مصر في ثورة،..، نعم هي في ثورة، منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي،..، ومن يقول بغير ذلك، ليس بغافل، أو جاهل، أو مدع، فقط، بل لابد أن يكون أيضا متسماً بقدر هائل، ونادر من الغباء، بكافة أنواعه الحسية، والعقلية، وكافة مستوياته السياسية، والاجتماعية،..، وأزيد علي ذلك، بالقول أيضا، أنه لابد أن يكون أعمي، وأصم في ذات الوقت، بحيث لايستطيع أن يري، أو يسمع، أو يحس، بما تفجر في مصر، من أحداث جسام، وما اشتعل في النفوس، من فوران صاخب، وما جري من وقائع، غيرت وجه الحياه، ومسار الأحداث، ومصائر البلاد، والعباد . وأحسب، أن مايطرحه البعض، من شعارات ساخنة أحيانا، وملتهبة أحيانا أخري، تنادي بأن مصر تحتاج الي ثورة أخري، لإحياء الأولي، وإعادة بعث الحياة فيها، وتجديد قوتها، وتدفقها، يأتي في إطار الحماس الزائد، والطبيعي لدي الشباب، الذين فجروا الثورة، ورغبتهم العارمة، والمتعجلة، في أن يروا مجمل حصادها قد تم، وكل أهدافها قد تحققت، بين يوم وليلة، في أسرع وقت، وأقصر زمن،..، بل الآن وفوراً دون تأجيل ودون تمهل . وإذا ما تأملنا، في هذا الطرح، بموضوعية، من جانب الشباب المتحمس، واضعين في إعتبارنا ما يحتاجه ذلك، من ضرورة التدقيق في النظر، والشمولية في الإلمام بمجمل الصورة، ومراجعة كل أركان وجوانب ما حدث وما جري طوال عام مضي، لوجدناه ليس نافيا لحقيقة أن مصر في ثورة بالفعل، وليس منكراً لحقيقة أن هناك منجزات كثيرة، قد تحققت علي الأرض، وأن الواقع قد تغير بالقطع ولكنه يري ان ذلك ليس كافياً . وفي هذا الإطار، نكون أمام حقيقة، مؤداها، أنه رغم قدر المتغيرات التي حدثت في مصر، منذ قيام الثورة، حتي الآن، وبالرغم مما تحقق، وما يجري، إلا أن هناك اقتناعا، لدي العديد من القوي، والفاعليات السياسية، وخاصة القوي الشبابية، بأن هناك الكثير لم يتحقق حتي الآن، وأن خطوات التغيير، كان يجب أن تتسارع، وتتعاظم دونما هدوء، أو تمهل. هذه هي العقدة في المشهد السياسي المصري الآن، وبقي أن نبحث عن الطريق، أو الوسيلة لحل هذه العقدة . ونواصل غداً إن شاء الله.