وسط زخم الحديث عن الأوضاع الداخلية في البلاد ، والجدل السوفسطائي حول مواد الدستور الجديد ، وتبادل الاتهامات بالخيانة بين القوي السياسية ، وبينما انغمست مصر في شئونها الداخلية كانت علي الجانب الآخر إسرائيل تعد العدة لمواجهة عسكرية محتملة مع مصر. تعتبر إسرائيل التغييرات التي حدثت في مصر تهديدا حقيقيا لوجودها ، وهو ما أكده رئيس الوزراء نتنياهو، وقال إن حكومته ستتخذ قرارت بتخصيص ميزانيات أكبر للأمن والجيش، لمواجهة التحديات الإستراتيجية الجديدة ومتغيرات الخريطة السياسية في العالم العربي ، محذرا مما اسماه "الواقع الغامض في مصر ". بينما قال رئيس الأركان بيني جانتس "إن الواقع الإقليمي الجديد يعيد إسرائيل إلي "أيام 67". عمليا ، رفعت إسرائيل ميزانية الجيش 4 مرات خلال عام 2011 وفقا لما كشفت عنه صحيفة "ذا ماركر" الاسرائيلية والتي قالت إن ميزانية الجيش الاسرائيلية ارتفعت بواقع 880 مليون دولار بسبب تداعيات ثورة 25 يناير . أيضا قال وزير الدفاع الإسرائيلي باراك إن بلاده ستطلب من أمريكا زيادة مساعدتها العسكرية لنفس السبب. ويري المحلل السياسي الإسرائيلي ايتان هابر أن الربيع العربي سيكون له تأثير بالغ الخطورة علي إسرائيل . ويتوقع أن تحكم البلدان العربية قوي إسلامية راديكالية مناهضة لإسرائيل ، الأمر الذي يعني محاصرة إسرائيل بطوق من الدول المعادية ، التي لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود ، مما قد تؤدي إلي إلغاء الاتفاقات مع مصر والأردن. ليس ثمة شك في أن هناك العديد من الاخطاء خلال إدارة المرحلة الانتقالية ، ولكن علينا ألا نهمل الاخطار الخارجية وأن نكون في أشد حالات التأهب،واليقظة الدائمة.