لن يقنعني أحد أبداً بأن أجهزة أمن الدولة التي تستطيع أن تعرف »دبة النملة« في مصر لا تستطيع حتي الآن أن تعرف أسماء فلول الوطني الذين يديرون أحداث الثورة المضادة وأعوانهم المندسين بين جموع الثوار! ولن أصدق أبداً بأن إدارات الداخلية مثلها مثلنا تراقب وتتابع المؤامرات الداخلية والخارجية وتتحسر علي »قلة الحيلة« التي آلت إليها وحالة العجز التي أصابتها وهي تري نيران الثورة المضادة تلتهم المنشآت العامة وتحرق تاريخ مصر مقابل حفنة من الأموال يدفعها أصحاب المصلحة المجهولون! الوضع الوحيد المقبول عقلاً هو أن »الأجهزة« تعرف ولا تريد أن تصرح.. لديها كل المعلومات موثقة بالصوت والصورة وتأبي الإفراج عنها وكأن أحداً لا يريد أن يأخذ الناس حذرهم ويعرفوا أعداء وطنهم فيضيقوا عليهم حتي يأمنوا منهم! والنتيجة هي ما نراه من اختلاط المأجورين بالثوار وتداخل أصحاب الأجندات الخاصة والمضللين بالوطنيين من المصريين وكلهم خرجوا وأرواحهم علي أكفهم يقدمونها طوعاً فداء لمصر. فإذا برصاصات الغدر تغتالهم لتمنعهم من تحقيق أهدافهم. فكيف تسكت أجهزة الداخلية علي هؤلاء؟ ولماذا لا تكشف سترهم وإذا كانت ألقت القبض علي المئات بل الآلاف منهم وعرضتهم للبحث والتحقيق فما هي النتائج وعلي من تشير أصابع الاتهام ولماذا لم يتم القبض علي رؤوس الفتنة فوراً وعرضهم علي الرأي العام لكي تمضي بعد ذلك الثورة في مسارها السليم؟!! هذه الأسئلة تبعث فعلاً علي الحيرة لأن استمرار الحديث عن القوي الخفية والمؤامرات الداخلية والخارجية أصبح مثيراً للسخرية ويبعث علي التشكك في نوايا هذه الأجهزة! لقد كنا جميعاً نتابع علي شاشة التليفزيون هؤلاء الصغار الذين يحملون زجاجات المولوتوف ويلقونها عمداً أمام الكاميرات لإحراق منشآت الدولة الحيوية.. وكلنا شهود علي هذا الفعل الإجرامي. فهل لا تستطيع أجهزة البحث الجنائي بث عناصرها بين هؤلاء الشباب المأجور وتتبعهم والقبض عليهم ومعرفة من الذين يدفعون لهم ويحرضونهم لتشويه صورة الثورة أملاً في الإبقاء علي أوضاع بعينها دون تبديل أو تغيير؟ أظن أن تصديق عجز الدولة عن متابعة مثل هذا العمل ومحاسبة فاعليه يعد استخفافاً بعقول الملايين! والدليل هو القبض علي صاحب رسائل التهديد للإعلاميين حيث تبين أنه سائق سيارة الإعلامي عمرو الليثي.. وانظر كيف ألقي القبض عليه بعد أيام قليلة من فعلته رغم أنه اشتري شريحة تليفون وضعها في تليفونه الشخصي ثم أرسل الرسائل ثم استخرج الشريحة وتخلص منها ووضع شريحته الأصلية وكأن شيئاً لم يحدث. ومع ذلك توصلوا إليه وحصلوا علي اعترافه وجار عرضه علي النيابة.. وحتي سيدة الحواوشي التي جلبت أرغفة الحواوشي إلي المعتصمين أمام مجلس الوزراء وأصيبوا بتسمم غذائي منها نجحوا أيضاً في تحديد مكانها والتعرف علي شخصيتها والقبض عليها رغم أنها جلبت هذه الوجبات في سيارة بدون لوحات وسلمتها للمعتصمين ثم ذابت وسط ملايين البشر ومع ذلك جاءوا بها! فهل يقنعني أحد بأن المؤامرات الكبري التي تحاك للوقيعة بين الثوار والجيش والشرطة بل والشعب كله تعجز »الأجهزة« عن كشف تفاصيلها وإماطة اللثام عن مخططيها ومرتكبيها وإعلانها علي الرأي العام؟! من جانبي أقول إن إبقاء الأمر لغزاً أمام الناس يعد عملاً مقصوداً.. وأن هناك أجندة خاصة وراء استمرار هذا الظلام المتواصل منذ 11 شهراً.. فلم يعلن اسم واحد فقط من فلول الوطني يدفع لهؤلاء المرتزقة.. أو عن دولة أجنبية أو عربية وراء الأحداث. فبقي الناس يضربون أخماساً في أسداس بينما »أعداء الثورة« والراغبون في استبقاء نظام مبارك لحماية مكاسبهم يعملون بحرية وهم مستفيدون من حالة الظلام والتضليل والتشكيك في مقاصد الثوار. ابحث عن المستفيد!