سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الوزير الأسبق مصطفي الرفاعي يتحدث عن مستقبل »العلاقات المصرية-الامريكية«: علاقات القاهرة واشنطن لم تعد محورية ولا استراتيجية ونظام مبارك كان مثاليا لتحقيق أهداف البيت الأبيض
أخيراً كشفت الولاياتالمتحدة المتحدة وإسرائيل عن نواياهما بعد إحباط مخطط تمويل المنظمات الحقوقية الماضية بكل اجتهاد في تنفيذ مخططات لزعزعة الثقة في قدرة مصر علي النهوض مستعينة في ذلك بوجوه سياسية جديدة نزلت "بالباراشوت" إلي المعترك السياسي وقامت قنوات فضائية بتلميعها وتسليط الأضواء عليها ، هي تتحدث ليلاً ونهاراً بإدعاء أنهم فرسان الحرية والديمقراطية بينما هم ينفذون سياسات ، ويستخدمون أدوات تزيد اضطراب الشارع المصري الذي أثخنته الجراح فلم يعد يلوح في وسط الظلمة فجراً ! المفكر والسياسي الدكتور مصطفي الرفاعي وزير الصناعة الأسبق رصد الحالة المصرية وتابع المخططات الأمريكية والإسرائيلية لإجهاض الثورة . ووضع في هذا الحوار خريطة طريق للخروج من هذا الليل الطويل ، سلاحنا الأول فيه هو استعادة الوعي بالثوابت الوطنية وإيقاظ مصادر القوة في الشخصية المصرية لتقوم بدورها ... وإلي الحوار ... بداية الحوار جاءت من أكثر النقاط سخونة .. فقد ظهر لمصر أعداء وخصوم كثيرون لم نكن نراهم أو نشعر بخطرهم ، وعندما تصورنا أن التخلص من الاستبداد والظلم من خلال ثورة شعبية شريفة وراقية سوف يجمع لنا أنصاراً ومؤيدين إذا بنا نواجه بالوجه القبيح لكثير من الدول ، بل وأدت " حالة الاستباحة " الأمنية لبدء أنشطة معادية لمصالح المصريين من دول معادية وصديقة علي السواء !!
المخابرات العامة ...
هذا ما دعانا نبدأ بالسؤال الخطير وهو .... السؤال .. أين جهاز المخابرات العامة المصرية من هذا التعدي الفاضح .وكيف تعامل مع هذه الخروقات رغم أنه معروف بقوته ونفوذه المتشعب في الداخل والخارج . فأين هو وكيف يعود ؟..
هكذا بدأنا الملف مع الدكتور مصطفي الرفاعي فأمعن في التفكير ثم قال : جهاز المخابرات العامة المصرية من أقوي أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط ، ومعروف أنه كان أقوي فنياً من جهاز أمن الدولة وكانت لديه معلومات عن كل صغيرة وكبيرة ، والمدهش أنه لم يقم بما يجب أن يقوم به لحماية الثورة المصرية من المؤامرات العديدة التي حيكت بواسطة قوي أجنبية لإجهاضها ، فالأجانب يتحركون في مصر بمنتهي الحرية ، وما تم الكشف عنه لا يمثل طبقاً للقاعدة إلا نسبة ضئيلة مما لم يُكشَف عنه ، ويصبح السؤال هو ما الذي حدث وأفسح الطريق لكل هذه المؤامرات أن تتم وتصل بنا إلي هذه الفوضي ؟ لذلك فإننا في دهشة شديدة من إخفاق هذا الجهاز ، سواء لأنه يعلم ولم يقم بواجبه أو لأنه لم يعلم أصلاً ! ، وإذا كان هناك عذر في أزمنة سابقة أن مبارك قام بتحجيمه أو تقليص دوره حتي لا يتعارض مع أجندة مبارك الشخصية في الاستمرار في الحكم . فما عذر الجهاز بعد سقوطه ؟! .. لقد كان الجهاز مشغولاً في قضايا أخري سواء في غزة أو السودان ، بينما بلدنا يتم العبث فيها بأيدي قوي معروفة . وكانت إسرائيل والغرب تتعاملان مع السيد عمر سليمان علي أنه الرجل القوي في مصر الذي يرأس جهاز المعلومات . وكيف السبيل لمعالجة الموقف الآن ؟ يجب أن يكون رئيس الجهاز عضواً رئيسياً في المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، ولابد أن يقوم بتنشيط كوادره وتحديث أدواته ، وأن يستعيد دوره الذي ينتظر منه خاصة أنه مازال محل احترام وتقدير كبيرين من الشعب . فقد نجح النفوذ الأجنبي لسنوات في أن يحاصره بدلاً من أن يحاصر هو النفوذ الأجنبي ، وجاء الوقت لكسر هذا الحصار والإعلان عن بعض المواقف الناجزة حتي يستعيد الجهاز كامل الثقة فيه وهذا ممكن جداً وبسرعة . تقسيم مصر البعض يري أن فكرة تقسيم الدولة المصرية إلي أربع دويلات متصارعة فكرة ساذجة وبعيدة عن الواقع وربما تم طرحها من قبيل المبالغة .. ما رأيك ؟ هذا تسطيح للأمور لأن الهدف الأكبر للدول الاستعمارية الطامعة هو تفكيك الدول الكبري إلي دويلات متنازعة حتي يسهل تحقيق أهدافهم فيها وهذا عكس ما فعلته أوروبا والولاياتالمتحدة بنفسها حيث اتحدت دول غرب أوربا في الإتحاد الأوربي ثم ضموا إليه دول أوربا الشرقية وصارت قوة عالمية ، وهو نفسه ما فعلته أمريكا عندما رفض إبراهام لنكولن العظيم انفصال الولايات الجنوبية حين استعصت وجهز الجيوش للحرب الأهلية حفاظاً علي وحدة الاتحاد . إذن عمليات التقسيم مخطط إستعماري ناجح جداً ، وقد نجح عندما تم تفكيك الاتحاد السوفيتي ، ونجح في تقسيم الخليج العربي إلي دول صغيرة ، وفي تقسيم الشام والسودان وذلك علي عكس فكرة القومية العربية أو وحدة العالم الإسلامي ، أما ما يحدث في مصر من فوضي الآن فهدفه الأكبر إضعاف مصر وتقسيمها وهو مسعي إسرائيلي أمريكي . وكيف تري أسلوب التصدي لهذه المحاولات الآن ؟ الآن يأتي دور توعية الشعب المصري بما يحاك حوله من مؤامرات ومخاطبة الوجدان الوطني لدي كل مصري بأن يعرف ويؤمن بثوابته الوطنية وتحريره من تأثير الإعلام الهابط الممول من الخارج وتذكيره بشهداء مصر الذين ضحوا بحياتهم من أجل وحدتها علي مر التاريخ سواء في حروب السودان وفلسطين وشهداء الثورات المصرية المتعاقبة ضد الاحتلال . فالتاريخ مستمر وعلينا الانتباه لنحمي أهداف ثورة 25 يناير . فايزة أبو النجا هناك حملة شرسة ضد فايزة أبو النجا وزيرة الدولة للتعاون الدولي لأنها كشفت الغطاء عن عمليات التمويل الأجنبي لمنظمات حقوقية تم إنشاؤها في مصر لتنفيذ أجندات خارجية تحت مظلة دعم الحرية .. فكيف تراها ؟ الوزيرة فايزة أبو النجا كانت دائماً في موقف حساس فقد كان علي وزارة التعاون الدولي أن تتواءم مع الدول الأجنبية بغرض الحصول علي مساعدات ، وقد أدركت الوزيرة فايزة أبو النجا التي تعمل بكفاءة عالية أن الدول الأجنبية قد تجاوزت الخطوط الحمراء ، وأن بعض هذه الدول ليس هدفها مساعدة مصر وإنما سقوطها أو الضغط عليها . ولذلك كان عليها أن تأخذ موقفاً حاسماً كمصرية وطنية . وهذا ما فعلته عندما كشفت هذه المؤامرات علي غير هوي الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو ما أدي لشن هذا الهجوم . كيف تري مستقبل العلاقات مع الولاياتالمتحدة في ظل هذه الأزمة ؟ أشاد المصريون جميعاً بخطاب باراك أوباما التاريخي بجامعة القاهرة سعدنا باختياره القاهرة وجامعتها لهذا الخطاب الذي حمل الكثير من المعاني والآمال الجميلة ولاقي تأييداً وترحيباً حاراً ، كانت لحظة فارقة أعلن فيها أنه ينتهج سياسات تصحيح ما لحق بالعرب والمسلمين من ظلم وضرر نتيجة سياسات بوش التي أفقدت الولاياتالمتحدة رصيدها لدي العرب والمسلمين ، وجاهرت إسرائيل بعدم رضاها عن هذا الخطاب وعن اختيار القاهرة لإلقائه.
إلا أن أوباما ما لبث أن تراجع عن هذه الوعود والسياسات ورأينا سياسات الإدارة الأمريكية للحزب الديمقراطي مطابقة تماماً لسياسات الإدارة الجمهورية السابقة . أي أن السياسات الأمريكية ليست سياسات بوش أو أوباما بل هي سياسات إسرائيلية ثابتة لا تتغير بتغير رئيس الولاياتالمتحدة ، أوباما يسترضي إسرائيل واللوبي اليهودي أملاً في إعادة انتخابه . هل تعتقد أن مساندة أمريكا للنظام السابق خدمت المصالح المشتركة للبلدين ؟ فلنكن واضحين أن العلاقات المصرية الأمريكية التي سادتها روح المودة والصداقة في فترة النظام السابق لم تكن صداقة أو علاقة استراتيجية ومحورية كما ادعي جمال مبارك ، بل كانت علاقة نظام تجاوب مع إملاءات الولاياتالمتحدة أياً كانت في مقابل دعم أمريكا وإسرائيل لمبارك ولتوريث الحكم لجمال . فمصلحة هاتين الدولتين كانت تقضي باستمرار مبارك ومن بعده جمال .. فهما يقدمان ظروفاً مثالية لتحقيق أهداف البلدين ، وطبيعي أن الأنشطة الخطيرة التي كانت تمارسها السفارة الأمريكية والحفنة التي ارتبطت بها من وزراء ورجال أعمال وأحزاب لم تكن بعيدة عن رصد أعين أجهزة الأمن القومي والمخابرات إلا أن تقارير هذه الأجهزة لم تلق تأييداً من رأس الدولة . بل تعرضت هذه الأجهزة نفسها لهجوم شديد من الداخل والخارج ممن يبحرون في فلك السياسة الأمريكية لدرجة منعته من الكشف مثلاً عن أدوار مزدوجي الجنسية ممن يدعون الآن أنهم الأحرص علي مصالح مصر من أهلها الذين يعيشون حياة الكفاح . ما رأيكم في نهج السفيرتين سكوبي وآن باترسون وأثره علي العلاقات المصرية الأمريكية ؟ أعتقد أن السفيرة آن باترسون لا تعرف شعبنا بالقدر الكافي ، شعبنا تظهر عظمته حين تهان كرامته أو تسعي الإمبريالية إلي تحويله إلي أحد توابع الإمبراطورية الأمريكيةالجديدة ، وتتجلي حينئذ مشاعر الوطنية الكامنة ويظهر المخزون التاريخي الوطني بما فيه من بطولات وتضحيات وتختفي ظاهرة العمالة والولاء للأموال الأمريكية ، لقد استنفرت السفيرة باترسون هذه المشاعر ، ولا أدري كيف يمكنها الآن أن تكون مقبولة لنا كسفيرة للولايات المتحدة بعد أن انكشف دورها وتدخلها المندفع في الشأن الداخلي الذي أصبح مرفوضاً شعبياً وحكومياً .
أقول للسفيرة آن باترسون أن مصر ليست كولومبيا أو السلفادور ، إن ما أتته هذه السفيرة خطأ سياسي ودبلوماسي جسيم ، وزاد من ذلك شحن الإدارة الأمريكية ضد مصر وضد فايزة أبو النجا ، ولا أدري كيف يمكنها علاج الفجوة التي تسببت فيها ؟ مقتل الجنود ...
ما تقييمك لتوجيهات الرئيس أوباما باستمرار الدعم لمصر رغم التهديدات غير الرسمية بقطعها وأيضاً ما أعلن عنه من إنشاء صندوق مساعدات لإنمائه دول الربيع العربي ؟ - أوباما يطلق تصريحات دعائية ونحن نعتد فقط بما صرحت به الوزيرة فايزة أبو النجا التي أكدت أن الرئيس السابق جورج بوش خفض المساعدات الاقتصادية لمصر إلي 200 مليون دولار فقط ، ورفعها أوباما إلي 250 مليون دولار وكان جزءاً كبيراً منها يستقطع لتمويل الجمعيات المدنية التي تعمل في أنشطة سياسية ، وهذا هو ما نثق فيه الآن . لأن أهداف الولاياتالمتحدة من المساعدات تغيرت ولم يعد الهدف منها تحقيق الاستقرار وتأمين احتياجات المجتمع لأن إسرائيل لم تعد تعبأ بالسلام كما قلت بدليل انتخاب الصقور وتطاول المتطرفين أمثال ليبرمان وزير الخارجية وهجومه المستمر علي العرب والمسلمين . إلا أن الصمام الحاكم الذي جعل هناك خطا أحمر لا ترغب إسرائيل في تجاوزه هو الحفاظ علي حسني مبارك لأنه ينفذ سياساتهم بطريقته الخاصة في مقابل دعمهم له ولابنه، ولذلك تغاضي مبارك عن قتل كثير من الجنود علي الحدود وإغلاق معابر غزة وممارسة إجراءات قمعية ضد الشعب الفلسطيني . وزاد الخضوع عندما توحدت أهداف إسرائيل والولاياتالمتحدة وأصبحت إسرائيل المسيطرة علي إدارة هذه السياسات وهدفها الأول إضعاف مصر من الداخل باستخدام كل السبل والآليات . رجال أمريكا أمريكا لها رجال في مصر . كيف تراهم ؟ وهل هم عملاء أم ناشطون أم منتفعون ؟ أمريكا عملت علي احتواء عدد كبير من المصريين من خلال انتقاء محدد ومدروس . وبدأت هذا الاتجاه بتقديم منح عمل وتشغيل ودراسات مسحية اجتماعية تبدو بريئة ولكن كانت تتم في إطار مخطط للتغلغل والتأثير في حياة المصريين ووجدت تجاوباً وتعاوناً من رأس النظام الذي سمح بها . وكانت الجامعة الأمريكية تقوم بدور مهم في ذلك بجانب المنظمات الأخري وأبرزها منظمة ابن خلدون لجمع معلومات يمكن من خلالها رسم سياسات للعمل بها وكانت محصلة عدد كبير من الدراسات أن الشعب المصري لن يثور أبداً وأنه شعب مشغول بمشاكله وأنه يخشي السلطة وأن نظام مبارك قادر علي السيطرة الكاملة عليه !! . ولذلك كانت ثورة 25 يناير مفاجأة حقيقية أصابتهم بارتباك شديد ، وفي البداية أيدت أمريكا الثورة وأرسلت فرانك ويزنر سفيرها السابق لاستطلاع الموقف وقد كان ويزنر نفسه مستشاراً لحسني مبارك مثلما كان بن اليعازر مستشاراً أيضاً وكان يتقاضي أموالاً من مبارك مقابل تقديم مشورات ، وهذا ما أعلنته سوزان مبارك في مذكراتها . أما رجال أمريكا في مصر فقد صنعتهم من خلال واجهة ذكية هي " منظمات الأعمال الأمريكيةبالقاهرة " فهدفها الأول خلق رجال أعمال ترتبط مصالحهم بالولاياتالمتحدة يحصلون علي توكيلات ويكون لهم أولوية في الاستفادة من المعونة تحت مظلة دعم دور القطاع الخاص . ومنهم قيادات سابقة وحالية في اتحاد الصناعات وآخرون في جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال ، ولأنهم مهتمون جدا بالإعلام حرصوا علي إصدار جريدة يومية تدافع عن مصالحهم وتعبر عن رأيهم ، وانطلقوا لتعديل نظام المؤسسات المالية وأنشأوا عشرات المصارف والبنوك وقدم لهم وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالي خدمات هائلة ، وأصبح في مصر أوعية تمتص مدخرات المصريين وتقوم بتشغيلها لحسابها في الداخل والخارج دون أي التزام عليها بخطط التنمية المصرية .. فضلاً عن الإفراط في الاستيراد دون عوائق وساهم رشيد محمد رشيد في الدفع بخفض الجمارك وتبني سياسات العولمة الغربية مما جعله من الشخصيات التي لاقت دعماً من قيادات الدول الأجنبية وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي جورج بوش في إحدي تصريحاته بأن رشيد محمد رشيد ويوسف بطرس غالي من أفضل القيادات الواعدة في الحكومة المصرية ، كما ساهم الغرب في صناعة نجومية رشيد حتي كان من أبرز المرشحين لرئاسة الوزراء . ولكن قيام ثورة 25 يناير أوقف فاعلية معظم هذه الشخصيات التي أصبح ينظر إليهم علي أنهم فلول للحزب الوطني وغير مرغوب فيهم !!
نعم وكثيرون منهم أيضاً هربوا خارج البلاد ولم يمنعهم أحد رغم أن الثورة كانت قد قامت ، واعطي لهم الإذن بالخروج بسهولة ، وعندما خلا الملعب كان لا بد من نزول لاعبين جدد جاهزين فوراً لقيادة المشهد السياسي درس حماس هل تري أن السياسة الأمريكية سوف تتغير بعد صعود التيار الإسلامي واختيار الشعب له ؟ التيار الإسلامي كان هو الفزاعة التي استخدمها نظام مبارك للحصول علي الدعم الأمريكي لأنه يعلم أن أمريكا لا تريد ولن تقبل بأن يحكم التيار الإسلامي مصر مهما كانت الظروف ، ولكن أمريكا لن تجاهر بالرفض هذه المرة مثلما فعلت عند فوز حماس في غزة ، ولكنهم سيحفرون لهم ويتصيدون أخطاءهم ويعظمونها بالتعاون والتنسيق مع خصوم التيار الديني في الداخل ومن وراء الستار ستشجع أمريكا وتدعم كل الخطط والمؤامرات للقضاء علي التيار الديني والانقضاض عليه في أول فرصة . هل تعتقد بوجود أدوار لمخابرات دول بذاتها في الشارع المصري الآن؟ - هذا أمر مؤكد . والدول المعادية لنا تتبادل المعلومات والأدوار وتقوم بالتنسيق فيما بينها لاستثمار هذه الحالة وبث المزيد من الحركات والمؤامرات وأخص في هذا الأمر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والمتعاونين معهم من رجالهم في مصر . والدول العربية ؟ هناك دول عربية كشفت عن مواقف سلبية من الثورة المصرية ، وهي تعتقد أن الثورة قد تكون مصدر خطر عليهم وبالتالي هم ليسوا سعداء بسقوط حسني مبارك وتتمني أن يكون لذيول النظام دور مؤثر في الحياة السياسية ، ولذلك تشجع هذه الدول استمرار حالة الفوضي بل وتمول بعضها المنظمات المدنية بأموال ضخمة لتنفيذ أجندات تحت رايات مختلفة ، وللأسف استمر جهاز الأمن القومي بغض الطرف عنها قبل 25 يناير وبعدها . وأنظر مثلاً كيف تدخلت الولاياتالمتحدة تدخلاً فظاً في قضية سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز ابن خلدون وهو صناعة أمريكية لخدمة صانعيه ، وغيره الكثير من المراكز التي تم حالياً تقديم المسئولين عن عدد منها لمحكمة الجنايات الآن بتهمة الإضرار بالمصالح المصرية ، وهو أول موقف رسمي علني يكشف المخططات الأجنبية مما أثار غضب الولاياتالمتحدة ودفعها لشن هجوم علي مصر وعلي فايزة أبو النجا والتهديد بقطع المعونة .