يقول الخبر ان الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح قد أفتت انه لا تحل مشاركة ولا تهنئة غير المسلمين في المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتميز به الشرائع ثم يبرر صاحب الفتوي ويدعي الدكتور علي السالوس -أول مرة اسمع عنه- رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح هذه الفتوي الغريبة والشاذة قائلا: ان النصاري لا يقومون بتهنئة غيرهم من أصحاب المعتقدات الاخري. ثم اضاف ما زاد الطين بلة قائلا: ان المسلمين لا يعتقدون في صلب السيد المسيح ولا يحل لهم بحال التهنئة بقيامته ثم هو عاد واستثني من هذه الفتوي العجيبة من يقوم بالتهنئة إذا كان هدفه تأليف القلوب للاسلام واظهار محاسنه ثم هو أخيرا قال ان النبي »صلي الله عليه وسلم« قد عاد طفلا يهوديا مريضا فأسلم ونحن نقتدي بالنبي حتي نفوت الفرصة علي دعاة الاحتقان الطائفي »يا سلام وكأن كل الكلام السابق لا يدعو للاحتقان«؟!، هذا الكلام حمل توقيع الشيخ الدكتور علي السالوس رئيس ما يسمي بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والشيخ محمد مصطفي نائب رئيس لجنة الفتوي بالهيئة والدكتور محمد يسري مقرر لجنة الفتوي والأمين العام للهيئة وأنا شخصيا رغم متابعتي الدقيقة لكل ما ينشر بالعربية في معظم شئون الدين والدنيا لم أقرأ عن هذه الهيئة ولا هذه الأسماء وإذا كنت قد فاقت عليَّ متابعة انشطتها فلابد ان اسأل عن هذه الهيئة التي أسمت نفسها »شرعية« وماذا تقصد بالحقوق والإصلاح؟ حقوق من واصلاح ماذا؟ ثم من طلب منها ان تنشر هذه الفتوي علي مواقع الانترنت وتستجلب بتعليقات وصلت لعشرات المئات معظمها يستنكر الفتوي أصلا، ثم ان في وصف »غير المسلمين« ما يستفز أبناء الوطن الواحد واعتقد ان من يستخدم هذا التعبير الآن هم من الوهابيين السلفيين المتعصبين ذلك لان الجزيرة العربية لا يوجد فيها اقباط وانما المقصود هنا هو أقباط مصر والمقصود بتعمد هو اشعال فتيل الفتنة الطائفية بين نسيج الأمة الواحد ومما يؤكد لك ان الفتوي تصدر الآن خصيصا للتحارب الطائفي وتأليب المصريين علي أنفسهم هو قول صاحب الفتوي انه إذا حدث والمسلم هنأ المسيحي فيكون هدفه هو ان يؤلف قلبه للإسلام رغم ان جوهر العقيدة الإسلامية وصحيح الدين قائم علي حرية الاعتقاد »من شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر« و»لكم دينكم ولي دين« و»ان الله يهدي من يشاء« و»انك لا تهدي من أحببت« فلماذا يصر اصحاب هذه الدعاوي الغريبة والشاذة الآن علي تحويل العرف والسلوك العفوي الذي استقر بين المصريين عبر حقب من الزمن إلي »مصيدة دينية« وممارسة مناسباتنا الدينية التي تتخذ طابعا شعبيا صرفا من زاوية الفرز الطائفي والاقصاء الدني. لماذا الآن الاصرار علي تصنيف المصريين إلي فئتين مسلم ومسيحي. ولماذا يصر بعض رموز الاخوان والسلفيين علي تطفيش أقباط مصر والحض علي كراهيتهم وفي المقابل يفعل بعض أفراد الأقباط -من منطلق ان كل فعل له رد فعل- نفس الشيء لنتحول إلي وطن ممزقة أطرافه وكبده مستهلك ومحروق وعقله ليس في حاضره ومستقبله بل في أسوأ أنواع أوهام التدين والتعصب.