أي مهتم بمستقبل مصر وتطورها الاقتصادي والتنموي خاصة، عليه أن يقرأ هذا الكتاب الهام الذي صدر في اطار المشروع القومي للترجمة. ومازال التسويق نقطة الضعف الاخطر في هذا المشروع الهام وأيضا التعريف بما يصدر فيه، الكتاب هو »نصف العالم الآسيوي الجديد«، المؤلف كيشور محبوباني احد الشخصيات المرموقة في سنغافورة، لعب دورا هاما في صعود بلاده وكان ممثلا لها في الاممالمتحدة. دعاه احمد ابو الغيط وزير الخارجية السابق لالقاء محاضرة لا اذكر انني قرأت اي متابعة لها صحفنا. موضوعه السياسات التي اتخذت للارتقاء بالبلاد الآسيوية. الصين التي تركها ماوتسي تونج كيانا خربا اسوأ. واجه قادتها الوضع بشجاعة واعلن دنج هياو بنج المناضل الشيوعي الاصيل برامجه الاربعة، تحديث الزراعة تحديث الصناعة. ايضا العلوم والتكنولوجيا، ثم الجيش، وبالنسبة للمناصب العليا تقرر الايزيد عمر رئيس الصين المرشح عن خمسين سنة. والا يزيد علي مدتين.. ثماني سنوات فقط.. في سدة الرئاسة، قال ايضا ان الصين سوف تصل الضفة الاخري من النهر بتحسس الاحجار تحت الماء، وقال ايضا لايهم لون القط اسود او ابيض، المهم لون القط. تم تطبيق هذه القواعد والقرارات بدقة. خلال ثلاثين عاما فقط اصبحت الصين القوة الاقتصادية الثالثة في العالم ومن المنتظر ان تصبح القوة الاولي، في العشرين عاما القادمة. ليست الصين فقط، انما الهند، وماليزيا التي كانت مصر ترسل اليها الكتب والمدرسين علي حساب الدولة المصرية، وبالطبع كوريا الجنوبية، لخص المؤلف أسباب: التقدم في سبعة شروط، اولها: اقتصاد السوق الحرة، العلم والتكنولوجيا، الجدارة والكفاءة الشخصية، ثقافة السلام، احترام القانون، التعليم، البراجماتية، لقد فصل ذلك في اربعمائة صفحة وقدم للكتاب وزير الاستثمار السابق محمود محيي الدين، يمكن اعتبار الكتاب دليلا إلي التقدم، واضيف الي الاسباب السبعة شروطا اخري من الحالة المصرية، اهمها تجديد دماء القيادات بتولي الشباب المواقع الرئيسية، والشفافية الصارمة، والحذر من مرشحي الرئاسة الذين يتطلعون الي جمع مليارات لحساباتهم الخاصة كما فعل السلفي السابق، خاصة بعد ان رأوه يرقد معززا، مكرما، وفي المحاكمة رفعه المحامي الي مرتبة الرسول الكريم بدون اعتراض القاضي!!