سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يوميات الأخبار كانت المفاجأة أن مرسل الكرسي المتحرك لقاريء اريد حلا هو السيد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية
هدية من السيد وزير الداخلية.. لمواطن مريض
الجمعة: كان اليوم جمعة.. الموعد الاسبوعي لنشر باب »اريد حلا« في جريدة الاخبار.. وكنت قد نشرت في نفس اليوم رسالة قصيرة لاحد المواطنين يقول فيها »عمري 66 عاما ومريض بسرطان المثانة ومحتاج لكرسي متحرك للخروج إلي الشارع والذهاب إلي المعهد القومي للأورام للحصول علي العلاج الكيماوي حيث انني حبيس المنزل ومعاشي بسيط«. كانت الساعة ماتزال العاشرة صباحا عندما دق جرس الباب في بيتي.. وعندما فتحت الباب فوجئت بمن يحمل لي اجمل هدية.. كرسي متحرك للمواطن صاحب الرسالة.. وكانت المفاجأة الاكبر ان مرسل الهدية هو السيد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية.. وانه منذ الصباح الباكر امر بتوفير الكرسي المتحرك للمواطن البسيط حتي يتمكن من الخروج من بيته للعلاج.. وأكد السيد اللواء حمدي عبدالكريم مساعد الوزير ومدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات الانسانية حرصه علي ان يصلني الكرسي المتحرك لتسليمه للمواطن في نفس يوم النشر.. وبعد وصول الكرسي الهدية اتصل بي السيد اللواء عماد عبدالعاطي بإدارة العلاقات الانسانية لكي يتأكد من وصول الكرسي وابدي استعداده لأن تقوم الإدارة بتسليم الكرسي إلي صاحبه في عنوانه الذي لم اكن قد نشرته في الجريدة. ولاشك انه موقف انساني نبيل من السيد وزير الداخلية ذلك انه رغم مشاغله الامنية الجسيمة لم يفته الجانب الإنساني في التعامل مع المواطنين.. واهتم وسط الاعباء الخطيرة الملقاة علي عاتقه بأن يساهم في التخفيف عن مواطن مريض بسيط غير قادر علي الحركة او الخروج من بيته للعلاج لانه قعيد. وفي الواقع انها ليست المرة الاولي التي يقوم فيها السيد وزير الداخلية بدوره في التكافل الاجتماعي والانساني مع المرضي والمعوقين فقد سبق له ارسال أربعة كراسي متحركة لاربعة مواطنين من اهل منطقة شلاتين بالبحر الأحمر وهي من ابعد مناطق مصر وذلك لمساعدتهم علي الحركة والانتقال حيث يعانون من شلل نصفي سفلي. ولا املك امام هدية السيد الوزير لواحد من اصحاب الشكاوي لباب »اريد حلا« سوي ان اشكر سيادته علي إنسانيته واهتمامه بشكاوي المواطنين ووقوفه بجانب أصحاب الحالات الحرجة من قراء باب »اريد حلا«.. وهو موقف ليس غريبا علي ما ينادي به سيادته من توطيد الصلة بين الشعب والشرطة. فباسم المواطن البسيط.. وباسم قراء باب »اريد حلا«.. وباسمي.. اقدم لك خالص الشكر يا سيدي الوزير. مستشفي الشرطة.. مركز طبي مضيء الأحد: لا أكاد اضع قدمي في مستشفي الشرطة حتي اقرأ الفاتحة علي روح زوجي اللواء الراحل وأترحم عليه.. فمازال الخير الذي غمرني به في حياته ساريا ويغمرني حتي بعد رحيله.. فلولا انتسابي اليه ما استطعت ان احصل علي هذه الميزة الكبري التي اعتبرها اهم ثروة تركها لي وراءه وهي ان اعالج علي أعلي مستوي ومجانا تقريبا في مستشفيات الشرطة التي هي من وجهة نظري وبعد ان مررت بتجارب عديدة في المستشفيات الاستثمارية وغير الاستثمارية في مصر وبعض مستشفيات الخارج تعد من أفضل المستشفيات.. بل هي صراحة من وجهة نظري افضل المستشفيات.. ولا ينافسها في الخدمة الطبية الممتازة وحداثة الاجهزة سوي المستشفيات التابعة لوزارة الدفاع. وفي الواقع انه يمكن اعتباري خبيرة بمستوي مستشفي الشرطة وليست خبرتي هذه نابعة من تجاربي المرضية وحدها.. وانما ايضا من تجارب الغير.. وبشكل خاص تجربة زوجي الغالي الذي امتد به المرض سنوات قبل رحيله.. وكان مستشفي الشرطة هو ملاذنا بعد ان اصيب بفيروس »سي« الذي تطور الي تليف وسرطان بالكبد بسبب عملية نقل دم في احد المستشفيات الحكومية بالزقازيق عند اجرائه جراحة كبري فبعد ان وقع له حادث وهو يؤدي عمله الشرطي علي الطريق.. وعندما نشط الفيروس واشتد المرض علي زوجي كان علاجه يقتضي ان نتنقل بين اقسام كثيرة بالمستشفي. وفي المرحلة الاخيرة من المرض كنا نقيم في المستشفي اقامة دائمة.. وكنت انام بالشهور في سرير المرافق للمريض الغالي.. وعندما نقل زوجي إلي حجرة العناية المركزة بالدر الثاني كنت اتنقل بين هذه الحجرة والحجرة رقم 109 بالدور التاسع حيث اقيم.. وهو ما اتاح لي ان اعرف الكثير عن اسلوب العمل بالمستشفي.. وأن أتعرف علي عدد كبير من الاطباء والممرضات وحتي المسئولين عن الطبخ وعاملات النظافة.. فمع مضي الايام اصبحت وكأنني واحدة من فريق المستشفي.. وخلال هذه الفترة المؤلمة شديدة الحساسية رأيت مدي الرعاية التي يحظي بها مريض مستشفي الشرطة ثم عدت وتعرفت اكثر علي المستشفي عندما مررت شخصيا بتجربة المرض الخبيث.. مرض سرطان الثدي.. فكان علي من اجل العلاج ان ادور علي العديد من اقسام المستشفي.. اقسام الاشعة والماموجرام والتحاليل والكشف الذري وان ادخل حجرة العمليات اكثر من مرة ولاجراء جراحة الاستئصال الكبري.. وان امر بتجارب العلاج الكيماوي والاشعاعي والعاج الطبيعي ومتابعة حالة اجهزة الجسم وعلي قمتها القلب.. وعندما استقرت الحالة بحمد الله كان عليّ ان اتابع العلاج دوريا كل اربعة اشهر وان اقوم في كل مرة بمجموعة من التحاليل والاشعات.. وكلها علي مستوي تقني عال بسبب ان المستشفي يقوم بتحديث الاجهزة الطبية باستمرار.. حتي انني عندما سافرت الي فرنسا للعرض علي البروفسور مارك سبلمان رئيس اقسام سرطان الثدي بمعهد جوستاف روس وهو اكبر معاهد السرطان في فرنسا ابدي احترامه للتحاليل والاشعات والتقارير التي وضعتها بين يديه والتي اجريتها في مستشفي الشرطة فقد كانت مطابقة في المستوي التقني والفني والطبي لتلك التي اجريتها في فرنسا في حين انني رأيته وهو يزيح بيده في عدم اهتمام بعض التقارير التي اجراها مرضي اخرون في مستشفيات اخري وبلاد اخري وهذا المستوي الطبي والتقني والخدمي الذي بلغه مستشفي - بل مستشفيات الشرطة - والذي نتمني ان تبلغه كل المستشفيات بل كل المؤسسات في مصر لم يأت من فراغ.. وانما من الإدارة الحكيمة.. فالنجاح الاداري في اي مؤسسة يبدأ بالقيادة.. وهو في مستشفيات الشرطة يبدأ بالسيد وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي الذي يدعم المستشفيات ماديا ومعنويا.. اما الدعم المادي وهو ما يلاحظه كل المتعاملين مع المستشفي فهو ان الوزير لا يبخل علي المستشفيات بالاجهزة الطبية الحديثة مهما بلغت تكاليفها. ففي مستشفيات الشرطة توجد كل الاجهزة التي قد لا توجد في اكبر المراكز الطبية الاستثمارية وتصل قيمة بعضها الي الملايين. واما الدعم المعنوي فيكون باختيار السيد الوزير لافضل القيادات الشرطية لإدارة المستشفيات وعلي رأسهم مساعد الوزير للخدمات الطبية اللواء معتصم محمد عبدالمعطي الذي قفز بالخدمة في المستشفيات إلي مستويات غير مسبوقة ولعل سر نجاحه بجانب ما يتميز به من حزم وانضباط شديد انه مؤمن إيمانا تاما بالعمل الجماعي.. فهو يعتقد بأنه لا يستطيع وحده ان يصنع النجاح بل يصنعه كل العاملين معه.. الصغار قبل الكبار.. وهو يغلف حزمه وحسمه بالرحمة والانسانية والتفاهم خاصة مع المرضي.. وعندما يتحدث الانسان مع اللواء معتصم قد يتصور انه يتحدث الي طبيب متخصص في كل الامراض.. فهو من طول تعامله مع الاطباء والمرضي اصبح خبيرا باعراض كل مرض.. وكيفية علاجه.. وافضل الاطباء المتخصصين في الشفاء منه.. وهو يعرف قدرات كل ضابط او طبيب او استشاري يعمل معه.. وهو يفتح بابه للجميع.. ويحل اعقد المشاكل.. وليس علي لسانه عندما تعرض عليه احدي المشاكل سوي جملة »مفيش مشكلة«. ولعل التطورات التي حدثت في المستشفي في الفترة الاخيرة تدل علي مدي الجهد الذي بذله ويبذله اللواء معتصم ومعاونوه من كبار الضباط والاطباء.. فقد اصبح في مستشفي الشرطة مركز من اهم مراكز جراحة القلب المفتوح في مصرحتي ان زميلنا الاعلامي المعروف صلاح الدالي عندما كان عليه ان يجري هذه الجراحة قام بنفسه بالمرور علي جميع المستشفيات ومعاينة كل حجرات العمليات وحجرات العناية المركزة للقلب.. وكان ان اختار افضلها من وجهة نظره واقلها تكلفة وهو مركز مستشفي الشرطة.. وقد اجري المركز حتي الان »0051« الف وخمسمائة عملية قلب مفتوح من بينها »0011« الف ومائة عملية للمدنيين من غير العسكريين وبجانب مركز جراحة القلب للكبار فإن المستشفي افتتح مؤخرا مركزا متخصصا في جراحة القلب المفتوح للاطفال.. وتم استدعاء واحد من اكبر جراحي قلوب الاطفال في إيطاليا هو البروفسور فرجيولا لكي يشارك في وضع اسس المركز وتدريب كوادر من الاطباء الشبان.. وهو مركز يشبه المركز الذي اقامه الجراح المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب في اسوان.. وفي المستشفي ايضا مركز جديد لقسطرة القلب وكان احد كبار الخبراء الاجانب موجودا به في الشهر الماضي لاجراء العمليات وتدريب الاطباء العسكريين.. فالمستشفي يهدف الي تكوين كوادر طبية علي مستوي عالمي.. فهو يستقبل الخبراء الاجانب ويرسل الاطباء الضباط والضابطات ايضا للتدريب في المراكز الطبية باوروبا.. فهناك طبيبان يدرسان القسطرة في ايطاليا.. وطبيبة ضابطة تدرس الاشعة التداخلية في المانيا. وقد امتد اهتمام المستشفي بوجه خاص الي المرأة والطفل.. فهناك قسم توليد لزوجات الضباط وانشيء تبعا له مؤخرا غرفة للرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة.. بجانب عيادة لامراض حساسية الصدر للاطفال وعيادة لتوعية السيدات بفوائد الرضاعة الطبيعية مع اصدار كتاب لارشاد الامهات الشابات الي أسلوب التعامل مع الطفل في عامه الاول. ولعل من أفضل ما حدث في هذه المؤسسة الطبية الشرطية وتفاديا للشكوي الدائمة من التمريض في مصر.. فان ممرضات مستشفي الشرطة لسن كبقية الممرضات.. فهن خريجات المعاهد الطبية الشرطية التي افتتحت لتخريج الممرضات علي الكادر العسكري.. فتحمل الواحدة منهن رتبة رقيب ثم مندوب ثم امين شرطة.. وهؤلاء الممرضات يدخلن المعهد بعد حصولهن علي الاعدادية ويدرسن التمريض لمدة خمس سنوات ويتميزن بالانضباط والالتزام العسكري.. وقد بدأت الاستعانة بهن في مركز القلب المفتوح في مستشفي الشرطة بحيث اصبح يستعان بهن لتدريب الممرضات في المراكز والمستشفيات الاخري بعد ان اصبحت كل واحدة منهن خبيرة في مجال التمريض.. وهو المجال الذي كثيرا ما يكون مصدرا للشكوي. واذا كنت قد تحدثت بشيء من التفصيل عن مستشفي الشرطة.. فاعتقد ان ذلك واجب من واجبات الصحافة.. ان تسلط الضوء علي الاماكن المضيئة في بلدنا.. مثلما تنتقد الاماكن المظلمة.. ولانه من المفروض ان نقول للمحسن لقد احسنت مثلما نعيب علي المسيء انه اساء. انني اشعر بانني مدينة بشكل شخصي لمستشفي الشرطة.. ولا اعرف حقيقة ما الذي كنت سأواجهه عند المرض.. لو لم اكن شريكة حياة رجل شرطة. أليس من واجبي اذن ان اقرأ الفاتحة وان اترحم علي زوجي الراحل الغالي كلما وضعت قدمي علي ارض مستشفي الشرطة؟