وتولي د. ميرفت التلاوي منصب الأمين العام حتي قامت الدنيا ولم تقعد في مجلس الشعب الذي رفض معظم أعضائه من حزب الحرية والعدالة هذا التشكيل شكلاً وموضوعاً رغم أن القرار لقي قبولاً كبيراً لإعادة تشكيل وعمل المجلس من جهة.. ولما تتمتع به د. ميرفت التلاوي من خبرة كبيرة في القضايا الخاصة بالمرأة علي المستوي المحلي والدولي من جهة أخري.. ويشهد لها التاريخ أنها دائماً المرأة المناسبة في المكان المناسب..
فهي من القلة النادرة التي انحازت للشارع المصري في الحكومات السابقة.. ومن القلة النادرة التي اعتلت مناصب عديدة ولم تفسد.. بل حاربت المفسدين ووقفت ضد الفساد بكل قوتها.. من القلة النادرة التي انحازت للفقراء والطبقات المتوسطة..
عنيدة في الحق إلي حد الصدام.. ولهذا لم تستمر في حكومة مبارك حين رأست وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية عام 1997.. أقل من ثلاثة أعوام شهدت العديد من الصدامات .. أشهرها الصدام مع د. يوسف بطرس غالي حين أراد الاستيلاء علي أموال التأمينات.. والصدام مع لجنة الخصخصة حين أرادوا خصخصة القطاع العام.. وأقالها مبارك حين طالبت بمؤتمر لكتابة عقد اجتماعي بين الشعب والحكومة.. ويبدو أن الأيام القادمة ستشهد العديد من الصدامات بينها وبين القوي الإسلامية في مصر.. د. ميرفت التلاوي قدمت استقالتها ثلاث مرات طوال تاريخها العملي.. الأولي حين سألت عن نصيب الفقراء في ميزانية الدولة ولم يستجب لها .. والثانية عندما أرادت ضم 7 ملايين أسرة للمعاش واعترضت الحكومة علي هذا الرقم.. والثالثة حين تركت المجلس القومي للمرأة قبل سنوات بسبب خلافات نشبت بينها وبين سوزان مبارك لتدخلها في توجهات واستراتيجيات عمل المجلس.. د. ميرفت التلاوي أول امراة تتولي رئاسة المجلس القومي للمرأة بعد
ثورة 25 يناير.. في ماذا تفكر للمرأة المصرية في المرحلة الحالية والمستقبلية..؟

كان اللقاء بمكتبها بالمقر المؤقت للأمانة العامة للمجلس القومي للمرأة بالمهندسين..
كان الحوار سريعاً بضع دقائق اقتنصتها في خضم الأحداث السريعة والمتلاحقة
التي توالت منذ تم الإعلان عن إعادة تشكيله خلال الأيام القليلة الماضية..
الأهداف والأولويات
د. ميرفت التلاوي أول سفيرة لمصر في عهد عبد الناصر.. والمديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لجنوب غربي آسيا "إسكوا" بفيينا.. وأول امرأة تتولي منصب سكرتير عام مساعد الأمين العام للأمم المتحدة.. ووزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية الأسبق.. ورئيس لجنة المرأة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.. المرأة الفقيرة والمهمشة كانت دائماً تشغلك.. الحقوق.. المكتسبات.. في ماذا تفكرين الآن..؟
أفكر في العديد من الموضوعات للنهوض بالمرأة في المرحلة القادمة.. أفكر في دفع المرأة في سوق العمل والإنتاج للمساهمة في خروج مصر من الازمة الاقتصادية.. أفكر في التركيز علي قضية الأمية لاننا لا نستطيع الارتقاء بوضع المرأة والنهوض بها في ظل وجود 40 ٪ نسبة أمية في مصر.. أفكر في الاهتمام بالمرأة المعيلة لأننا لدينا 5 ملايين امرأة معيلة يجب أن نهتم بهن ليس فقط في توفير المشروعات لهن بل يجب الاهتمام بتحسين ظروفهن والتأكيد علي الحصول علي كل حقوقهن الصحية والتعليمية والاجتماعية.. أفكر في الاهتمام بالفئات المهمشة في المجتمعات والمرأة في العشوائيات والمرأة المسنة وفئة المعاقين وأطفال الشوارع لدراسة أسباب هذه الظاهرة هل هي بسبب العنف الأسري؟ وكيفية التصدي لهذه الظاهرة للتخفيف من معاناة هذه الفئات..
كل هذه الموضوعات أفكر فيها وتشغلني كثيراً وهو ما سيتم التركيز عليها ودراستها ووضع الحلول لها من خلال عمل المجلس بتشكيله الجديد وإرسالها إلي وزارة التخطيط لوضعها في الاعتبار عند وضع الخطة لضمان إدماج شئون المرأة في الخطة الخمسية للدولة..
كذلك التركيز علي التمكين الاقتصادي للمرأة.. وأيضاً التمكين السياسي باعتباره لا يقل أهمية عن التمكين الاقتصادي وسنعمل علي السعي لوضع تشريعات تلزم الأحزاب بوضع المرأة في مقدمة قوائمها حتي تتم زيادة نسبة تمثيلها في البرلمان.. كذلك أفكر في التركيز علي دور الإعلام في تغيير النظرة السلبية التي تكونت عن المرأة من خلال البرامج التي تتناول قضايا المرأة حيث يجب التركيز علي الواقع الفعلي الذي تؤديه المرأة في المجتمع بجانب الدور الأسري الذي تقوم به.. وكذلك تغيير الموروثات والثقافة السلبية السائدة التي تكونت عن المرأة.. أيضا علي كتاب الدراما دور كبير في تغيير النظرة الدونية عن المرأة.. أيضا لابد من التركيز علي الخطاب الديني السمح الذي كرم المرأة ومنحها الكثير من المميزات.
اختيارك لرئاسة المجلس القومي للمرأة.. ماذا يعني لك..؟
اختياري لرئاسة المجلس يعني أنني أمام مهمة صعبة وهذا ما اعتدت عليه خلال حياتي.. لكننا سنحدد أولوياتنا وخطة عملنا وأهدافنا التي سنعمل عليها حتي يستطيع من يأتي بعدنا أن يكمل ما بدأناه.
تعرض تشكيل المجلس إلي هجوم شرس من قبل التوجهات الرافضة لوجوده خاصة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين الذين أعلنوا أنه لا يعبر عن ثورة 25 يناير..! وأنه سيعيد المخططات الغربية التي قام من أجلها ولن يحافظ علي الأسرة المصرية مطالبين بتحويلة إلي مجلس للأسرة المصرية.. كيف تفسرين هذا الهجوم..؟!
التشكيل الجديد للمجلس عند وضعه تم مراعاة أن يمثل مختلف الشرائح المجتمعية ومختلف التوجهات وحتي المحافظات ويضم عددا من الرجال والنساء من مختلف التوجهات.. والمجلس في هذه المرحلة يركز علي أهداف الثورة العظيمة التي قامت من أجل تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وليس معني حصول حزب الحرية والعدالة علي الأغلبية أن يتحكم في البلاد ولا يعني ذلك تغيير صورة الدولة، فمصر دولة مدنية ديموقراطية حديثة والتيار الإسلامي لا يجب أن يفرض رؤيته علي الآخرين ولا يجب المزايدة عند التحدث في هذه النقطة لأنه لا يجب تغيير مبادئ الدولة..
كذلك المجلس يلتزم بنص المادة الثانية من الدستور وهي أن الشريعة الإسلامية هي أساس قيام الدولة.. كذلك يضم المجلس في عضويته الدكتور محمود عبد السلام عزب مستشار شيخ الازهر والدكتور محمد صابر إبراهيم عرب الأستاذ بجامعة الازهر والدكتورة آمنة محمد نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وسيراعي المجلس عند تقديم مقترحاته الالتزام بنصوص الشريعة الإسلامية.. كما أن المجلس يعمل من أجل صالح المرأة والأسرة المصرية وسيعمل في المرحلة القادمة علي الاهتمام بكل الفئات الهمشة واقتراح القوانين والتشريعات التي تعمل من أجل خدمة الأسرة المصرية مثل قوانين التأمينات والمعاشات وقانون التأمين الصحي والضمان الاجتماعي لأننا نعمل لخدمة الأسرة في المقام الأول وليست المرأة فقط.. لكن المطالبة بتحويل المجلس إلي مجلس للأسرة سيقلل من اختصاصاته ويبتعد عنها.

هم يقولون كما جاء في تصريحاتهم إنه تم تشكيل المجلس بدون التشاور معهم..؟!
تشكيل المجلس القومي للمرأة من اختصاص رئيس الجمهورية أو المجلس العسكري الذي ينوب عنه الآن وهو ليس ملزما بالتشاور مع البرلمان أو الأحزاب في ذلك وقد تم اختيار سيدة من حزب الحرية والعدالة لتمثيل الحزب في التشكيل الجديد للمجلس ولكن الحزب سحبها وهذا شأن خاص بهم وقد رفضوا من قبل الانضمام والمشاركة في المجلس الاستشاري..! ولهذا أناشدهم في ظل الظروف الحالية وبما أنهم حزب الأغلبية.. أناشدهم بتغليب المصلحة الوطنية وعدم السعي إلي الهيمنة والسيطرة علي كل شئ.
وهل يختلف التشكيل الحالي للمجلس عن التشكيل السابق..؟
نعم.. فرئيس المجلس القومي للمرأة بتشكيله الحالي رئيس فعلي يقوم بوضع الخطط والسياسات وليس شرفيا كما كان في حال حرم الريس السابق.. إضافة إلي أن المجلس الحالي استحدث منصب نائب لرئيس المجلس وهو د. نور فرحات.. واستحدث منصب نائب للأمين العام وهو السيدة مارجريت عازر النائبة بمجلس الشعب.. ويضم المجلس الحالي ممثلين عن كل الأحزاب السياسية وأعضاء البرلمان وشباب الثورة والأزهر الشريف ويراعي التمثيل الجغرافي لكل المحافظات.. أي أن التشكيل الجديد للمجلس يعكس واقع ثورة 25 يناير ويتواصل مع المشكلات القائمة ويضع الحلول المناسبة لها.
بعض المعارضين أشاروا إلي تجاهل تشكيل المجلس الجديد للمنظمات الحقوقية النسائية
التي لعبت ولاتزال دوراً مهماً علي المستوي المحلي والعربي والدولي في قضايا المرأة
وتمكينها وتحقيق المساواة في المجتمع.. هذا تساؤل من هذه المنظمات.. تعقيبك..؟
تشكيل المجلس لم يتجاهل المنظمات الحقوقية النسائية بدليل أن أمين عام المجلس السيدة نهاد أبو القمصان كانت رئيس المركز المصري لحقوق المرأة.. أيضا يضم المجلس في عضويته الدكتور المهندس نبيل صموئيل أبادير مدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية.. وكذلك من لجان المجلس الدائمة لجنة المنظمات غير الحكومية وهي لجنة تضم كل أعضائها من المنظمات الأهلية.
أعلن " تحالف المنظمات النسوية " رفضه لمرسوم المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة بسبب الحاجة أولاً إلي كشف ملفات الفساد في المجلس وتطهيره ووضع الآليات الواضحة للمكاشفة والشفافية ومحاسبة من ضلعوا فيه وآليات
حقيقية للاندماج والمشاركة في صناعة القرار... تعقيبك..؟
لو تم التركيز علي هذه النقاط فقط سيبتعد المجلس عن مهمته الأساسية وعن اختصاصاته التي يجب الاهتمام بها في هذه المرحلة فهذه النقطة يجب أن تسير بالتوازي مع خطة عمل المجلس التي ينفذها فلا نستطيع الاهتمام بفتح ملفات الفساد والتطهير دون القيام بالعمل الأساسي للمجلس.

معذرة.. من ضمن الاعتراضات والتساؤلات.. لماذا تجاهل القرار التشكيلات النسائية في الأحزاب السياسية المختلفة..؟ أم أن ذلك سيكون في مرحلة أخري..؟
لقد راعي المجلس في تشكيله أن يضم مختلف الأحزاب قدر المستطاع ولدينا بالمجلس لجنة المشاركة السياسية وستضم ممثلين من جميع الأحزاب الموجودة.
سنتقدم باقتراحات لمراجعة قانون الأحوال الشخصية
والطفل بما يراعي تعاليم الشريعة الإسلامية
القوانين والمكتسبات
صرحت فور رئاستك للمجلس القومي للمرأة أن أولويات المجلس ستكون لمواجهة الفقر والأمية وبناء الإنسان.. كيف سيتم ذلك.. وما هي الخطة المطروحة للنهوض بالمرأة والأسرة المصرية في مواجهة الفقر والأمية..؟
كما قلت لك في بداية الحوار.. وأؤكد علي الاهتمام ببرامج لدفع المرأة في سوق العمل والإنتاج.. والتركيز علي قضية الأمية من خلال تفعيل برامج محو الأمية التي تمثل 40٪ فلا يصح أن تدخل مصر القرن 21 بهذه النسبة ونحن لن نتمكن من بناء الدولة الديموقراطية الحديثة في ظل هذه الأمية.. فأهداف المجلس الآن تختلف عن السابق لأن مصر تعاني من مشكلات اقتصادية ومشكلات اجتماعية طاحنة تتمثل في الفئات المهمشة لعقود طويلة منهم 10 ملايين معاق و2 مليون من أطفال الشوارع يجب العناية بهم حتي لا يصبحوا بلطجية في المستقبل.. كما يوجد بمصر خمسة ملايين امرأة معيلة يجب إدراجها في منظومة التنمية الاجتماعية.. وكل القضايا التي تعمل علي النهوض بالمرأة في العشوائيات والمرأة المسنة.. إضافة إلي برامج التمكين الاقتصادي والسياسي.. ودور الإعلام وتغيير الموروثات.. إلخ..
ماهي رؤيتك لترجمة ذلك عملياً.. بمعني الخطوات التي يمكن اتباعها لتحسين الوضع الاقتصادي للمرأة والأسرة..؟
عن طريق رسم خطة اقتصادية للبسطاء بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والنسائية والوزارات المختلفة ووضع برنامج اقتصادي يساعد الفقراء بالمشاركة مع بنك ناصر الاجتماعي الذي يجب أن يكون له فروع بالمحافظات والمراكز والقري والنجوع وتقديم القروض بدون تعقيدات روتينية..
فالبنوك العادية تقدم قروضاً بالملايين لرجال الأعمال وترفض منح قروض للبسطاء بمبالغ ضئيلة كألف أو خمسة آلاف من الجنيهات.. في عام 0002 حذرت الأمم المتحدة من تفشي الفقر وطالبت الدول النامية بضرورة محاربته وقد نجحت دول جنوب شرق آسيا بالنهوض ب 2 مليون مواطن تحت خط الفقر بينما كان الرئيس السابق وحرمه يتحدثون كثيراً عن محدودي الدخل ولم توضع برامج جادة لمساعدتهم..
ولذلك علينا أن نحرص تحقيقاً للعدالة الاجتماعية أن يصل الدعم لمستحقيه مثلاً يمكن توفير 50 مليار جنيه تذهب لدعم بنزين 95 المستخدم في السيارات الفارهة وايضاً توفير دعم الكهرباء الذي يستفيد منه المصانع والشركات الكبري.

كنت أول أمين عام للمجلس القومي للمرأة في بدايات إنشائه في نهاية التسعينيات وكان لك دور كبير في إنشائه وتأسيس أهم المشروعات به ومنها مشروع المرأة المعيلة.. ولكنك قدمت استقالتك بعد أقل من عام..!
تركت المجلس بعد أن أسست به أهم مشروعين وهما مشروع المرأة المعيلة ومشروع استخراج البطاقات الشخصية للمرأة بالقري والمراكز في كل محافظات مصر إضافة إلي استطاعتي الحصول علي تبرعات للمجلس بقيمة 81 مليون جنيه.. وسبب تقديم استقالتي تدخل الجهاز الرئاسي في أعمال المجلس خاصة من زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق.. وفي الوقت نفسه جاءني عرض للعمل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة وكان العرض فخراً لمصر ولي فلماذا أرفضه.
الكل خائف علي المكتسبات التي حققتها المرأة المصرية خلال عهود طويلة.. وهناك من يعترض بعض القوانين التي يرون أنها ليست في صالح الأسرة المصرية.. مثل قانون الخلع وبعض بنود قانون الطفل " قانون الرؤية ".. رأيك..؟
ما حصلت عليه المرأة خلال الفترة الماضية ليست مكتسبات للمرأة وإنما هي حقوق كفلتها لها الشريعة الإسلامية والدستور ولكننا سنقدم اقتراحات لمراجعة قانون الاحوال الشخصية بما يراعي تعاليم الشريعة الإسلامية.. ولكني أري أنه لا يجب التركيز علي قوانين الأحوال الشخصية فقط باعتيارها القوانين التي تحمي المرأة لأن التشريعات التي تحمي المرأة تكمن في منظومة التشريعات الاجتماعية كالتأمينات والمعاشات والقروض الميسرة وخلق شبكة للأمان الاجتماعي مثلما كان في عهد عبد الناصر قوانين تشجع المرأة علي العمل مثل إجازة الوضع وسنوات الرضاعة وإنشاء دور الحضانة التي تم غض النظر عنها مع الهجمة الشرسة لتطبيق الرأسمالية.
المشاركة في الدستور
مشروع " كوتة المرأة " للتمثيل في البرلمان خلال انتخابات 2010 أثارت الكثير من الجدل.. وتم إلغاؤها في انتخابات مجلس الشعب الحالي وجاءت نسبة مشاركة المرأة ضعيفة جداً.. ما هو دور المجلس في تفعيل المشاركة السياسية للمرأة..؟
في الفترة القادمة سنعمل علي الاهتمام بمجال التمكين السياسي للمرأة فنحن نتحدث عن نصف المجتمع الذي يجب ان يكون ممثلا بنسبة منصفة في البرلمان وسنعمل علي السعي باقتراح تشريع يلزم الأحزاب بوضع المرأة في أماكن متقدمة علي قوائمها حتي تتم زيادة نسبة تمثيلها في البرلمان وما يستدعيه ذلك من تقديم مقترح بتعديل تشريعي.. وسندعم المرأة في الانتخابات المحلية القادمة لأنها الأساس للتدريب السياسي للمرأة وتساعدها علي الاتصال بالمشكلات الحياتية للناس في المجتمعات المختلفة في المحافظات والمراكز والريف والمساعدة في حلها..

هذا يتطلب التأكيد في الدستور القادم علي حقوق ومكتسبات المرأة بما لا يتنافي مع الشريعة الإسلامية.. وهو ما يتخوف منه الكثيرون.. هل سيكون للمجلس دور عند وضع الدستور..؟
كلنا مع تطبيق الشريعة الإسلامية.. ولم تحظ المرأة بحقوق مثل التي حظيت بها في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم.. وأنا أرحب بنجاح التيار الإسلامي في البرلمان ولكن ذلك لا يعني فرض رؤيته ومفهومه للشريعة ينتقي منها ما يناسبه ويترك الباقي..! وسوف يقترح المجلس بعض الأسماء لتمثيل المرأة في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وسنحارب من اجل أن يكون للمرأة دور في اللجنة التأسيسية للدستور لتحقيق المواطنة والعدالة الاجتماعية وعدم التمييز، وكذلك التركيز علي ضرورة وجود المرأة في النقابات.. وسيحارب المجلس من أجل أن يتضمن الدستور مواد منصفة لحقوق المرأة فالدستور لكل المصريين ولكل الأجيال القادمة وحقوق الإنسان هي المبادئ الأساسية للدساتير في معظم دول العالم وهي الحقوق التي شرعت في كل الديانات السماوية.
في منتصف القرن الماضي كان وضع المرأة المصرية متقدماً كثيراً علي نظيراتها في الدول العربية وحتي في دول العالم الكبري.. الآن نجد وضع المرأة في كثير من الدول مثل تونس والكويت واليمن أفضل مما نحن فيه الآن.. بماذا تفسرين هذه الحرب الشرسة ضد مشاركة المرأة في التنمية..؟
رغم أن المرأة المصرية وقفت كتفا بكتف مع الرجل في ثورة 25 يناير ومنهن من استشهدن إلا أن ذلك لم ينعكس علي تحسين واقع المرأة لأننا في حالة فوضي كاملة أدت إلي تأخرنا عن الدول العربية التي بدأت بعدنا بسنوات طويلة.. ففي انتخابات مجلس الشعب تم وضع المرأة في ذيل القوائم وهو عكس ما حدث في ليبيا مثلاً حيث وضعت المرأة بالتبادل مع الرجل في القوائم مما
أدي إلي حصولها علي نسبة 41٪ في البرلمان الليبي.. وفي تونس حافظ رئيسها الجديد علي حقوق المرأة وامتيازاتها بل وصرح الغنوشي بأنه سيزيدها.. أما لدينا فالثقافة مختلفة وفهمنا للدين الإسلامي مختلف..
فالإسلاميون الذين يؤمنون بالدين الإسلامي هم الذين يعملون الآن علي سلب هذه الحقوق باسم الدين الإسلامي رغم أن الدين الإسلامي أعطي المرأة هذه الحقوق منذ 14 قرنا.. إذن علينا جميعاً العودة للفهم الحقيقي للدين والاهتمام بالتنمية الاجتماعية والبشرية لإخراج الناس من الفقر والجهل وتحقيق مبادئ الثورة.. وأتمني أن يسهم الإخوان المسلمين بإيجابية في تقدم مصر وجعلها دولة مدنية دستورية حديثة تعظم الإسلام ولا تستخدمه لتأخير الدولة.
هل د. ميرفت التلاوي متفائلة..؟
متفائلة جداً.. مصر أكبر من أي جماعات.. مصر أكبر من أي مناصب أو كراسي في البرلمان.. مصر أكبر وأعمق من ذلك بكثير.. ما أراه الآن زوبعة في فنجان ستأخذ وقتها وتختفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.