كتب أحمد الدسوقي : أطلق موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك خدمةً غريبة تتيح لمستخدميه إرسال وصيتهم الأخيرة مكتوبة أو مصورة بالفيديو لأصدقائهم المقربين ليعلنوها بعد وفاتهم الخدمة تحمل اسم »if I die « التي تعني باللغة العربية "لو مت" . وتتيح هذه الخاصية التي انطلقت مؤخرًا لكل مستخدم تسجيل وصيته الأخيرة مصورة بالفيديو أو مكتوبة ويرسلها لثلاثة أصدقاء ثقات ويبلغهم بإرسالها ليتولوا تشغيل صفحته بعد وفاته، حتي يعرف الجميع نبأ الوفاة ويستمروا في تذكره. وتسمح الخدمة الجديدة التي انضم لصفحتها نحو 4 آلاف شخص للمستخدم كتابة مدونة أخيرة علي موقع "بلوج" أو إعداد رسالة وداع، يتم إرسالها إلي الأصدقاء بعد وفاته بالبريد الإلكتروني. وكانت طالبة سويدية تدعي ليزا جرانجبرج طرحت في إطار رسالة الماجستير الخاصة بها، العام الماضي، فكرة إطلاق خدمة للفيس بوك تحمل اسم "وصية الإنترنت"، تقضي بأن يكتب المستخدم نوعًا من الوصية لكيفية إجراء تغييرات علي صفحته علي المواقع الاجتماعية؛ مثل "تويتر" و"فيسبوك" بعد وفاته وإلي من يعهد بذلك. وقد أحدثت الخدمة خلافًا بين الموقف الشرعي والقانوني حول إمكانية إجازتها أو الاعتراف بها، ففي الوقت الذي أجاز فيه عالم أزهري إمكانية استخدام هذه الوسيلة التكنولوجية لكتابة الوصية، أكد خبير قانوني صعوبة اعتراف القضاء بها لسهولة التلاعب فيها . وعن الموقف الشرعي من هذه الخدمة قال د.محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق في تصريحات نشرها موقع ام بي سي. "هذه الوسيلة جائزة في كتابة الوصية طالما تأكد صحة نسبها للشخص المنسوبة له، وطالما ضمن صاحبها الحفاظ علي سرية ما تضمنته". وعلي الرغم من إجازته لهذه الوسيلة، فإن الدكتور عاشور أعرب عن عدم تفضيله استخدامها في كتابة الوصية. وعن الموقف القانوني أكد ممدوح إسماعيل المحامي "من الصعب اعتماد هذه الخدمة علي اعتبارها وسيلةً معتبرةً قانونيًّا لكتابة الوصية، لأن هناك عرفًا قانونيًّا لا يعترف بالأدلة القائمة علي التقنية والتكنولوجيا الحديثة لسهولة التلاعب فيها". وشدد إسماعيل علي أنه: "لا يمكن اعتماد هذه الوسيلة علي اعتبارها دليلا قانونيًّا أمام القضاء إلا إذا قامت بها النيابة العامة فقط، لكونها جهة حيادية".