الحشد الهائل من الكتاب والفنانين والمبدعين الذي امتلأت بهم نقابة الصحفين أول أمس، في مؤتمر الدفاع عن حرية التعبير وحق المعرفة والذي دعت اليه (جبهة الإبداع المصري) يعني حقيقة ساطعة، أن الفن والإبداع خط أحمر، وأن من المستحيل العودة الي الوراء ، وأن المبدعين (كانوا دائما وسيظلون) الصرخة الممتدة عبر الآف السنين تحمي هوية هذه الأمة ،وتصون حضارتها، وهو ما عبر عنه ببساطة شديدة الفنان محمود حميدة حين تساءل مستنكرا : كيف يمكن أن نناقش حرية التعبير، بعد كل هذا التاريخ من الإبداع والإنجاز المصري العظيم؟! تحت عنوان ( مصر مصرية) تكونت جبهة الابداع من ائتلافات ثقافية وفنية متعددة ، تشكيليين، وموسيقيين، وسينمائيين ومسرحيين،وكتاب وشعراء00 دفاعا عن الحرية والتي لا تعني حق الشعب في اختيار حكامه فقط ، ولكن تعني تحرير الإرادة المصرية بإزالة القيود عن حرية الفكر والرأي والابداع، فبدون هذا التحرير ليس هناك مشروع للنهضة. بيان جبهة الابداع المصري (قام بالقائه الفنان محمود يس) واضح وصريح ، وممتليء بالثقة في تاريخه وانجازه، والثقة أيضا في مستقبله، رفض (استخدام الدين للحد من حرية الإبداع والفن والعلوم،والقضاء علي دور مصر)، معلنا بوضوح (لن نسمح بتغيير ملامح الشخصية المصرية، نرفض تهجير العقل المصري للخارج ،ونرفض قمعه بالداخل، لن نسمح بالعبث في تراثنا الحضاري وآرثنا الثقافي والفني ،ولن نهدأ حتي تعود مصر الي ريادتها العلمية والأدبية والفنية والإعلامية) وأضاف البيان (جئنا لنقف صفا واحدا في وجه من يريدون إطفاء العقول، ولن نقبل بإرهاب العقول وتكفير التفكير، ولن نسمح بأن تتهمنا الأجيال القادمة بأننا فرطنا في حريتها).