حالة من الذهول والحزن سيطرت علي قريتي العزيزة مركز المنزلة ودماص مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية عقب وصول خبر استشهاد ضابط شاب وجندي من القوات المسلحة بالسويس اثناء ادائهما لواجبهما الوطني في مطاردة عصابات البلطجة والاجرام. لم يصدق أبناء القريتين أنفسهم وهم يتناقلون الخبر الحزين وتجمعوا حول منزلي الشهيدين في انتظار وصول جثمان كل منهما لدفنه. الضابط الشهيد النقيب حسني أحمد عويس من قرية العزيزة مركز المنزلة ينتمي لأسرة مصرية أصيلة سعت طوال عمرها لتربية أبنائها وتعليمهم حتي يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.. فشقيقه الأكبر محمد مهندس كهرباء والأصغر محاسب بإحدي الشركات وشقيقته المتزوجة تفرغت لتربية أبنائها بعد انهاء تعليمها.. الضابط الشهيد متزوج من صيدلانية منذ حوالي عامين هي إيمان إبراهيم النجار ولهما طفل واحد يبلغ من العمر عام. ودع أسرته في آخر إجازة له وداعا حارا وكأنه كان يستشعر ما يحمله له القدر وأنه سوف يدفع حياته ثمنا لشهامته وجسارته في تعقب المجرمين. الأم المهندسة الزراعية محاسن المصري لم تتمالك نفسها عقب سماعها لخبر استشهاد ابنها. فجيعتها فيه كبيرة راحت في حالة من الذهول وغابت عن الوعي وهي تردد اسمه وتحتسبه عند الله شهيدا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. راحت الأم تتمتم بكلمات الله طالبة الصبر الجميل في فجيعتها. أما الجيران والأقارب فأكدوا أن الضابط الشهيد ورث عن والده الذي توفي منذ حوالي 3 سنوات الشهامة والمروءة ومساعدة كل من يلجأ إليه كلما أمكنه ذلك. أبناء القرية والقري المجاورة الذين تدفقوا علي القرية انتظارا لوصول جثمان الضابط الشهيد انخرطوا في حوارات كلها تطالب بضرورة الوقوف صفا واحدا خلف جيش مصر الذي يتولي مسئوليات جسام في تلك المرحلة وأن أي محاولات لصرف الجيش أكثر من ذلك تعد من قبيل العبث بمستقبل هذا الوطن.. ويجب ألا يشغله أحد عن حماية حدود الوطن والحفاظ علي أمنه واستقراره في الداخل بالتعاون مع قوات الأمن.. ورددوا »الجيش والشعب ايد واحدة«. معاش استثنائي للأسرة أما الجندي الشهيد محمد علي عوض عطا الله 02 سنة فينتمي لأسرة مصرية مكافحة.. تعاني شظف العيش لكنها تسعي لتوفير الاحتياجات الضرورية لأبنائها بالكد والعرق. والده عامل بسيط وأمه ربة منزل وله شقيقة وشقيقان اصغر وهو الاكبر في العائلة.. لم يتمكن من استكمال تعليمه كما كان يرغب نظرا لضيق ذات اليد للأسرة. محمد كان يحرم نفسه من أبسط احتياجاته لتسليم راتبه الشهري لأسرته للانفاق علي اشقائه. أبناء القرية تناولوا قصص وحكايات محمد في كفاحه مع اسرته لتربية اشقائه وطالبوا بصرف معاش استثنائي لتلك الأسرة التي فقدت باستشهاده عائلها الوحيد نظرا لمرض والديه. كما طالبوا بسرعة ضبط عصابة الاجرام مرتكبة الحادث ومحاكمة أفرادها محاكمة علنية عاجلة وتنفيذ عقوبة الإعدام في ميدان عام ردعا لكل من تسول له نفسه ممارسة الاجرام والبلطجة!