مع احتفال الأمة العربية والاسلامية بذكري مولد الرسول صلي الله عليه وسلم.. فإننا نستذكر المعاني والقيم العظيمة التي حفلت بها رسالة الإسلام المليئة بالمثل العليا والتي بشر بها الرسول إيذانا ببزوغ فجر جديد يخرج البشرية من دياجير الظلم والجهل.. إلي رحابة النور ويحررهم من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد. لقد جاء الرسول صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين بعد أن طغي الظلم والجور وانتشرالفساد فانتهكت القيم والأخلاق وإنتشرت الفتن وساد الخوف والإرهاب والربا والاستغلال .. فضاقت الأرض بما رحبت.. فكان مولده بداية لعهد جديد في تاريخ البشرية .. وإيذانا بنهاية عصور الظلم والظلام.. وبشري تعيد للإنسان كرامته وإنسانيته. إن انتشار الإسلام في كافة أصقاع الأرض منذ اكثر من أربعة عشر قرنا وتعداد المسلمين الذي تجاوز أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.. لم يكن لولا رحمة هذا الدين وسماحته ووسطيته وإنحيازه للعقل والحوار "وجادلهم بالتي هي أحسن".. وبعده المطلق عن التعنت والغلو " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء"... و"لكم دينكم ولي دين"... يأتي مولد الرسول عليه الصلاة والسلام ليذكر الأمة وهي تعيش ظروفا صعبة وتمر بمراحل خطيرة.. بضرورة العودة إلي كتاب الله والعمل علي اجتثاث الانقسام والتشرذم وعودة التضامن.. ووحدة الصف لتعود كما أرادها الله "خير أمة أخرجت للناس " فتحرر مقدساتها.. وتحمي أوطانها وشعوبها من أطماع الأعداء.. وتعيد هيبتها.. وأن تتصدي لأعداء الإسلام الذين شوهوا صورته وسمعته.. ووصفوه بأوصاف هو منها براء.. فالإسلام يدين العنف والتطرف.. ويدعو الي الموعظة الحسنة.. والحوار بالكلمة الطيبة.. وليس بالشماريخ والقتال والدم بسبب مباراة لكرة القدم !.. فما الذي يحدث في مصر ؟ .. ما هذا التحول الغريب في الشخصية المصرية ؟.. بعد أن جاء اليوم الذي نري فيه المصريين يتقاتلون في مذابح من الدم وسقوط الضحايا والمصابين .. هل أصبحنا غير آمنين في مصرنا التي قال عنها القرآن الكريم : ادخلوها بسلام آمنين .. بالأمس لم أر أحدا في الشارع .. الناس خائفون يلوذ كل منهم ببيته .. خيفة وذعرا مما نسمعه ونراه .. من عمليات سطو وسرقة وقطع طريق وإعتصامات وسقوط القتلي والضحايا والمختطفين .. إلي متي سنظل علي هذه الحال التي طالت كثيرا وفاض بنا الكيل ..متي ستعود مصر بلادنا كما كانت دائما حرة آمنة .. مصر التي استطاعت بجهدها وجهادها وكفاحها الدؤوب أن تقيم كيانا متميزا باعتداله ووسطيته ما أكسبها احترام العالم أجمع.. ونحن نحتفل بالمولد النبوي الشريف أدعو الله تعالي أن تعود بلادي إلي تعاليم الإسلام وسماحته وأن يعود كل المصريين إلي طيبتهم وشيمهم الأصيلة .. اللهم آمين ..