لم يقدم وزير الثقافة التونسي »المهدي مبروك« اسبابا واضحة سوي »ديكتاتورية الذوق السليم« وهو يصدر قراره قبل أيام بمنع المطربين »اليسا - نانسي عجرم - شيرين- تامر حسني- فضل شاكر« من الغناء في مهرجان قرطاج الموسيقي هذا العام.. مضيفا الي تصريحاته المعلنة بإحد البرامج الفضائية اعتراضه علي »فنانات العري« ويقصد تحديدا »اليسا ونانسي عجرم« الذي اعلن بوضوح »علي جثتي مجيؤهما الي قرطاج الموسيقي«!! وبعيدا عن التراشق بين نقابة الفنانين اللبنانيين وبين الوزير التونسي خاصة، وان الفنانتين »اليسا وعجرم« تم اختيارهما كسفيرتين »للنوايا الحسنة« بالامم المتحدة ويتمتعان بمهنية وجماهيرية عالية.. فإن تصريحات الوزير التونسي لا تستند الي معايير جمالية، ولا فنية، ولا موسيقية، ولا تمتلك حكما نقديا واضحا ومتماسكا، لتحديد الفارق بين »الذوق السليم« والذوق »غير السليم«! كل ما قدمه هو نظرة اخلاقية للفن، تختصر الحكم الجمالي في طول فستان المغنية او قصره، وتحدد اسباب المنع من الغناء »بعري الفنانات«!! محاكمة الفن بمعيار الاخلاق، واعلان المنع والمصادرة وملاحقة الفنانين بأسباب خارج الفن وخارج الابداع هي هجمة اصولية ضد الفن.. خاصة وان الوزير التونسي والذي ينتمي الي حزب »النهضة الاسلامي« أكد ان هذه سياسة عامة تطبق في كل المهرجانات القادمة، حتي تكون خشبة المسرح تليق بتونس وثقافة تونس، مؤكدا ان »قرطاج« لن يتحول الي مهرجان للعري كما كان في السابق!!