في إطار سعي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لطي صفحة الماضي مع رواندا وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما ألقت الشرطة الفرنسية القبض مؤخرا علي أجاثي هابيارمانا 76 عاما أرملة الرئيس الرواندي چوڤينال هابيارمانا الذي اغتيل في ابريل 4991.. تتهم رواندا اجاثي بالتورط في تدبير حملة الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 4991 علي أيدي مجموعة من قبائل الهوتو المتعصبين التي راح ضحيتها حوالي مليون شخص معظمهم من قبائل التوتسي.. تمت عملية الاعتقال بعد خمسة أيام من زيارة نيكولا ساركوزي إلي العاصمة كيجالي والتي تعد الأولي التي يقوم بها رئيس فرنسي إلي رواندا منذ وقوع عملية الإبادة الجماعية..وقد شهدت العلاقات الثنائية توترا كبيرا بسبب اتهام كيجالي فرنسا بضلوعها بصفة غير مباشرة في مجازر عام 4991.. وفي نوفمبر الماضي أصدرت حكومة رواندا مذكرة اعتقال دولية بحق اجاثي وطلبت من فرنسا ملاحقة المشتبه في صلتهم بأعمال المجزرة ممن يعيشون علي أراضيها.. أعلنت النيابة العامة بپاريس اطلاق سراح اجاثي مع استمرار وضعها تحت المراقبة القضائية وخلال الأيام القادمة سيتخذ قاضي التحقيقات في محكمة استئناف پاريس قراره بشأن الموافقة علي تسليم أجاثي للسلطات الرواندية من عدمه.. تفضل أجاثي استجوابها أمام هيئة قضائية فرنسية أو دولية وتري ان الهيئات القضائية الرواندية ليست مستقلة بما فيه الكفاية وانها غير منصفة.. لعبت اجاثي لسنوات دور الأرملة التي تعيش مأساة فقد الزوج.. كانت تعتبر القوة الحقيقية وراء المؤسسة الرئاسية لأنها جاءت من النخبة من قبيلة الهوتو في شمال البلاد وكانت الشخصية المحورية في مجموعة صغيرة قوية تعرف بأكازو وهي تعني البيت الصغير وتتألف معظمها من الأقارب والمتطرفين الهوتو من ذوي النفوذ. كما كانت تضم اشقاءها الرجال بالإضافة إلي الكولونيل إيلي ساجاتوا أحد أعضاء شبكة الصفر التي خططت لجريمة الإبادة ويقال ان اجاثي كانت قد شاركت في عدد من اجتماعاتهم ودعمت أيضا وسائل الإعلام المتطرفة من محطة RTLM الإذاعية وصحيفة كانجورا التي شنت حملة عدائية وهجمات متواصلة ضد قبائل التوتسي وساعدت علي تأجيج الجو السياسي لارتكاب جرائم الإبادة. كما شارك اخواها بدور فعال في عمليات القتل احدهما كان حاكما لأحد الأقاليم والآخر رئيس سابق للبنك الوطني والذي قام بتمويل جماعة أوكازو.. وبعد اغتيال زوجها وربما من خلال شبكة الصفر استمرت أجاش تلعب دورا محوريا في اتخاذ القرارات السياسية حيث ساعدت في اختيار قائد جديد للجيش والذي كان معروفا بوجهات نظره المتطرفة المعادية للتوتسي. وقد تضاءل نفوذها وتم إجلاؤها من العاصمة كيجالي من قبل القوات الفرنسية بعد ثلاثة أيام من اغتيال زوجها وبعد اغتيال التوتسي الذين عملوا في البعثات الدپلوماسية والثقافية الفرنسية في رواندا.. اتجهت أجاثي بعد ذلك إلي فرنسا بعد ان أظهر الرئيس فرنسوا ميتران ولاءه للعائلة وقدم لها 04 ألف دولار من ميزانية وزارة التعاون ووصفها بأنها مساعدة عاجلة للاجئين الروانديين.