هذا الوباء الذي شاهدناه خلال الأيام الماضية وأدي إلي هذه الفواجع من القتلي والجرحي.. يؤيد ما أكدنا عليه مراراً من أن هناك فئة من شباب مصر يكرهون بلدهم ولا يدركون قيمته. إنها مصر التي نشأ علي أرضها النبي إدريس - عليه السلام - الذي كان يحمل شتي العلوم من فلك وهندسة وطب والعديد من الحرف ودونها علي الجدران لتنبئه بطوفان نوح - عليه السلام - حفاظا علي هذه العلوم من الاندثار. مصر التي احتضنت يوسف - عليه السلام - منذ طفولته، وجاءها سيدنا يعقوب وأولاده »الأسباط« ومن قبله سيدنا إبراهيم وتزوج من هاجر المصرية، ونشأ موسي وهارون علي ارضها وكلهم شربوا من نيلها، وجاءت السيدة مريم العذراء وابنها عيسي وعاشا فترة من الزمن فيها. وفي دير المحرق بأسيوط توجد الكنيسة الوحيدة في العالم التي دشنها سيدنا عيسي بنفسه، وكذلك النبي دانيال، مصر التي استقبلت آل البيت من احفاد سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - حبا الله مصر بكل هذا التكريم.. فأين مصر من شعبها الآن؟، اصبحت تهان وتتمزق بفتن يعلمها الله، واصحابها؟! ولابد ان يعلم اصحاب هذه الفتن ان مصر محروسة بإذن الله وإن كره المفسدون. وفي حديث لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - »مصر كنانة الله في ارضه، من أراد بها سوءا قصمه الله« أي كسره وأهلكه، فأين فطنة شباب مصر مما يُحاك لبلدهم من هذه القلة المأجورة التي تريد تحطيم وطنهم وأنفسهم!! أفيقوا.. أفيقوا قبل فوات الأوان.