نيكولا ساركوزي جديد.. متواضع، هادئ، غير عصبي، فقد الكثير من ثقته بنفسه.. يؤكد لمن حوله انه اسئ فهمه.. فهو ليس الرجل الذي تعتقدون انه انا.يبدي الندم والاسف لاول مرة علي أخطاء ارتكبها خلال سنوات حكمه..هذا التواضع لا يشبه الصورة المعروفة لساركوزي العنجهي الذي يتفجر توترا ويثير المشاكل دائما والذي فقد شعبيته. صورة رئيس فرنساالجديدة ظهرت مع اقتراب انتخابات الرئاسة في ابريل القادم، والتي ترجح كل استطلاعات الرأي فوز منافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند بها. كثيرون اعتبروا الصورة الجديدة لساركوزي من اخراجه.. ليتحول لساركوزي النادم. لقد استعرض ساركوزي صورته الجديدة في رحلة الي جويانا الفرنسية اصطحب فيها علي غير العادة 20 صحفيا وأكد لهم ان تصريحاته ليست للنشر ..وهو يدرك تماما ان كل ما قاله سيتم نشره. فهو علي اي حال ليس ساذجا سياسيا. في البداية سأله صحفي ماذا سيفعل لو هزم في انتخابات الرئاسة؟ لم يكابر او يعاند وفي استسلام ليس من طبع ساركوزي المقاتل اعلن انه لن تسمعوا عني مرة اخري لو هزمت. لدي مهنة فأنا محام عمري 57 عاما وهبت منها للحياة السياسية 35 عاما واضاف في النهاية وعلي اي حال لست خائفا. اعرب ساركوزي للصحفيين عن ندمه لنشر صوره مع كارلا في رحلتهما الي مصر والاردن في اعياد الميلاد في2007 قبل ان يتزوجا يقول ساركوزي كان خطأ ان رآه الفرنسيون سعيدا بهذه الدرجة ما كان ينبغي ان نغادر فرنسا.. لقد اعتقد الفرنسيون اني تخليت عنهم. كما اعترف ايضا انه اخطأ بتعيين رشيدة داتي وراما ياد وهما من ذوي الجذور الافريقية كوزيرتين.. فهو كما يقول قدم لهماالكثير وبسرعة كبيرة وكانتا بلا خبرة سياسية سابقة. وهو نادم علي مساندته لطموحات ثاني ابنائه جون لرئاسة لا ديفانس وكالة التنمية وميزانيتها مائة مليون دولار سنويا فقد اتهمه الفرنسيون بالمحسوبية ومحاباة ابنه الصورة الجديدة التي اراد ان يعكسها ساركوزي هي صورة رجل ناضج تحول من ساركوزي مفرط الحركة والنشاط فائق السرعة الي رجل سياسي حكيم. يراعي مشاعر شعبه فقد حرص علي عدم الذهاب في اجازة في اعياد الميلاد مراعاة لمشاعر شعبه بسبب الازمة المالية القاسية التي تعاني منها فرنسا. اعترافات ساركوزي نزلت كالصاعقة علي حزبه واغضبت اليمين وعلق الان جوبيه وزيرخارجيته قائلا لديه اعداء كثيرون ينتقدونه ما كان يجب ان يضيف المزيد لهم في خضم المعركة الانتخابية ليس هذا وقته. كارلا بروني زوجة ساركوزي حاولت اصلاح الموقف واعلنت ان زوجها لم يفقد شجاعته وانه يحب عمله ومكانته السياسية هي كل حياته.. ساركوزي الذي لم يعلن رسميا ترشحه للرئاسة حتي الان يريد ان يبدو كزعيم شجاع قادر علي اتخاذ القرارات الصعبة ولايريد ان يبدو كمرشح للرئاسة ولكن كرئيس يحكم لاطول فترة ممكنه كما يقول مؤيدوه.. فهو يناضل من اجل مستقبل فرنسا ودول منطقة اليورو.. رئيس شجاع مستعد للقتال حتي النهاية لخدمة بلده في وقت الازمات بدلا من الدعاية الانتخابية لنفسه. كبار الشخصيات في حزبه بدأوا في التشكك حول رغبة ساركوزي في الفوز.. لقد بدا انهزاميا وتخلي عن صفاته القتالية وظهر مكتئبا وكأنه رجل يدرك انه في نهاية الطريق. واعترف ان ايامه في الرئاسة قد تنتهي قريبا وكأنه يري هزيمته في الانتخابات او يعد نفسه للهزيمة. هل كان ساركوزي نادما بالفعل علي اخطائه ام ان هذا الندم جزء من استراتيجية جديدة بارعة وماكرة لتغيير وتحسين صورته لعلي وعسي يغير من رفض الفرنسيين له؟