د. طارق حجي: فرصة حكومة طرة لتوجيه طعنة جديدة للثورة الدكتور طارق حجي المفكر الكبير يري ان اتاحة الفرصة امام عملية نقل السلطة المعلن عنها هو الامر الاكثر حكمة، فقد تمت انتخابات مجلس الشعب واغلب الظن ان المراحل الاخري من نقل السلطة ستتم قبل منتصف العام الحالي، مؤكدا انه يحترم حق التظاهر والعصيان المدني فهو مكفول دستوريا، لكن الظروف الراهنة لمصر تجعل من الحكمة تجنب هذه الدعوات لانها ستكون فرصة امام حكومة طرة وفلول النظام السابق لإلحاق جرح جديد في جسد الثورة كما حدث في بورسعيد مؤخرا، ولو كان الموعد المحدد لنقل السلطة بعد عامين او ثلاثة لكنت في الصفوف الاولي الداعية للعصيان، ولكن نقل السلطة سيتم بعد شهرين او ثلاثة وهذه مدة قصيرة نستطيع انتظارها. ومن جانبه يؤكد د. رشاد بيومي النائب الاول لمرشد الاخوان المسلمين اننا في مرحلة تحتاج الي البناء وليس الهدم قائلا " دعوة العصيان المدني قد ينتج عنها نتائج غير ايجابية ". ويستطرد نائب المرشد قائلا: لقد بدأنا اولي خطوات الديمقراطية من خلال انتخاب مجلس شعب ، وحاليا تجري انتخابات الشوري ، واخيرا تم الاعلان عن موعد التقدم لانتخابات رئاسة الجمهورية يوم 10 مارس القادم حتي يتم تسليم الحكم الي سلطة مدنية ، واذا لم تتحقق الخطوة الاخيرة وهي تسليم السلطة.. هنا فقط يكون العصيان المدني امرا ضروريا ولا مفر منه ، اما حاليا فالامور تسير علي مايرام ولا ينبغي اللجوء الي العصيان المدني الا في الضرورة القصوي. بدأنا ويري د. محمد فايق نائب رئيس المجلي القومي لحقوق الانسان ان العصيان المدني يعتبر فكرة غير ناضجة تؤدي الي رسوب الثورة التي فجرها وأيدها الشعب ، موضحا ان العصيان قد يؤدي ايضا الي انهيار " البلد " في الوقت الذي نحن احوج فيه الي البناء والتخطيط والتشييد وليس الهدم والتخريب.
ويضيف فايق: الظروف الراهنة لا تحتمل تنفيذ فكرة العصيان خاصة ان الشعب الذي يقف وراء الثورة لم يعط صكا لاحد بان ينفذ هذه الفكرة الشيطانية وهي العصيان ، موضحا انه ليس من حق مجموعة من المجموعات ان تتحدث باسم الشعب وتدعو الي مثل هذه الفكرة ويوضح فايق انه توجد وسائل اخري لتحقيق الاهداف مثل النزول الي مختلف ميادين مصر وتنظيم مليونيات وغيرها. المفكر الاسلامي الدكتور محمود جامع استنكر دعوات بعض القوي الثورية للعصيان المدني مؤكدا اننا في مرحلة عصيبة تحتاج الي العمل والانتاج حتي يستعيد الاقتصاد المصري عافيته، ولا مجال في الوقت الحالي لهذه الدعوات التي قد تكون مناخا مناسبا للبلطجية والمخربين الذين يستغلون التجمعات والاحدث ويندسوا لينشروا الفوضي ويروعوا الآمنين، مشددا ان هذه الدعوات ضد الدين والشرع لانها تضر بمصالح الاخرين، وقال الله سبحانه وتعالي "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون " ويجب ان نهدأ بعد الثورة لنعيد بناء الدولة، ويضيف انه لا يري مبررات لهذه الدعوات التي تدعو الي العصيان لان المجلس العسكري ملتزم بتنفيذ عملية نقل الحكم وفقا للجدول الزمني المحدد وفقا للاعلان الدستوري، فطالما انه اصبح لدينا مجلس شعب وفي طريقنا الي اختيار مجلس شوري فلماذا الاستعجال اذن، طالما ان هناك خطوات تتم في عملية نقل السلطة الي رئيس منتخب من الشعب. يشير ضياء رشوان رئيس مركز الاهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية والباحث في الشئون الاسلامية ان فكرة العصيان المدني مرفوضة تماما، لان البلاد لا تحتمل التلاعب بها والوطن اكبر من اي شخص " تطق في دماغه فكرة " ويدعو الي تنفيذها وتذهب بنا الي نفق مظلم لا نستطيع الخروج منها، فاذا كانت هناك مطالب خاصة بتسليم السلطة ورحيل المجلس العسكري فمن الممكن ولمصلحة الوطن الانتظار لحين انتهاء المهلة ولن نصبر وقتا طويلا لان المدة المتبقية ليست كبيرة فهي لا تتعدي 3 شهور وفقا للاعلان الدستوري. العصيان حق دستوري اما من جانب شباب الثورة فيري الدكتور هيثم الخطيب المتحدث الرسمي اتحاد شباب الثورة ان العصيان المدني حق مكفول دستوريا طالما كان سلميا كفله القانون مؤكدا انه من اول الداعين الي الدخول في الاضراب العام ثم الي العصيان المدني ان لم يستجب المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا مشيرا الي ان هناك مخططا لتحويل مسار الثورة من الاطار السلمي الي الدموي باستخدام العنف في التعبير عن الراي وذلك من خلال تجنيد عناصر مندسة بين المتظاهرين وذلك شاهدناه في الاحداث الدموية التي راح ضحيتها اكثر من 73 شهيدا واكثر من الف مصاب بالاضافة الي الاشتباكات التي ما زالت تحدث في محيط وزراة الداخلية مضيفا انه كان علينا تحويل تلك المظاهر الغاضبة من العنف الي الاتجاه السلمي. ويضيف المتحدث الرسمي لاتحاد شباب الثورة ان تسليم السلطة الي رئيس مدني منتخب هو الحل الوحيد للخروج من الازمة وقد تعودنا دائما علي ان تحقيق مطالب الثورة لايكون الا بالضغط وهذا ما رايناه علي مدار عام من الثورة، مؤكدا اننا نعلم تماماحقوقنا الدستورية والقانونية للتعبير علي الراي مرورا بالتظاهر السلمي الي الاضراب منتهيا بالعصيان المدني وهو حق دستوري. ويؤكد هيثم الخطيب ان شباب الثورة اتخذوا قرارا بالدعوة الي العصيان المدني يبدأ من قطاع التعليم الجامعي العام والخاص مضيفا ان هناك جدولا زمنيا لتحقيق المطالب ان لم تحقق سيمتد العصيان الي قطاع اخر وهو النقل والمواصلات ثم الي قطاع الصحة ثم الي قطاع اخر حتي تتوقف الحياة تماما. ويتفق معه في الراي الدكتور محمد مصطفي منسق حركة كلنا مصريون ان الطريق الوحيد لتحقيق اهداف ومطالب الثورة هي الاضراب العام ثم العصيان المدني فهو حق دستوري كفله القانون مؤكدا انه سيبدا بقطاع التعليم ثم يمتد الي القطاعات الاخري. ويضيف منسق حركة كلنا مصريون ان الهدف من العصيان المدني هو توصيل رسالة الي من بيده الامر لاجباره علي تسليم السلطة وتحقيق مطالب الثوار مشيرا الي ان اعلان فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية هو لتهدئة الشارع المصري موضحا انه لم يحدد مواعيد قفل باب الترشح ولا فترة الدعاية الانتخابية ولا ميعادا محددا لتسليم السلطة الي رئيس مدني منتخب.